الأمن الأردني يطلق الغاز المسيل لتفريق لاجئين سوريين غاضبين

اندلعت أعمال شغب مساء الثلاثاء بمخيم «الزعتري» للاجئين السوريين في محافظة المفرق الأردنية، هي الثانية من نوعها خلال أربعة أيام، وسط أنباء عن وقوع إصابات بين اللاجئين وقوات الأمن والدرك الأردنية.
وقال مصدر أردني مطلع، في تصريح خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان، إن عشرات اللاجئين السوريين تظاهروا بسبب ما أسموه «الظروف الصعبة التي يعيشونها داخل المخيم»، وقاموا بأعمال شغب ما أدى إلى إطلاق قوات الأمن والدرك الأردنية للغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين حاولوا الخروج من بوابة المخيم وافتعال مواجهات مع الأمن الأردني.
وشهد مخيم «الزعتري» يوم السبت الماضي، أعمال شغب من جانب اللاجئين السوريين احتجاجا على ما وصفوه بسوء أوضاعهم المعيشية، أصيب على إثرها 4 من رجال الأمن الأردني وتسببت في تحطيم عدد من المركبات بداخل المخيم.
وارتفع عدد اللاجئين السوريين داخل مخيم الزعتري حالياً إلى أكثر من 20 ألفا وسط احتجاجات وشكاوى من جانب هؤلاء اللاجئين على الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها بداخله حيث يقع المخيم في منطقة صحراوية ذات طقس حار كما تتعرض لرياح محملة بالغبار فضلا عن ضعف الخدمات والبنية التحتية داخل المخيم.
من جهة أخرى، طالب محتجون اعتصموا، الثلاثاء، أمام مقر المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عمان بإغلاق مخيم «الزعتري» ونقله إلى مكان أكثر ملاءمة للظروف الإنسانية.
وسلم وفد من المعتصمين في الوقفة التي دعت إليها الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري رسالة موجهة إلى ممثل المفوضية بالأردن أندرو هاربر طالبوه فيها بإغلاق المخيم فورا، متهمة المفوضية بأنها لم تقم بدورها لا القانوني ولا الإنساني تجاه اللاجئين بوجه عام ولاجئي «الزعتري» بشكل خاص.
وتحدث «هاربر» إلى المعتصمين قائلا «إنه غير مقتنع بموقع مخيم الزعتري»، مستبعدا في الوقت ذاته أن تقوم الحكومة الأردنية بإغلاقه، لافتا إلى أن المفوضية على استعداد لمناقشة أية اقتراحات أو أفكار لنقل المخيم إلى مكان آخر ولكن ليس في الوقت القريب خاصة وأن افتتاح مخيم يحتاج إلى مساحة كبيرة من الأرض تتسع لعدد كبير من الناس.
وتسعى الحكومة الأردنية بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والدول والجهات الدولية المعنية إلى تحسين الخدمات المقدمة للاجئين السوريين داخل مخيم الزعتري وخارجه.
ووضعت المفوضية خطط احترازية في حال ارتفعت أعداد اللاجئين السوريين وزادت وتيرة التدفق ولكن ضمن إمكانيات وموارد محددة لذا تطالب المجتمع الدولي بتقديم المساعدة وبشكل سريع خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء وهو ما يقتضي إبدال الخيام بمخيم الزعتري بالبيوت الجاهزة «كرفانات»، خاصة وأن ما أعلن عنه من 2700 وحدة مقدمة من السعودية والإمارات وعمان لا تفي بالغرض لمواجهة الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين.