في تغير سريع للسياسات الأمريكية بعد انهيار شعبية قائد الانقلاب ووكيلها في مصر، بعد تنازله عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، حذرت الولاياتالمتحدة من أن الحكومات حول العالم تقمع الحريات الأساسية، وذلك في تقرير انتقدت فيه عددًا من الأنظمة، من بينها نظام قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي. ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن وزير الخارجية جون كيري، اليوم الخميس، في مقدمة التقرير السنوي حول حقوق الإنسان؛ إن التعديات على القيم الديمقراطية تشير إلى "أزمة حكم عالمية"، مضيفاً أنه "في كل بقعة من العالم، نرى اتجاها متسارعا من الجهات الحكومية وغير الحكومية.. لتهميش الأصوات المعارضة، وفي الحالات القصوى، قتل الناس". يأتي ذلك في الوقت الذي ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بهاشتاج "ارحل" بعد ساعات قليلة من خطاب قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، الذي اعترف فيه ببيعه جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، واستعداده للتفريط في حقول البترول لقبرص، للتعبير عن غضبهم من فشل قائد الانقلاب وتضييعه للبلاد. وشدد كيري على أنه من شأن التقرير أن يزيد من تصميم الولاياتالمتحدة على تعزيز ما وصفه ب"الحريات الأساسية". وبحكم المتوقع، فإن التقرير وجه انتقادات إلى خصوم الولاياتالمتحدة مثل روسيا والصين، وإلى أعداء مثل إيران وكوريا الشمالية. لكن التقرير يرسم كذلك صورة قاتمة لأوضاع حقوق الإنسان في بعض الدول الحليفة، وضمنها تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، حيث تتهم حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بحملة على وسائل الإعلام المعارضة وباعتقال عدد من كبار الصحافيين. أما مصر، التي تتلقى 1,5 مليار دولار من المساعدات العسكرية الأميركية سنويا، رغم الحكم الاستبدادي لعبد الفتاح السيسي، فإنها تواجه أيضا انتقادات شديدة. وأورد التقرير في هذا السياق، أنه "كانت هناك حالات أشخاص تعرضوا للتعذيب حتى الموت وغيرها من مزاعم القتل في السجون ومراكز الاعتقال"، مشيرًا إلى تقارير المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة حول اختفاء مئات المصريين منذ ثورة عام 2011.