انضمت نحو خمسمائة عائلة من نازحي الموصل إلى مخيم الخازر شرق المدينة وصلوا يعلوهم التراب والإرهاق الشديد، والأطفال الذين يمثلون أكثر من نصف النازحين يتحدثون عن أملهم في العودة إلى ديارهم ومدارسهم التي حرموا منها طوال عامين. ولم تنته فصول معاناة 150 ألف نازح هربوا من لهيب الحرب بين قوات الحكومة العراقية والميلشيات الشيعية من جهة وبين "داعش" في الموصل بتغيير المكان ولا الزمان؛ حيث تستمر معاناتهم مع نقص احتياجاتهم الأساسية مع انخفاض درجات الحرارة، فلا هم عاشوا الأمان في مناطقهم ولا ذاقوا الهناء بنزوحهم.
ومنذ نحو أكثر من 70 يومًا يشهد العراق حملة عسكرية كثيفة تستهدف إنهاء سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق بينها الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ نحو عامين، ويشارك في هذه الحملة 45 ألفًا من الجيش والشرطة المواليين لإيران، مدعومين بميلشيا "الحشد الشعبي" الطائفية الإرهابية، وفصائل مسلحة أخرى، فضلاً عن دعم جوي من تحالف دولي تقوده أمريكا.
ممثل خامنئي يجتمع مع الميليشيات الشيعية
وعلى صعيد الإجرام عقد ممثل مرشد ملالي إيران علي الخامنئي في العراق، مجتبى الحسيني، اجتماعات مع عدد من زعماء ميليشيا "الحشد الشعبي" الإرهابية.
وذكرت مصادر مقربة من ميليشيا "الحشد الشعبي"، أنّ الحسيني التقى، الليلة الماضية، عددًا من قيادات الميليشيا، وممثلين عن فصائل "النجباء"، "العصائب بدر"، "حزب الله العراقي"، و"كتائب سيد الشهداء"، لبحث دعم وجود "الحشد الشعبي" في تلعفر.
وأفادت مصادر مطلعة بأنّ "الحسيني أكد ضرورة استعادة بلدة تلعفر من قبل الحشد حصرًا، بسبب ما تتمتع به المنطقة من أهمية عقائدية".
وكشفت المصادر تعهّد المسؤول الإيراني، تسليح المليشيات العراقية المقاتلة في الموصل، ودعمها ماديًا، مؤكدًا أنّ طهران ترى مصلحة كبيرة في سرعة حسم المعركة، لوقف الاستنزاف الذي تتعرّض له مليشيا "الحشد"، في محيط تلعفر، على يد عناصر "داعش".
وتتزامن الاجتماعات التي يجريها ممثل خامنئي في العراق، بقيادات المليشيات، مع تصريحات المتحدث باسم "الحشد الشعبي"، أحمد الأسدي، والتي أكد فيها أنّ المليشيا، "تستعد لإطلاق الصفحة السادسة لمعركتها في الموصل على جبهة تلعفر".
من جهة ثانية أعلنت أنقرة أمس الاثنين، أن قوتها العسكرية ستنسحب من منطقة "بعشيقة" العراقية، فور زوال الخطر "الذي يتهددها" على حدودها المشتركة مع العراق.
ويأتي هذا الإعلان على لسان نائب رئيس الوزراء التركي "نور الدين جانيكلي" الذي أكد أن تركيا تحتفظ بحق اتخاذ إجراءات داخل العراق "دفاعا عن نفسها ضد الإرهاب" إلا إنها لن تكون بحاجة للقيام بذلك بمجرد انتهاء مثل هذه التهديدات.
وقال جانيكلي في مقابلة مع قناة الأخبار التلفزيونية "معسكر بعشيقة هناك بسبب الإرهاب الذي ينشأ في العراق ومن حقنا اتخاذ إجراءات ضده. إذا انتهى هذا التهديد فلن تكون هناك حاجة لذلك".
ويطالب العراق منذ فترة بانسحاب القوات التركية من معسكر بعشيقة قرب الموصل في شمال البلاد، وبحث رئيسا وزراء البلدين هذه القضية خلال اجتماعهما في بغداد يوم السبت.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال يوم السبت إنه تم التوصل لاتفاق مع تركيا بشأن انسحاب القوات التركية من بعشيقة، إلا أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لم يذهب لحد تأكيد ذلك.
وأشار يلدريم إلى إحراز تقدم كبير في القتال ضد تنظيم "داعش" لكنه قال عن قضية بعشيقة "سنحل هذه المسألة بطريق ما.. ستكون ودية".