سادت أجواء من التوتر الشديد، اليوم، ساحات المسجد الأقصى وسط مدينة القدسالمحتلة، إثر اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين المسجد بحراسة مشددة من عناصر شرطة الاحتلال الخاصة والمخابرات. وقال مدير المسجد الأقصى عمر كسواني في تصريحات صحفية: إن 133 مستوطنًا متطرفًا اقتحموا المسجد من باب المغاربة، تحت حراسة عسكرية مشددة من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية. وأشار كسواني إلى أن موظفي آثار إسرائيليين، حاولوا تقديم شروحات توراتية لنحو 70 طالبًا متطرفًا كانوا بين المقتحمين، لكن حراس الأقصى والمصلين وطلبة العلم الشرعي تصدوا لهم بالتكبير. وأفاد أحد حراس الأقصى، بأن عشرات المستوطنين حاولوا أداء طقوس تلمودية، فيما كان أحد موظفي سلطة آثار الحتلال الإسرائيلي يقدم شروحات لطلبة إرهابيين "صهيونيين" حول الهيكل المزعوم، فتصدى لهم حراس المسجد ومصلوه وطلبته، بالتكبير والتهليل. وأضاف الحارس، أن المستوطنين حاولوا الاعتداء على الفلسطينيين داخل الأقصى، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بالأيدي، اضطرت على إثره شرطة الاحتلال للتدخل وإخراج المستوطنين. وأكد مدير الأقصى، أن الأعداد الكبيرة من مقتحمي الأقصى، اليوم، جاءت تلبية لدعوات جماعات منظمات الهيكل الصهيونية، لأنصارها للمشاركة الواسعة في اقتحامات المسجد، تمهيدًا لاقتحاماته الكبيرة التي تصادف الأعياد اليهودية بداية شهر إبريل المقبل. وتمنع شرطة ومخابرات الاحتلال نحو 70 فلسطينيًّا، أغلبهم من سكان القدسالمحتلة، من دخول المسجد الأقصى منذ أشهر طويلة، بحجة دورهم في الإخلال بالأمن داخل المسجد. وحذر كسواني من خطورة مخطط الاقتحامات الكبرى المتوقعة مع بداية الشهر المقبل، وشدد على أنها ستصب مزيدًا من الوقود على النيران المشتعلة بسبب الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى ومدينة القدسالمحتلة. وسجل اقتحام المستوطنين منذ بداية العام الجاري ارتفاعًا غير مسبوق، بوصول أعداد المقتحمين حتى اليوم إلى ألفي مستوطن. وجدد المسئول الفلسطيني تحميل حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في القدسالمحتلة، جراء منحها الجماعات الصهيونية المتطرفة الغطاء السياسي والأمني لاعتداءاتها اليومية على الأقصى والمقدسات في القدسالمحتلة. وفي سياق متصل، أدان الأزهر الشريف ومؤسساته العلمية، وعلى رأسها هيئة كبار العلماء بالأزهر، دعاوى وأباطيل تزعم أن المسجد الأقصى ليس في القدس الشريف، وأن هذه المدينة لا قُدسية لها، والزعم بأن المسجد الأقصى هو في شبه جزيرة سيناء، وأن الذي أسري به هو سيدنا موسى -عليه السلام- وليس رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وقالت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر، في بيان لها، اليوم الخميس: إن هذه أمور معلومة من الدين بالضرورة، أجمعت عليها الأمة إجماعًا تامًّا ومتواصلًا عبر التاريخ.