"نتحد نغير" كان الشعار القصير والهاشتاج الذي وضعته "الجبهة الوطنية المصرية"، للتعبير عن وحدة الشعب المصري، الواقف صفوفا أمام قبضة العسكر الباطشة، كما هو أحد تصميمات الموازية لإطلاق الجبهة الوطنية المصرية التي أطلقت اليوم من جنيف. وكانت رؤية "الجبهة" هي نفسها مقدمة وثيقة "نداء وطن" التي أطلقت في 12 مايو الماضي، وأشيع حينها أن الإخوان المسلمون –كأكبر المكونات السياسية بالجبهة والأكثر إنتشارا في حراك الشارع- تنازلت عن عودة الرئيس مرسي، إلى أن مقدمة "نداء وطن" وضعت لكل فريق العمل المشترك الذي لا يخصم من احتفاظهم بحقهم في التعبير عن رؤاهم الخاصة.
فقالت المقدمة: "حرصا على إنقاذ الوطن، وترسيخا لاستقلاله، وسعيا لاسترداد كرامة وإرادة شعبه، ودفاعا عن سيادته وترابه وحدوده ومياهه وثرواته، وتمسكا بمبادئ ثورة 25 يناير ومكتسباتها، ووفاء لأرواح شهدائنا الأبرار، وتأسيسا لدولة مدنية ديمقراطية حديثة، لا مكان فيها لظلم أو استبداد ولا لتبعية أو فساد، ولا لفقر أو بطالة، ولا لجوع أو خنوع، وتطلعًا نحو مستقبل أفضل للمصريين ينعمون فيه بالعيش والحرية والكرامة والعدالة، نعلن هذه المبادئ الجامعة التي توفر أرضية مشتركة للقوى والمؤسسات السياسية والمجتمعية للعمل المشترك، مع احتفاظ الموقعين بحقهم في التعبير عن رؤاهم الخاصة".
مبادئ الاصطفاف
وبالأمس الأحد 2 يوليو أعلن الإخوان في بيان صادر ومنشور عبر موقعها الرسمي على الإنترنت إلتزام الإخوان المسلمون بمبادئهم مع الاصطفاف مع السياسيين المصريين والحركات الموجودة في الشارع، وركزت تلك الأسس في 6 نقاط كانت كما يلي:
1- المقاومة السلمية التي تستخدم كل وسيلة متاحة -غير الصراع المسلح- لكسر الانقلاب حفاظًا على دماء المصريين وعدم الاستدراج إلى الحرب الأهلية مهما حدث، ووضع آليات محددة لذلك، مع الالتزام بحركة الجماهير الواعية.
2- العمل على كل المحاور انطلاقًا من الحراك الميداني المتصاعد ومرورًا بالمسارات السياسية والإعلامية والقانونية والحقوقية لملاحقة الانقلابيين في كل مكان في العالم والاستفادة بكل طاقات الشعب، سواء المقيمون منهم في الداخل أو في خارج الوطن.
3- التمسك بالشرعية وعودة الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي، وليس ذلك تشبثًا بكرسي أو تكالبًا على حكم، وإنما حق أصيل من حقوق الشعب، وثمرة كبرى من ثمار ثورة يناير.
4- العمل المتواصل لتحقيق القصاص العادل لجميع الشهداء والمصابين وتحرير جميع المعتقلين السياسيين واسترداد الأموال والثروات المنهوبة، والتصدي بكل الوسائل القانونية والحقوقية والإعلامية لوقف تنفيذ أحكام الإعدام وكل الأحكام والانتهاكات الظالمة التي يتم اقترافها داخل السجون.
5- عدم الاعتراف بكل ما أصدره السفاح المنقلب عبدالفتاح السيسي من قرارات أو عقده من معاهدات أو قروض أو صفقات، أضرت بصالح البلاد، وفرطت في أرض الوطن ومياهه، ووضع الآليات اللازمة لإزالة كل الآثار المترتبة على هذا الانقلاب الفاشي.
6- التمسك الكامل بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وبحتمية عودة الجيش لثكناته والانشغال بمهمته في حماية الوطن وتأمين حدوده.
مبادئ "نداء"
غير أن وثيقة نداء وطن التي سبق تسريبها في مايو الماضي وضعت 11 مشتركا مع بقية الفصائل الأخرى وقالت: إن
1) هُوية مصر عربية إسلامية شارك في بنائها كل أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين، تقوم على احترام قيم الحرية والعدل والمساواة والكرامة الإنسانية.
2) حماية الاستقلال الوطني الكامل لمصر، ورفض التبعية والهيمنة من أجل الحفاظ على الأمن القومي والمصالح الإستراتيجية العليا للوطن.
3) رفض الانقلابات العسكرية وتجريمها، والعمل المشترك لإنهاء الحكم العسكري وكل آثاره، بعد ما عاناه المصريون من الانقلاب على ثورة يناير واستحقاقاتها الديمقراطية والإرادة الشعبية.
4) كل الدم المصري حرام، وكل اعتداء على حقوق الإنسان وأولها الحق في الحياة مرفوض مستنكر، والإرهاب بكل صوره مُجَرَّمٌ مرفوضٌ ولا تبرير له، أيا كان مصدره.
5) الالتزام بوحدة صف القوى الوطنية، وتجاوز خلافات الماضي والتركيز على المستقبل، والإقرار بالمسئولية المشتركة عما وصلنا إليه.
6) أساس العمل الوطني هو المصلحة المشتركة التي تجمع القوى الوطنية على اختلاف توجهاتها السياسية وانتماءاتها الفكرية، والتي تتمثل في الالتفاف حول هدف وطني جامع وهو بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، تقوم على العدل وسيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، والحريات الأساسية ومنها حرية التعبير والاعتقاد، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
7) عودة الجيش إلى ثكناته للقيام بوظيفته المتمثلة في حماية حدود البلاد والدفاع عن الوطن، والإغاثة في الكوارث، مع العمل على تقويته ورفع جاهزيته، ووضع الضمانات لخضوعه للمؤسسات المدنية الدستورية المنتخبة، وعدم تدخله في السياسة والاقتصاد.
8) العمل في إطار مظلة جامعة تضم القوى الوطنية في الداخل والخارج لتحقيق مطالب ثورة 25 يناير واستعادة مكتسباتها، وتضع الرؤى والغايات الكبرى والمسارات المرحلية، وتطور كوادر وقيادات مدنية يلتف حولها الشعب.
9) الالتزام الكامل بالسلمية واللاعنف كمبدأ أصيل واستراتيجية ثابتة، والحفاظ على ممتلكات الشعب وثرواته ومؤسساته.
10) استعادة حيوية المجتمع بكل مؤسساته المدنية والأهلية والدينية، وتحريره من هيمنة السلطة التنفيذية، وتمكينه من أداء دوره الريادي كقاطرة للتنمية والنهوض.
11) إدارة المرحلة الانتقالية على أسس توافقية وتشاركية لا تعتمد على منطق الأغلبية والأقلية على أن تتخذ كل القرارات بالتوافق وفي القرارات المصيرية والمختلف عليها يحتكم للشعب، ويكون من أولويات المرحلة ما يلي:
أ – الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين، وتحقيق القصاص العادل، وعدم الإفلات من العقاب، وسرعة الوفاء بحقوق الشهداء والمصابين والمضارين من خلال نظام مستقل للعدالة الانتقالية يضمن كشف الحقائق، وجبر الأضرار، وإصلاح المؤسسات، والمصالحة المجتمعية.
ب – البدء بتحقيق منظومة للعدالة الاجتماعية وإنهاء الظلم الاجتماعي، وضمان حقوق الفقراء ومحدودي الدخل، وخاصة العمال والفلاحين والفئات المهمشة، وتبني إستراتيجية شاملة لمكافحة الفساد، واستعادة الأموال المنهوبة، وإنهاء أسباب الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة.
ج – بناء منظومة عدالة تضمن إعادة صورة القضاء المصري المستقل، واتخاذ الإجراءات الدستورية المناسبة لذلك.