مع حلول الذكرى الخامسة لثورة الياسمين في تونس، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الغضب وسط التونسيين بسبب انهيار الأحوال المعيشية وزيادة البطالة، أعلنت السلطات التونسية ظهر اليوم الجمعة حظر التجوال الليلي في كافة أنحاء البلاد إثر تصاعد الاحتجاجات، التي شهدت أعمال عنف واعتداءات على الأملاك العامة والخاصة. وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان لها اليوم الجمعة، إن الحظر سيكون بين الساعتين 8 مساء و5 فجرا بالتوقيت المحلي (19 و5 بتوقيت جرينتش على الترتيب). يأتي ذلك في الوقت الذي تتشابه نفس الظروف التي يعيشها التونسيون مع رفقاء الربيع العربي في مصر بعد الانقلاب العسكري، من انهيار الحالة المعيشية واقتصاد البلاد، الأمر الذي يعتبره المصريون بشرة خير لرياح التغيير تبدأ من تونس وتستمر في مصر، وهو ما حدث في 2011، وينتظر المصريون تكراره في 2016. وأوضحت الداخلية التونسية أن هذا القرار يأتي "نظرا لما شهدته البلاد من اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة وما بات يُشكله تواصل هذه الأعمال من مخاطر على أمن الوطن والمواطن". وأضافت الوزارة أن "كل مخالفة لهذا القرار يتعرض مرتكبها إلى التبِعات القانونية اللازمة، فيما عدا الحالات الصحية المستعجلة وأصحاب العمل الليلي"، وأهابت بالمواطنين الالتزام بمقتضيات حظر التجول. ويأتي هذا التطور بعد أن اتسع نطاق المظاهرات الفئوية في تونس والمطالِبة بوظائف في منذ أسبوع، وتحولت إلى الشعارات السياسية مع التهديد "بثورة جديدة" . وأعلنت حكومة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، يوم الأربعاء الماضي، أنها ستسعى لتوظيف أكثر من ستة آلاف شاب من القصرين، وتبدأ في مشروعات. وحضر المئات، أمس الخميس، للتقدم لوظائف، لكن التوترات ما زالت شديدة، وهو نفس ما وعد به الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي حينما ثار الشعب التونسي ضد ظلمه. وكانت شهدت مناطق كثيرة من البلاد نهار الخميس عمليات اقتحام لمقرّات المحافظات على غرار باجة (الشمال الغربي)، حيث أقدم شابان على قطع شرايين يديهما بآلة حادة، وفق إذاعة شمس. وتواصلت، الاحتجاجات الاجتماعية وحالة الاحتقان بمدينة القصرين وعدد من المدن التابعة لها، على غرار تالة وفريانة وماجل بلعباس وفوسانة وجدليان وحيدرة، للمطالبة بالتشغيل والتنمية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.