بلغ شامخ الانقلاب ذروة الكوميديا السوداء المتواصلة على منصات العسكر منذ انقلاب السيسي على السلطة المنتخبة ودهس الإرادة الشعبية بمجنزرات الفاشية، على خلفية قرار محكمة النقض إخلاء سبيل الشهيد د. طارق الغندور بعد عام ونصف من رحيله داخل سجون الاستبداد. زوجة الشهيد طارق الغندور عقبت على المشهد الهزلي بسخرية لا تخلو من المرارة من الحالة المزرية التي وصلت إليها منظومة العدالة في دولة السيسي، معربة عن دهشتها من قرار إطلاق سراح زوجها بعدما تركته فريسة القتل البطيء داخل زنازين العسكر.
وأشارت زوجة الشهيد -في مداخلة هاتفية مع الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل على فضائية "الشرق"- مساء الإثنين، إلى أنها لا ترغب في رفع دعاوى قضائية تطالب الدولة المصرية بالتعويض عن سجن زوجها بغير حق، مشددًا على أنها لن تقبل سوى بخروج كل المعتقلين وانكسار الانقلاب والقصاص من قتلة زوجها.
وكان الدكتور طارق الغندور أستاذ الأمراض الجلدية بكلية عين شمس، توفي بسبب الإهمال الطبي والتعنت من قبل إدارة سجن شبين الكوم في الثاني عشر من نوفمبر 2014 ، بعد تعرضه لنزيف في المريء استمر دون تدخل طبي لمدة 6 ساعات، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة لمدة 24 ساعة توفي بعدها.
وأكدت جماعة الإخوان المسلمين -في بيان لها على موقعها- أن إدارة السجن تركت الغندور -هو أحد قيادات الجماعة- ينزف مدة 6 ساعات متواصلة دون السماح بنقله إلى المستشفى أو عرضه على الطبيب.
ويعد الغندور أحد رموز المستشفى الميداني في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير 2011، وكذلك أحد الرموز الطبية في المستشفى الميداني باعتصام ميدان رابعة العدوية، الذي مذبحة القرت فى 14 أغسطس 2013، والتى أودت بحياة قرابة 4 آلاف مصري.
وأصدرت محكمة النقض في مايو الجاري، قرارا بإلغاء الحكم بالسجن 5 سنوات على الشهيد طارق الغندور، وأمرت بإخلاء سبيله بعد عام ونصف من استشهاده جراء الإهمال الطبي فى محبسه.