وصل مستشفى الرمثا الحكومي بالأردن 12 مصابا سوريا عن طريق الشبك الحدودي بين البلدين، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية لهم، وتحويلهم إلى مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي. وقال مصدر طبي بالمستشفى في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء" إن المصابين السوريين نقلهم الجيش الأردني، فجر أمس، بعد أن أصيبوا في بلدهم، واجتازوا الحدود داخل الأراضي الأردنية، مشيرا إلى أن إصاباتهم مختلفة ما بين خطيرة ومتوسطة. من ناحية أخرى، نقلت صحيفتا "الدستور" و"الغد" الأردنيتان، اليوم، عن شهود عيان من سكان بلدة "الذنيبة" في لواء الرمثا المجاور للحدود الأردنية السورية (95 كم شمال عمان) أن مروحية سورية اخترقت الأجواء الأردنية، مساء أمس الأول الإثنين، لمدة نصف ساعة تقريبا، وقامت بقصف "وادي ذنيبة" الفاصل بين الأردن وسوريا، حيث يعتقد أن مجموعات من الجيش الحر تمركزت فيه، وكذلك مرور عدد كبير من اللاجئين. وقال شهود العيان: إن هذا الخرق للأجواء الأردنية ترافق بقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية لقريتي حيط وزيزون السوريتين، حيث شوهدت السنة النيران تندلع في القريتين بوضوح، كما سمع أصوات اشتباكات، يعتقد أنها بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر. على صعيد آخر، قدمت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين لجهات دولية خطة احترازية؛ لمواجهة فصل الشتاء للنظر في المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين في الأردن مع حلول هذا الفصل القارس البرودة في الصحراء. وقال مدير التعاون والعلاقات الدولية في المفوضية بالأردن علي بيبي في تصريح له اليوم: إن فصل الشتاء بحد ذاته يعد تحديا كبيرا بالنسبة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق( 75 كم شمال شرق عمان)، مشيرا إلى أن المفوضية وقعت بالشراكة مع الحكومة الأردنية خطة احترازية لمواجهة فصل الشتاء. وأوضح أن الخطة الاحترازية تتضمن استبدال الخيام ببيوت جاهزة ( كارفانات) لمواجهة ظروف الشتاء الصحراوية القاسية، وتوفير دعم لمساندة الاحتياجات الإنسانية المتعلقة بفصل الشتاء، ومنها الملابس الشتوية والأغطية والمدافئ، معتبرا أن التحدي الأكبر أمامهم كمفوضية الآن هو الحصول على مساندة ودعم المجتمع الدولي لهذه الخطة الاحترازية، عبر توفير دعم مادي للأردن وللمفوضية لتقديم هذه المساعدات قبل حلول الشتاء. وقال مدير التعاون والعلاقات الدولية في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالأردن علي بيبي: إن الدفعة الأولى من البيوت الجاهزة (الكارفانات) التي تبرعت بها السعودية ستصل قريبا إلى المخيم، فضلا عن 200 بيت تم تركيبها في المخيم كتبرع من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان. ودعا المجتمع الدولي والدول العربية الشقيقة إلى أن تحذو حذو الدول التي قدمت البيوت؛ لأن المتوفر منها حتى الآن بعد وصول بقية المنحة السعودية سيكون "غير كاف" بالنسبة لعدد اللاجئين الحالي في المخيم، والذين يتوقع تزايدهم المستمر. وكانت السعودية قد تبرعت الأسبوع الماضي بنحو ألفي خيمة ذات مواصفات عالية مقاومة للحريق والحرارة، وسيتم نصبها قريبا في المخيم. على صعيد متصل، كشف مصدر أردني رفيع المستوى أن حكومة الأردنية تبحث حاليا مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، عن إيجاد مكان بديل للاجئين السوريين العزاب، وإبعادهم عن العائلات في مخيم الزعتري، الذي يضم حاليا نحو 35 ألف لاجئ ولاجئة سورية. وقال المصدر: إن أعداد اللاجئين السوريين العزاب تتراوح ما بين 250 و300 لاجئ، محملا هؤلاء اللاجئين مسئولية الاشتباكات العديدة وأعمال الشغب التي وقعت بين اللاجئين السوريين وقوات الدرك الأردنية خلال الفترة الأخيرة، معتبرا أنهم نقطة التوتر في مخيم الزعتري، ووصفهم بمثيري الفوضى وأعمال الشغب. وكانت المنظمات الدولية الإغاثية بمخيم الزعتري قد أعلنت، أمس، انسحابها ووقف خدماتها بالمخيم مؤقتا في أعقاب تجدد أعمال الشغب من جانب عشرات اللاجئين السوريين؛ احتجاجا على الظروف المعيشية السيئة بالمخيم. وتشير الحكومة الأردنية إلى وجود أكثر من 200 ألف لاجئ سوري على أراضي المملكة منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف مارس 2011م، منهم 100 ألف تم تسجيلهم أو بانتظار التسجيل لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالأردن.