"اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس".. بهذه السياسة تحاول سلطات الانقلاب العسكري خداع المصريين طوال السنوات الثلاث الماضية، فتارة تدعي أنها تحارب الإرهاب، وتارة أخرى تدعي أنها تواجه مؤامرة كونية، وتارة تدعي أن قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي يواجه خطر الاغتيال!. وبالرغم من مرور أكثر من 24 ساعة على ما تناقلته وسائل إعلام خاصة داعمة لنظام الانقلاب العسكري، عن اكتشاف مخطط لاغتيال قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالقمة العربية التي عقدت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، دفعته للاعتذار عن عدم الحضور، إلا أن سلطات الانقلاب العسكري في مصر التزمت الصمت، ولم تصدر أي تعليق رسمي عليها بالتأكيد أو النفي حتى الآن، الأمر الذي دفع مراقبين إلى تأكيد أن "عملية الاغتيال" أكذوبة جديدة سطرها خيال الانقلابيين لخلق أساطير حول شخصية السيسي. وتناقلت صحف ومواقع إلكترونية خاصة، أغلبها داعمة للانقلاب الدموي، تقارير تفيد بأن السيسي قرر عدم السفر إلى نواكشوط لحضور القمة العربية؛ بسبب "وجود مخطط لاغتياله" أثناء المشاركة، وهو الأمر الذي زعمت صحف الانقلاب أن أجهزة الأمن اكتشفته قبل وقوعه. وتناولت الصحف الخاصة الداعمة للانقلاب وفضائيات خاصة الخبر بتفاصيله، فيما لم تشر الصحف شبه الرسمية المملوكة للدولة إليها من قريب أو بعيد. وترأس شريف إسماعيل، رئيس وزراء الانقلاب، الوفد المصري نائبًا عن قائد الانقلاب السيسي، خلال القمة العربية ال27 التي اختتمت، أمس الإثنين، ولم تعلن رئاسة الجمهورية أي أسباب لغياب السيسي عن القمة. شبح الاغتيال يطارد السيسي وكان اعتذار قائد الانقلاب عن حضور قمة "نواكشوط" قد سبقته تصريحات لقائد الانقلاب تكشف عن رعبه من شبح الاغتيال الذي بدا أنه يطارده في عقله. وبعلامات الرعب والخوف، قال عبد الفتاح السيسي، خلال حضوره حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الكلية الجوية، الأسبوع الماضي: "امبارح بيبلغوني بأن هيكون فيه تدريب حي وذخيرة حية، بيبلغوني بس كدا، فقلت لهم خير فيه إيه يعني مفيش مشكلة، لأن مفيش أبدا مشكلة، دايما كان الجيش دا عند مستوى الثقة فيه.. مستوى الثقة فيه". يأتى ذلك فى إشارة ضمنية من قائد الانقلاب للانقلاب الفاشل من الجيش التركي على الشرعية ومحاولته اغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان؛ حيث وصلت 3 مروحيات تابعة للقوات الخاصة العسكرية إلى فندق بمدينة مرمريس كان يقيم فيه أردوغان، وعلى متنها 40 جنديا في محاولة لاعتقال الرئيس أو قتله، بينما كان أردوغان قد غادر الموقع بمروحية خاصة قبل نصف ساعة، لينجو من محاولة القتل. يذكر أن الرئيس الأسبق محمد أنور السادات تم اغتياله على يد مجموعة من الضباط بالقوات المسلحة المصرية، خلال عرض عسكري أقيم بمدينة نصر بالقاهرة في 6 أكتوبر 1981؛ احتفالا بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر 1973.