أسفرت الاشتباكات بين الشرطة ومحتجين غاضبين يطالبون بالتشغيل في مدينة القصرين الواقعة وسط تونس، إلى مقتل شرطي، وفق ما أفاد سكان ومسئولون، وقد شملت هذه الاحتجاجات مدنًا تونسية عدة بينها العاصمة. وقتل شرطي تونسي مساء الأربعاء خلال اشتباكات بين الشرطة ومحتجين يطالبون بالشغل في مدينة القصرين، وفق ما نقل سكان ومسئولون، كما امتدت المظاهرات نحو العاصمة وبلدات أخرى في أنحاء البلاد. وقام حشود بإحراق إطارات للسيارات هاتفين "شغل.. حرية.. كرامة" في ثاني يوم من المظاهرات التي اندلعت في القصرين بعد انتحار شاب فشل فيما يبدو في الحصول على وظيفة. وفي المقابل أطلقت الشرطة سحبًا من الغاز المسيل للدموع بعدما حاول محتجون اقتحام قسم للشرطة في القصرين. وسدت إطارات محترقة الشوارع فيما اشتبكت الشرطة مع مجموعات من المحتجين. وقال محتج يدعى سمير في القصرين "أنا عاطل منذ سبع سنوات.. سئمنا الوعود ولن نعود إلى بيوتنا إلا عندما نحصل على شغل لنعيش بكرامة. هذه المرة نقول للرئيس وحكومته إما نعيش كلنا حياة كريمة أو نموت.. ولكن سننغص فرحتكم بالكراسي". وشملت الاحتجاجات أيضًا مدن تالة وفريانة والسبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة والفحص والعاصمة تونس. ووفق متحدث باسم وزارة الداخلية إن شرطيًا واحدًا على الأقل قتل في فريانة بعدما هاجمه محتجون. وعلى مستوى السلطة أعلنت حكومة الرئيس الباجي قائد السبسي، أمس الأربعاء، أنها ستشغل أكثر من ستة آلاف عاطل من القصرين وستبدأ في مشاريع إنشائية في المنطقة. وقال المتحدث باسم الحكومة خالد شوكات "الحكومة ليس لها عصا سحرية لتغير الأوضاع في القصرين ولكن ستبدأ فعلا هذا العام مشاريع عدة هناك سعيًا لامتصاص معدلات البطالة المرتفعة". وفي 2015 بلغت معدلات البطالة في تونس 15.3 في المئة في حين كانت 12 في المئة في 2010. ويشكل أصحاب المؤهلات الجامعية حوالي ثلث العاطلين عن العمل في تونس.