سلسلة لقاءات غامضة تشهدها أمريكا هذا الأسبوع، محورها العدو الصهيوني من جهة، ورؤساء أركان الجيوش العربية من جهة ثانية، فضلاً عن اجتماع في نيويورك لمسئولين سعوديين وإسرائيليين. (اللقاء الأول) أعلنت عنه تل أبيب، مؤكدة أن رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال غادي أيزنكوت سافر (السبت) للمشاركة في اجتماع قادة هيئة الأركان الكبير والدولي في واشنطن وسيشارك فيه أيضا رؤساء أركان جيوش الدول العربيّة التي ليست لديها علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل.
وقد اعترف بيان للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، بأن جنرال الانقلاب الفريق محمود حجازي غادر الأحد، إلى واشنطن لحضور مؤتمر رؤساء أركان الدول المشاركة في الحرب على الإرهاب، وذلك بدعوة رسمية من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
وقال البيان أن المؤتمر سيناقش عددًا من الملفات والموضوعات المرتبطة بتنسيق الجهود الإقليمية والدولية الرامية للقضاء على الإرهاب ومجابهة التهديدات والتحديات التي تستهدف الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وهذه هي المرة الاولي التي يشارك فيها الجنرال الصهيوني دانفورد مع الجنرالات العرب رؤساء جيوش الأردن، مصر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، ودول الغرب دول حلف شمال الأطلسي، أستراليا، وغيرها، وسيستمر اللقاء حتى يوم الأربعاء.
وقرر الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الذي يترأس المؤتمر، في هذه المرة تغيير قواعد عقد اللقاء ليتمكن نظيره الإسرائيلي من المشاركة فيه، وفقًا لمعاريف الإسرائيلية، اذ تحضر الدولة الصهيونية لأول مرة اجتماع قادة جيوش التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إلى جانب دول عربية من بينها السعودية والإمارات.
وبحسب الصحف الاسرائيلية: "يقدر محللون إسرائيليّون إن إسرائيل تدير منذ الأسابيع الماضية خطوات ومبادرات دبلوماسيّة مكثفة مع زعماء روسيا والولايات المتحدة بسبب القلق المتزايد لديها من أن تبني إيران أو أذرعها قواعد عسكرية في الحدود عند هضبة الجولان وأن دول سنية مسلمة كثيرة تعتقد أن إيران تشكل تهديدا إقليميا يجب العمل ضده".
تنسيق عربي صهيوني
وذكر موقع “إسرائيل نيوز 24″، أن الكثير من المحللين والمسؤولين الإسرائيليين باتوا يتحدثون بشكلٍ علني عن وجود تنسيق وتقدم في العلاقات بين دولٍ عربية وإسرائيل، وبشكلٍ خاص مع دول الخليج، ويتوقعون أن يظهر بعضها بشكل مطّرد إلى العلن، على قاعدة أن ما يجمع الطرفين هو العداء المشترك لإيران.
وظهر ذلك مؤخرًا في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث قال “عندما تكون لإسرائيل والدول العربية الرئيسية رؤية واحدة، لابد من التنبّه إلى أن هناك شيئًا مهمًّا يحصل.
وسبق أن أكد وزير الاتصالات في الحكومة الإسرائيلية والنائب في الكنيست عن حزب الليكود، أيوب قرا، أن عددًا كبيرًا من الدول العربية تربطه علاقات بإسرائيل بشكل أو بآخر، مضيفًا أن هذه الدول تشترك مع إسرائيل في الخشية من إيران.
ووصف محمد سيف الدولة، المتخصص في الشأن العربي، المؤتمر بأنه تطبيع عسكري مصري عربي إسرائيلي على الملأ برعاية أمريكية.
وأشار إلى أنها سابقة هي الأولى من نوعها، ففيما مضى كان يتم استبعاد إسرائيل من أي تحالفات إقليمية في المنطقة لعدم إحراج الدول العربية وجيوشها أمام شعوبها، أما اليوم فهناك اتجاه واضح للعب على المكشوف بهدف معلن نادى به السيسي منذ عام 2015 وروج له نتنياهو وهرولت إليه دول الخليج.
وكتب يقول على مدونته أن "هذا الهدف هو دمج إسرائيل في المنطقة لمواجهة المخاطر المشتركة وحماية الأمن المشترك وتحقيق المصالح المشتركة مع تهميش وتصفية القضية الفلسطينية وعدم وضعها عقبة أو شرطًا مسبقًا أمام التطبيع العربي الإسرائيلي".
لقاءات سعودية اسرائيلية
(اللقاء الثاني) كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وهو عبارة عن اجتماع عقد الاثنين 23 أكتوبر 2017 في نيويورك ضم رؤساء سابقين في المخابرات السعودية والإسرائيلية، ونشر منتدى السياسة الإسرائيلية تغريدة له قال فيها إن الفيصل تحدّث لأول مرة في كنيس يهودي بأميركا.
ونشرت الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء، ما مفاده بأن المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي "موساد" إفرايم هاليفي التقى بنظيره السعودي الأمير تركي الفيصل، على هامش منتدى عقد في نيويورك، الاثنين الماضي.
وكشف الناشط اليهودي جيفري ستيرن، أيضا عن مشاركة رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل في لقاء عقد بولاية نيويورك، جنبًا إلى جنب مع مسؤول الاستخبارات الإسرائيلي السابق، إفريم هيلفي.
ونشر ستيرن في تغريدة له على تويتر، أن تركي الفيصل تحدث برفقة هيلفي المدير السابق للموساد الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي بنيويورك.
ونقل ستيرن في تغريدته عن الفيصل قوله، "إنه بأموال اليهود وعقول العرب كل شيء يمكن تحقيقه".
وبحسب الصحيفة؛ فقد ناقش الجانبان قضايا الشرق الأوسط المختلفة؛ مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واتفاق إيران النووي والصراع السوري الداخلي.
اجتماعات سرية
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن الأمير الفيصل (72 عاما) كشف النقاب عن لقائه بعدد من كبار مسؤولي المؤسسات الأمنية الإسرائيلية السابقين منذ تقاعده، إلا أنه لم يتكلم مع الممثلين الحاليين للحكومة الإسرائيلية أو سلطاتها.
أما هاليفي ففاجأ الحاضرين في المنتدى بالكشف عن التحضير لاجتماع سري عقد في لندن في سبعينيات القرن الماضي، جمع كمال أدهم رئيس جهاز المخابرات السعودية آنذاك ووزير الخارجية الإسرائيلي أبا إيبان.
ويعتبر هذا اللقاء من اللقاءات العلنية النادرة التي يجريها مسؤولون سعوديون مع نظرائهم الإسرائيليين، برغم أنه ليس اللقاء الأول للأمير الفيصل الذي سبق أن أجرى لقاءات سابقة مع الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" في جيش الاحتلال عاموس يدلين الذي يترأس الآن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب.
كما كان للفيصل ظهور مشترك مع مسؤول إسرائيلي، في العام الماضي؛ حيث أجرى نقاشا عاما مع الجنرال يعكوف أميدرور في حدث استضافه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
وكان من الملفت في اللقاء الثاني أن "تركي الفيصل" كان يتغزّل بأموال اليهود برفقة رئيس الموساد السابق
وبحث اللقاء برنامج إيران النووي وعلاقات إسرائيل بالدول العربية والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إضافة إلى القضية الفلسطينية.
ومؤخرًا، أعلن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنه سيسجل قريبًا تطور في العلاقات بين إسرائيل وبعض دول الخليج، بينما نشرت صحيفة “التايمز” اللندنية، أن (إسرائيل) والسعودية تجريان اتصالات بينهما لتطبيع العلاقات التجارية، وأن الرياض قد تفتح مكتب مصالح في تل أبيب.
وكان الجنرال يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي قد شارك في نقاش مشترك مع الأمير السعودي تركي الفيصل، جرى في العاصمة واشنطن العام الماضي.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن عميدرور، والذي شغل سابقا منصب رئيس جبهة الأمن الداخلي، والفيصل، رئيس جهاز الاستخبارات السعودي سابقا، شاركا في نقاش علني بمشاركة جمهور في مؤتمر نظمه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط (WINEP) الذي افتتح في ال 5 من حزيران (يونيو) من العام 2016 تحت عنوان "السلام والأمن في الشرق الأوسط".
وكان مسؤول إسرائيلي كشف أن ولي العهد السعودي بن سلمان، هو الذي زار إسرائيل مؤخراً، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المسؤول الذي رفض كشف اسمه قوله يوم الجمعة، 20 أكتوبر ، إن "المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وكان الصحفي الإسرائيلي أرييل كهانا، الذي يعمل في أسبوعية "ماكور ريشون" اليمينية القومية، قال بتغريدة على موقع "تويتر"، في سبتمبر إن بن سلمان "زار إسرائيل مع وفد رسمي والتقى مسؤولين".