اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عزمي بشارة أن إصدار "الشامخ" حكمًا بإعدام عدد من الصحفيين الرافضين للانقلاب العسكري، يعد جريمة فضحت نظام السيسي ومعه الأبواق الليبرالية في الصحافة والإعلام. وقال "بشارة" في تدوينة على صفحته بموقع "فيس بوك": "إصدار أحكام الإعدام بالجملة في مصر، يجب أن يبقى خبرًا حتى لو لم يعد "خبرا".. الحكم بالإعدام على صحفيين بسبب قيامهم بواجبهم ليس فضيحة بجلاجل، بل جريمة بجلاجل".
وتابع: "ولكن المدوي أكثر هو فضيحة صمت صحفيين زملاء في صحف وفضائيات ممن يدعون الليبرالية.. غريب هذا الأمر! ما معنى الليبرالية بدون موقف من تقييد الحريات، ومن قمعها إلى درجة الحكم بالإعدام على من يمارسها؟".
وشدَّد على أن "مجرد اضطرارنا طرح السؤال هو مصيبة.. الصمت أشرف من التساؤل عن بديهيات كهذه.. لكن الصمت يصبح غير ممكن حين يعني الاختناق بالكلام الذي يجب أن يقال".
يوم أسود
وأصدرت محكمة أمس السبت حكمًا بإحالة أوراق ستة متهمين إلى مفتي الانقلاب العسكري، لاستطلاع الرأي في إعدامهم بالقضية التي اشتهرت في الإعلام باسم قضية "التخابر مع قطر"، مع تحديد جلسة ال18 من يونيو المقبل للنطق بالحكم عليهم وعلى 5 آخرين متهمين في القضية، من بينهم الرئيس محمد مرسي.
ومن بين الستة المحالة أوراقهم إلى المفتي الصحفيان في الجزيرة إبراهيم هلال وعلاء سبلان، إضافة إلى الصحفية في شبكة "رصد" الإخبارية أسماء محمد الخطيب (غيابيًّا)، وأحمد عبده عفيفي ومحمد عادل حامد وأحمد إسماعيل ثابت (حضوريًّا).
وقال مدير قناة "الجزيرة" ياسر أبو هلالة: إن هذا اليوم أسود في تاريخ الصحافة، ولم يسبق صدور مثل هذا الحكم حتى في الدول "ذات السجل الأسود في حقوق الإنسان وملاحقة الصحفيين".
وأشار إلى أن القضية الأساسية هي حرية الصحافة في مصر، وأن الأحكام الصادرة لا تقل عن الاغتيال المعنوي للصحفيين الذي يحصل حاليا في مصر، معتبرًا إصدار حكم الإعدام من أجل نشر مواد صحفية يشكل توجهًا خطيرًا لضرب حرية الصحافة.