لا يختلف ما يجري للمصريين على يد قائد الانقلاب من قتل وتهجير واعتقال وإعدامات، عما جرى في قصة أصحاب الأخدود التي تحكي عن فترة حكم فيها حاكم ظالم متجبر، بلاد اليمن وكان يحارب التوحيد، وعندما شعر بأن أعداد المؤمنين فى تزايد أمر بجمعهم وحفرت لهم الأخاديد وقام بتهديد كلّ واحدٍ منهم للرّجوع عن دينه أو مواجهة مصير الموت حرقًا في الأخاديد. الشبه واضح بين ذبح السفيه السيسي للشباب بسكين القضاء والإعدامات، وبين ما يقوم به ظالم أصحاب الأخدود، وقد ذهب في مذبحة أصحاب الأخدود الأولى عشرات الآلاف من المؤمنين الصّابرين الذين سطّروا بدمائهم موقفًا بطوليًّا في الصّبر والإيمان، وهذا ما يفعله المؤمنين بثورة 25 يناير والشرعية ورافضي الانقلاب.
ومع بداية 2018، وفي صخب الاحتفالات بالعام الميلادي الجديد، كانت 4 أسر مصرية على موعد مع حدث مأساوي كبير، إذ أبلغتهم سلطات الانقلاب بالتوجه إلى مشرحة “كوم الدكة” بمحافظة الإسكندرية، لتسلم جثامين ذويهم، بعد أن علقهم العسكر على أعواد المشانق في اليوم الثاني من العام الجديد.. فهل يستسلم المصريون ويكونوا الجيل الثاني لقصة أصحاب الأخدود.. أم تتغير نهاية المأساة بالثورة من جديد؟
الثورة ثورة
وأطلق مراقبون ونشطاء تحذيراً للمصريين أن يستسلموا لمجازر العسكر وانقلابهم، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، جمال عيد، علّق على إعدام المتهمين الأربعة بقضية "استاد كفر الشيخ" قائلاً: إن "السلطات تجاهلت أدلّة تبرّئ المتهمين الذين تم إعدامهم، والتي نشرتها واحدة من الصحف المؤيدة للنظام، قبل 5 شهور".
وقال الناشط محمود محجوب :"شعبنا سيكون أصحاب الأخدود رقم 2 لا في إيمانهم بل فى مصيرهم"، مضيفاً:"وسيكون الأخدود نيلا سيجف نلحقه قبل ان يمتلئ من دموع الثكلى والأرامل والأيتام والمكلومين وذوى المسجونين وذوي المختفيين قصريا".
وتابع "محجوب" :"الثورة ثورة مفيش استراحة محارب الثورة كل يوم فكر جديد الشعوب لن يحركها بعض البيانات".
ويأتي تنفيذ الإعدامات الجديدة الثلاثاء الماضي، بعد أسبوع من إعدام السفيه السيسي 15 مصريا آخرين، في قضايا تزعم سلطات الانقلاب أنها مرتبطة بعنف وقتل، وسط نفي من المدانين ودفاعهم وكافة المراكز والجهات الحقوقية.
وبإعدامات العام الجديد، يرتفع عدد حالات الإعدام في عهد السفيه السيسي إلى 27 حالة، جميعهم من معارضي الانقلاب، ليبقى السؤال مفتوحا، لماذا أصر السفيه السيسي على افتتاح العام الجديد بتنفيذ أحكام إعدامات؟ ولماذا يصر على تنفيذ تلك الأحكام رغم التشكيك في سير إجراءات محاكمتها، ورغم النداءات الحقوقية الدولية بوقف تنفيذها؟
انتخابات وفشل! وبحسب مراقبين يحاول السفيه السيسي- بتنفيذ الإعدامات- بث الرعب في نفوس رجل الشارع العادي، وإظهار سفيه العسكر كشخصية القوي المسيطر على ذمام الأمور، والذي ينفذ أحكام الإعدامات بحق معارضيه دون أن يمنعه شيء؛ وبالتالي، فإن سفيه العسكر بتلك الرسالة يقمع أي محاولة للتفكير في التمرد عليه، في نفس المواطن العادي، الذي ضاق ذرعا بفشل العسكر وقرارات السفيه الاقتصادية القمعية.
زد على ذلك مسرحية الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي من المرتقب أن تجرى منتصف العام الجاري، ويسعى سفيه العسكر أن تمر بهدوء تام، وتعد الآن واحدة من أكبر اهتمامات السفيه السيسي وشغله الشاغل؛ إذ يحاول سفيه العسكر أن يمهد لها الأجواء والأوضاع بحيث تمر بهدوء تام.
ويكتفي السفيه السيسي، وعلى مدار أربع أعوام، بالقول إنه سيواجه “الإرهاب” بكل قوة وعنف، الذي كان في بداية الانقلاب "محتمل"، وصار بعد أربع سنوات غير محتمل، وبالتالي، فإن تنفيذ أحكام الإعدامات قد تكون محاولة من العسكر للتغطية على فشلهم في محاربة الإرهاب، وفي نفس الوقت تنفيذ القوة والعنف اللذين وعد بهما سفيه العسكر..ولكن ليس ضد الإرهاب بل ضد الشعب.
وانتشرت على الوسم صور ضحايا سلطة الإعدامات، أو من ينتظر تنفيذ الحكم فيه، وقال "هيلاريوس": "لو عارضت بلحة تتعدم طب لو سرقت؟ دى سهلة تصبح بلحة نفسه، #تسقط_سلطة_الاعدامات"، وهتف يوسف عن شباب الثورة: "شباب 25 يناير #تسقط_سلطة_الاعدامات"، ونادت "أم أحمد" كل بريء يعدم: "#تسقط_سلطة_الاعدامات، أي شهيد اتهنى اتهنى، واستنانا على باب الجنة".