على مدار 5 سنوات منذ ثورة يناير والإخوان ينفون عن أنفسهم أعمال العنف التي تتعلق بإراقة الدماء للإنقلاب ومعاونيه، في حين تعمل آلة الإعلام الحكومي والخاص في غسيل أدمغة الجماهير ليل نهار، من خلال الأعمال المدبرة من أجهزة المخابرات بمعاونة "المواطنين الشرفاء" كما حدث في تعامل الإنقلاب مع أزمة نقابة الصحفيين الأخيرة لإلصاق التهم بالإخوان. وتسعى الصفحات الموالية للمخابرات ولقطاع الأمن الوطني ولبقية قطاعات الحرب الالكترونية إلى تحويل دفة الإتهام التي وجهها أنصار السيسي السابقين في العتبة والغورية والدرب الأحمر في إتجاه أن الإخوان الفاعل الرئيسي، وطرح المحللون عدة سيناريوهات لتكرار الحرائق على مدى الأسبوع الماضي واليوم بحريق محافظة القاهرة قبل ساعات.
الشماعة
هكذا اعتادت الجماهير وفي مقدمتهم "السيساوية" ممن ملوا تحميل الإخوان مسؤولية كل ما يحدث في البلاد كمقدمة لأي فعل ومن ثم الإغال في الإتهام أو تحويل دفته لطرف آخر مع عدم تكسير "الشماعة" بل إبقائها حال استخدامها مرارا وتكرارا.
ولجأ الإنقلاب إلى توسيع دائرة الحرائق المتزامنة مع زيادة مطردة من تحميل الإخوان مسؤوليتها، فاشتعلت الحرائق في أحد مصانع دمياط الجديدة والعاشر من رمضان والإسماعيلية ومحافظة القاهرة، مع الناشطة نجوى رشاد قالت في تغريدة عبر حسابها على توتير :"شماعة الاخوان انتهت صلاحيتها واتقلبت عليك لو كل مصيبة سببها الاخوان يبقي انت ضعيف وفاشل ومش مسيطر ع شبه الدولة كاميرا التليفون بتهزك !؟".
وساخرا علق المذيع بأون تي في يوسف الحسيني على "الشماعات" بقوله:"الثورة والإخوان شماعة انحطاط أخلاق المصريين".
وقال الليبرالي المنحاز للإنقلاب، حازم عبدالعظيم "اتهام الإخوان لم يعد منطقيا".
المخطط القادم
غير أن إعلاميي الإنقلاب ما زالوا يمارسون هذيانا، فالبوابة نيوز تستضيف طبيب نفسي يتهم بشكل مباشر :"الإخوان وراء الحرائق وعلى الشعب تجاهل الشائعات".
غير أنه الطبيب إبراهيم مجدي، في حواره مع أحمد موسى يعطينا خريطة متوقعة لمواقيت الحرائق التي جعلها النشطاء على مواقع التواصل مادة للسخرية.
وأكد إبراهيم مجدي أن هذه الحرائق يكون هدفها إلهاء الأمن عن مخططات أكبر ومؤمرات و وأوضح "مجدي" أن الخطة القادمة للإخوان سوف تستهدف البنوك والأنظمة الإلكترونية لحسابات البنوك عن طريق استخدام قراصنة المواقع والشبكات الإلكترونية قائلا: إن أول من أنشا وأسس فكرة الحرب النفسية هي المخابرات البريطانية.
وزعم "مجدي" أن التاريخ يذكر علاقة المخابرات البريطانية بالإخوان منذ نشأة الجماعة حيث أن الحروب النفسية تطورت وأصبح يطلق عليها حرب المعلومات ويتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فيه للترويج إلى الفوضي والسخرية من الدولة وتسليط الضوء على السلبيات وتضخيم أي حدث يحصل نتجية الإهمال والتسفيه من الإنجازت وتصدير الاحباط للمجتمع.
محمد الغيطي الذي يتهم الإخوان أيضا بالمسؤولية عن الحرائق سبق واتهم الإخوان بالتسبب في إسقاط الأندلس كما سبق وربط خيري رمضان -الذي اتهم الإخوان أيضا بالمسؤولية عن الحرائق- بشفرة سرية مع أبلة فاهيتا لاستهداف أماكن بعينها في مصر مع الطفل "المعجزة" أحمد سبايدر.
توظيف الفيديوهات
ومن بين ما تعتمد عليه الصفحات الأمنية ولجان السيسي الالكترونية فيديوهات للاستهزاء بالسيسي، وهو شئ طبيعي من أحد معارضيه، ولكن من غير الطبيعي أن يوظف الفيديو ضمن "تخطيط" بهجت صابر وهو أحد المقيمين في الولاياتالمتحدة والمؤيدين للشرعية، على حرق القاهرة ويعلق بهجت بنفسه على الفيديو قائلا:"هو صحيح النهارده كان هناك 16 حريق في أماكن مختلفة في مصر، ولا لمؤخذه نظري علي قدي؟"، مضيفا:"علي فكره عملت فيديو أمس أثناء حريق العتبه بقول فيه انتشار الحرائق من اليوم في ربوع الجمهوريه خفت انزله لا يقلك الريس مرسي كان باعت التعليمات للواد بهجت".
وساخرا على "اكلشيهات" الاتهام علق"ياما في الجراب يا حاوي ...".
أما الفيديو الثاني فيخص الدكتور أشرف عبد الغفار، أمين عام نقابة الأطباء السابق – وكان يتحدث فيها برأيه الشخصي فضلا عن كونه من المقيميين المطاردين في تركيا - ويتحدث فيها عن ردود أفعال الثوار حال استهداف النظام لقادة الحزب والجماعة وتيار الشرعية بالسجون وغيرها بالاغتيالات؟؟
فأجاب أنه لا يرى "شخصيا" أن السلمية أقوى من الرصاص شعارا مطلقا كما طرحه الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان، ولا يراها نمطا واحدا حال تم اغتيال قيادات الشرعية في السجون.
"الإعدام" على الهامش
من يدير محركات البحث سيجد أن هناك ربطا من جهة مواقع السيساوية وصفحات المخابرات والأمن الوطني الطارئة – لا تجد فيها إلا موضوع الحرائق وأنشئت في وقت قريب جدا- ومن جهة أخرى بين الإخوان والحرائق والإعدام، فلطالما هدد بها السيسي - وليس يوم تشييع النائب العام الراحل هشام بركات ببعيد- ولطالما طنطن لها إعلامه ولطالما وظف الفيديوهات المبتسرة وبنى على غير نية يفسر إشارات الدكتور محمد مرسي وهو جالس وهو متحفز وهو يلوح لأهله من وراء قضبان السجن!!.
وتنتشر في هذه الصفحات عبارات من عينة "ما فيش حريقة تولع فى زنازين الاخوان *** فى السجون"، و"الحرايق زادت بشكل غريب ووصلت لمصانع في دمياط وده دليل ان ده منهج جديد اتخذته جماعة الخرفان ردا علي المشاريع الجديدة في البلد"!. وقال ثالث:"الاخوان تخصص قتل واشعال الحرائق وزرع القنابل والتفجيرات
ما زال حريق القاهرة 1952 مجهول السبب لكننى أجزم، ان الاخوان هم من حرقوا القاهرة فى 1952 وهم من يحرقون مصر حاليا". وأجابه رابع:"أعدموا ***البنا مصر تبقى جنة".
صحيح أن الردود وحجم الفهم من رواد مواقع التواصل كبير حتى نجد من يقول:"ولا زال شعار الداخلية ودولة العسكر (اضرب عصفورين بحجر واحد) اقتل واحرق واتهم الاخوان".
سيناريو عبد الغفار
فرأي يرى أن إقالة وزير الداخلية تلوح في الأفق!، غير أن بقاءه إلى الآن يؤشر بتصور يفيد الاستبعاد، فلو أراد السيسي إقالته لفوت حادث وأمسك في الثاني، لاسيما وأنه من المتعارف عليه في دول العالم إقالة أو استقالة المسؤول الأول عن تقاعس هيئة الدفاع المدني والحريق في سرعة نجدة هذه الأماكن التجارية الحساسة.
كما أن حديث الإعلام لم يتطرق بأي من جوانبه إلى "إقالة مشعل الحرق" كما جاء في افتتاحية "المصري اليوم" في 6 مايو، ولم يتطرق أحدهم إلى ارتباط الافتتاحية بما حدث بعدها من حرائق، تماما كما تجاهل خبر ساقته لميس الحديدي عن حرق المجمع العلمي وكان لم يحرق بعد؟!.
"السيسي" والإمارات
في مقولة من مقولات الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل:"إذا اشتعلت الحرائق فتش عن العسكر"، وعلى نفس خطه سارع أهالي العتبة والغورية والحمزاوي بوسط القاهرة إلى اتهام نظام السيسي: "رمولنا بودرة سريعة الاشتعال للتخلص مننا"، وتعجب التجار من فشل المطافي في السيطرة على الحريق، والتصريحات التي خرجت مباشرة بعد الحادث من محافظة القاهرة عن نقل السوق، في إشارة إلى استفادة رجال الأعمال من هذه المنطقة.
وقال بعض الأهالي "الحكومة حرقت أكل عيشنا عشان مستثمر إماراتي"
وكان حريق الرويعي قد امتد لأكثر من 12 ساعة كاملة ، في ظل تأكيد تجار المنطقة أن سيارات الإطفاء تقاعست عن إطفاء الحريق، مشيرين إلى أن الحريق مدبر ومتعمد وبفعل فاعل، وأنه ليس نتيجة ماس كهربائي.
وأكد أحد البائعين "مافيش بياع هيولع في بضاعته"، وأضاف أن الحريق معمول علشان الباعة تمشي من المنطقة"، متسائلًا: "فين العدالة الاجتماعية يا سيسي؟".
غير أنه ومن بين ما يتداوله العاملون والساكنون بالمناطق المشتعلة حديث عن شراء "آل الغرير" سيف وعبد العزيز - أصحاب بنك المشرق وله عدة أفرع في مصر- منطقة وسط البلد ودار حديث مع رئيس وزراء الإنقلاب إبراهيم محلب حول تفريغ المنطقة وتوسيعها لأجل المستثمر الإماراتي، وهو ما يملأ ذهنية تجار العتبة والرويعي – كأكثر أماكن الجمهورية رواجا تجاريا- بغض النظر عن الأسماء وصحة الحوادث.