"من الجاني القادم في رواية قتلة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني التي لا تنتهي فصولها؟ سؤال يطرح نفسه بقوة بعد تبرئة داخلية الانقلاب المواطنين الخمسة الذين قامت بتصفيتهم منذ عدة أيام، بدعوي مسئوليتهم عن قتل الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني"، وبعد فشلها في الترويج لوجود خلاف بينه وبين آخرين أو غيرها من الادعاءات التي لم تلق أي قبول على المستويين المحلي والدولي.
فبعد يوم من إعلان وزارة الداخلية عن مسؤولية العصابة المكونة من 5 أفراد عن قتل "ريجيني" تراجعت ونفت ذلك، وقال اللواء أبو بكر عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم بيوم"، على فضائية "النهار اليوم": "إن كل البيانات التي صدرت عن الوزارة لم تشر إلى إلقاء القبض على العصابة المسؤولة عن قتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني نهائيًّا".
وجاء تراجع المتحدث باسم الداخلية عن اتهام التشكيل العصابي بقتل "ريجيني"، بعد ساعات قليلة من مداخلتة الهاتفية مع برنامج "ممكن"، على فضائية "سي بي سي" والذي زعم خلالها العثور علي متعلقات "ريجيني" بحوزة التشكيل، وأن التشكيل أجبر "ريجيني" على الذهاب للبنك لسحب مبلغ 10 آلاف دولار ثم خرج وسلمها إليهم؛ حيث قوبلت تلك التصريحات بموجة عارمة من السخرية علي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعلي صفحات الصحف الإيطالية والدولية.
تبرئة التشيكيل العصابي جاءت أيضًا علي لسان الذراع الإعلامية للجهات الأمنية "أحمد موسي"، والذي قال، خلال برنامجه على فضائية "صدى البلد": "إن الداخلية لم تذكر أن التشكيل العصابي هو من قتل ريجيني، وإن كل ما ذكرته الداخلية أنها عثرت لديهم على أوراق خاصة بالشاب الإيطالي".
وأضاف أن "الداخلية ليس لها دخل بتوجيه التهم؛ لأنها مهمة النيابة، وأنها لم تحدد إذا كان التشكيل قتل ريجيني أم لا.
وبات السؤال الذي يطرح نفسه حاليا: من قاتل "ريجيني" بعد تبرئة الشباب الخمس؟ هل ستشهد الأيام المقبلة تصفية تشكيل آخر واتهامه بالمسئولية عن مقتلة؟ أم يتم إتهام عناصر من حماس بعبور الحدود وقتل "ريجيني" في غزة ثم إعادته مرة أخرى إلى صحراء 6 أكتوبر؟ وهل يمكن أن تقبل السلطات والشعب الإيطالي بأي من روايات سلطات الانقلاب في مصر بعد تكرار روايتها المفبركة عن الحادث؟
الارتباك الواضح في تعامل داخلية السيسي مع قضية "ريجيني" دفع الدكتور محمد نور فرحات، أستاذ القانون بجامعة الزقازيق وأحد أبرز مؤيدي انقلاب 3 يوليو، للتغريد في تدوينة عبر حسابه بموقع "فيس بوك": "عائد من كوريا الجنوبية (سيول) منذ ساعات، بعد أن قضيت هناك أسبوعا في مؤتمر للأمم المتحدة، كان معي في الاجتماع ممثلو 18 دولة".
وأضاف "لم يكن لهم من حديث معي في آخر يومين وبكل السخرية سوى بيان الداخلية المصرية عن العصابة المقتولة التي نسب إليها قتل جوليو ريجيني، ومع ذلك احتفظت بجواز سفره ونقوده وحشيشه، وقامت بإطفاء السجائر في جسده وتعذيبه".
وتابع "قال واحد من أوغندا: إذا كنتم معتادين على خداع شعوبكم، فالعالم لا يتقبل من يخدعه؛ لأن الخديعة تعني الازدراء، ماذا تقولون وماذا أقول؟ أصبحنا مسخرة العالم".
فيما قال الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "فضيحة الداخلية الأخيرة للتخلص من جريمة قتل طالب إيطالي انتهت باعتراف ضمني بقتل الطالب، واعتراف صريح بقتل 5 مصريين".
السخرية من رواية الداخلية لم تقتصر فقط علي الداخل ، وإنما تعدتها إلى الخارج؛ حيث انتقدت روبرتا بينوتي، وزيرة الدفاع الإيطالية، بيان وزارة الداخلية. وقالت في تغريدة عبر حسابها الشخصي بموقع "تويتر": "سنقف بجانب عائلة ريجيني، ولن نهدأ حتى نصل إلى الحقيقة".