لا ينفك ضباط سجن الزقازيق العمومي عن تطبيق "كلام جاي من فوق"، لتحويل السجن إلى نسخة من السجون سيئة السمعة، مثل طره ووادي النطرون، فيُعيّرهم مجدي عبدالغفار– كدافع لاستفزاز طاقات التعذيب والتنكيل لديهم- بأنهم ليسوا أقل من مستوى حيوانية التعامل في برج العرب بالإسكندرية أو في العازولي بالإسماعيلية، فلا تنفك يد الضابطين أحمد عاطف وأحمد عثمان، عن إلهاب ظهور المعتقلين، كما لا يتوقف محمد عاشور عن التعرض لنساء المعتقلين، فيعتدي بيديه على زوجة أحد المعتقلين، فانتفض 11 معتقلا رفضا للفعل المستنكر، فكان عقابهم اللحاق ب14 معتقلا تم تغريبهم، في أبريل، إلى سجن المنيا الجديد، وإضافتهم إلى ما يقرب من 74 معتقلا من معتقلي سجن الزقازيق العمومي لسجن جمصة شديد الحراسة وسجن المنيا، وتوزيع المعتقلين على عنابر مختلفة، فضلا عن التفتيش المهين للعنابر واقتحامها بشكل غير آدمي. جهة مجهولة في البداية تكون الجهة غير معلومة، وبعد أيام سيظهر "محمود صبحى، ومحمد صابر عراقي، وهشام شهدة، ومحمد الجبري، وأسامة الجزار، وعبدالله الكاشف، ومحمد نصر، وإسلام إبراهيم، وبلال أحمد، وأحمد عامر، ومحمد الجبري. أما الذين تم ترحيلهم قبل أسبوعين، في أبريل الماضي، لسجن المنيا الجديد فهم: "محمد سعد, وأحمد الحسيني, وحسن الجزار, ومحمود النقاش, وعبدالاله عبد القادر, وتامر القماش, وصالح سعيد, وأحمد سلامة, ود.أمجد عبدالعزيز, ومحمود الغمري, ومحمد الجندي, ومحمد السيد, وأبويوسف, وسلطان أبو سمران". انتهاكات دورية وباتت الانتهاكات في "الزقازيق العمومي" ذات دورية معروفة، فلا تكاد تهدأ حتى تشتعل، ودوريتها كل أسبوعين، وتستمر حتى اتخاذ إجراء قوي مثل التغريب إلى سجن آخر، في محافظة بعيدة عن الأهالي، متذرعين بدعاء الأهالي عليهم، رغم أن السجناء السياسيين ال500 ممنوعون من الزيارة المباشرة ولقاء ذويهم، إلا من خلال ما عرف ب"الزيارة السلك"، وهي عبارة عن سلك مزدوج لا يسمح إلا برؤية معتمة لا يعرف فيها المعتقل إلا بصوته. ولوقوع السجن وسط محيط سكاني، فاحت الانتهاكات بحق المعتقلين وبحق ذويهم، فأطلق بعضهم من أبناء الزقازيق والشرقية عدة حملات ضمن "#عمومي_الزقازيق_يستغيث"، وفي ديسمبر الماضي حملة أخرى بعنوان "#مقبرة_الزقازيق_العمومي"، و"#انقذوا_معتقلي_الزقازيق"، و"#سلخانة_الزقازيق_العمومي". أوضاع صعبة وتزداد الأوضاع سوءًا في سجن الزقازيق العمومي يومًا بعد الآخر؛ فقد تم منع دخول أي طعام في الزيارات التى تم تقليص وقتها من 10 دقائق لأقل من 7 دقائق، ومنع دخول الدواء لأصحاب الأمراض المزمنة، فى ظل الإهمال الطبى المتعمد، ما يزيد من معاناة المعتقلين وآلامهم، فى مشهد يبرز عظم الجرم وبشاعته، فى محاولات يائسة لكسر صمود وثبات الأحرار داخل مقر احتجازهم بسجن الزقازيق العمومى، والذى لا يتعدى كونه مقبرة للقتل البطيء والممنهج، على نهج قتلهم للدكتور فريد إسماعيل بنفس الطريقة. ويضم السجن أكثر من 200 طالب، لا يتمكنون من المذاكرة، فلا توجد تهوية أو تريض أو إضاءة، فضلًا عن المياه الملوثة، ضمن مسلسل جرائم العسكر بحق طلاب وشباب مصر الأحرار. إدانات مستمرة تتوالى إدانات المنظمات الحقوقية للانتهاكات الجارية في سجن الزقازيق العمومي، حيث أدانت منظمة "هيومن رايتس مونيتور"، مطالبة المقرر الخاص بلجنة الأممالمتحدة المعني بحالات التعذيب، بإرسال بعثات تحقيق ووفد دولي؛ للوقوف على حقيقة ما يجري داخل سجون الانقلاب. فضلا عن إدانات المنظمات المصرية والإقليمة، منها "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، و"مركز عدالة لحقوق الإنسان" و"المنظمة السويسرية لحقوق الإنسان".