احتفل محرك البحث الشهير "جوجل" بمرور 165 عاما على ميلاد الكاتب الأيرلندي "برام ستوكر"، صاحب رواية "دراكولا" كأحد رواد الأدب والإثارة والرعب. وقد تم تقديم رواية "دراكولا" التي كتبها برام في 1897م، للسينما العالمية في العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية التي نالت إقبالا كبيرا من الجمهور. يذكر أن فكرة الرواية مستوحاة من أساطير مصاص الدماء في ترانسلفانيا، والتي سمع بها ستوكر من بروفيسور في في جامعة بودابستبالمجر. وقد استوحى ستوكر فكرة بطل روايته من شخصية حقيقية وهي الأمير فياد دراكولا الذي حكم المجر ورومانيا، وكذلك أيضا من الشخصية الواقعية الكونتيسة إليزابيث باثوري من ترانسلفانيا، التي اشتهرت بجمالها، والتي حينما بدأت تتقدم بالعمر أصيبت بجنون الخوف من فقدان جمالها، واعتقدت بأن دماء الفتيات الشابات ستحفظ لها ديمومة تألقها، وهكذا فقد قتلت 50 من خادماتها لتسبح في دمائهن. وقد ولد ستوكر في 8 نوفمبر 1847م، الذي برع في الرياضيات والعلوم والتاريخ واللغة، وتبع خطى والده في العمل في الخدمة المدنية كموظف في قلعة دبلن وخدم فيها ثماني سنوات، وخلال تلك الفترة كان ينشر في المجلات بعض القصص، منها "كأس الكريستال" عام 1872م، و"سلسلة القدر" عام 1875م، و"لعنة الروح" عام 1880م، بالإضافة إلى تعاونه مع بعض المجلات كناقد مسرحي من دون أجر، وبعد أن ربطته صداقة عمر بالممثل البريطاني الشهير سير هنري أيرفينغ عمل مديرا لأعماله، ثم دفعه شغفه بالمسرح لأن يصبح مديرا ناجحا لمسرح ليسيوم الخاص بالممثل، واستمر في وظيفته مدة سبعة وعشرين عاما حتى وفاة صديقه في عام 1906م. ومن خلال الوسط الفني، تعرف على نخبة شخصيات المجتمع الأيرلندي والبريطاني، وقد ربطته صداقة بمجموعة أدباء منهم آرثر كونان دويل وألفريد لورد تينيسون ومارك توين وأوسكار وايلد الذي تنافس معه على طلب ود الفتاة الجميلة فلورنس بالكومب، التي اختارت في النهاية ستوكر وتزوجا في عام 1878م. وعلى الرغم من انشغاله، فقد تمكن من كتابة روايته الأولى الرومانسية وهي بعنوان «درب الثعبان» ونشرت في عام 1890، وعمل بعدها على كتابة روايته «دراكولا» التي لم ينته منها إلا في عام 1897. وحينما توفي صديقه سير أيرفينغ أصيب ستوكر بنوبة قلبية، وخلال مرحلة نقاهته من المرض عمل على كتابة السيرة الذاتية لحياة هذا الممثل من خلال الصداقة التي ربطتهما، وتم نشر الكتاب في 1906. وقد نشر عدد من الأعمال الروائية من بينها: «لغز البحر» ونشرت في عام 1902، والثانية رواية رومانسية بعنوان «الرجل» ونشرت عام 1905، وفي إطار روايات الرعب قدم أيضا «جوهرة السبع نجوم» ونشرت عام 1903 وتدور أحداثها في مصر، ورواية «سيدة الخمار» ونشرت عام 1909، و«مخبأ الدودة البيضاء» ونشرت عام 1911. وخلال سنواته الأخيرة تدهورت صحته بصورة متسارعة، وتوفي في 20 أبريل عام 1912، وعلى الرغم من أن أسباب موته ما زالت غامضة وأثارت الكثير من الجدل، إلا أن كاتبي سيرته الذاتية تجنبوا الحديث عن هذا الأمر، وقد نشر حفيده دانييل فيرسون في كتاب سيرة حياته أسباب وفاة جده؛ حيث بين الأطباء إصابته بالشلل العام المرتبط بداية بالجنون، ويفسر بعض المختصين أن هذه الأسباب ترتبط بمرض السفلس، وإن لم يكن تفسيرهم مؤكدا علميا.