شيع الفلسطينيون جثمان منفذ عملية "تل أبيب" "نشأت ملحم"، بعد منتصف ليلة الأربعاء، في جنازة مهيبة شارك بها الآلاف، رغم الشروط الصهيونية التي ماطلت بتسليم الجثمان، واشترطت دفنه فور تسليمه في منتصف الليل. ودفن جثمان "ملحم" في مقبرة عرعرة، بحضور عدد كبير من الأهالي من القرية وخارجها، ممن تسنى لهم الدخول قبل أن تمنع الشرطة "الإسرائيلية" الأهالي من خارج القرية، وتعرقل وصول الأهالي إلى المقبرة. وكان ملحم قد أعدم يوم الجمعة الماضي، برصاص قوات خاصة في الشرطة "الإسرائيلية"، بعد مطاردة استمرت أسبوعًا، إذ يتهمه الاحتلال بأنه منفذ عملية "تل أبيب"، التي أوقعت ثلاثة قتلى وما يزيد عن عشر إصابات. وقد أجلت السلطات "الإسرائيلية" تسليم الجثمان لأيام، خوفًا من مشاركة أعداد كبيرة في التشييع، وخشية أن تتحول الجنازة إلى مظاهرة يتخللها اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال. ميدانيًّا أصيب فجر الأربعاء، شاب برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام عدة مناطق في مدينتي نابلس وطوباس والبلدات المجاورة شمال الضفة الغربيةالمحتلة. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة طوباس واندلعت مواجهات عنيفة أصيب خلالها أحد الشبان، وتم نقله إلى المستشفى التركي لتلقي العلاج. كما اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة نابلس ومخيمي بلاطة وعسكر شرق المدينة، واندلعت مواجهات بينها وبين عشرات الشبان، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. واقتحمت قوات الاحتلال في ساعات متأخرة من الليلة الماضية منطقة جبل القنيطرة في بلدة بيت فوريك شرق نابلس وبالقرب من مستوطنة "ايتمار"، وأطلقت عددًا كبيرًا من قنابل الإنارة في سماء المنطقة. واقتحم عدد من الآليات العسكرية بلدة قبلان جنوبالمدينة، وتمركزت في عدة أحياء. اعتقال شقيقين وزوجة أسير كما أصيب العشرات من الفلسطينيين، الليلة الماضية، بحالات اختناق، في مواجهات مع قوات الاحتلال عقب اقتحامها قرية العيسوية في القدسالمحتلة، فيما اعتقل شقيقان وزوجة أسير في المدينة. وقال عضو لجنة المتابعة في القرية، محمد أبو الحمص: إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت قرية العيسوية وجابت شوارعها، وسط إطلاق عيارات معدنية، وقنابل مسيلة للدموع، فيما ردّ عليها الشبان برشقها بالحجارة. وتسبب إطلاق الغاز المسيل للدموع بإصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق. وذكر أبو الحمص أن قوات الاحتلال اعتقلت الشقيقين محمد وعلاء هلسة عقب اقتحام منزليهما في القرية. وفي وقتٍ سابق، اعتقلت قوات الاحتلال المواطنة روان أبو غوش، زوجة الأسير سامر أبوعيشة. الاحتلال يقتحم قلقيلية كما أصيب سبعة فلسطينيين بجروح، والعشرات بحالات اختناق في مواجهات مساء أمس الثلاثاء مع قوات الاحتلال الصهيوني، في بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، التي شهدت اقتحام تلك القوات عزاءَ شهيد، فيما تعرضت بلدة جيوس شرق مدينة قلقيلية، شمال الضفة لعملية اقتحام وتمشيط. وأكدت مصادر في جمعية الهلال الأحمر، إصابة سبعة شبان بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط في الأطراف، إلى جانب العشرات بحالات اختناق، خلال المواجهات التي اندلعت في محيط مسجد بلال بن رباح على المدخل الشمالي لبيت لحم، وعولجوا جميعا ميدانيا. مداهمة عزاء الشهيد أبو سرور وفي مخيم عايدة ببيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال، مساء أمس الثلاثاء، بيت عزاء الشهيد سرور أحمد أبو سرور في مخيم عايدة شمال بيت لحم، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع. يذكر أن أبو سرور استشهد ظهر اليوم خلال مواجهات وقعت في مدينة بيت جالا بين الشبان وقوات الاحتلال. وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز في داخل بيت العزاء؛ ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق. اقتحام جيوس من جانبٍ آخر، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة جيوس شرق مدينة قلقيلية، شمال الضفة. وقالت مصادر محلية إن انتشار قوات الاحتلال جاء عقب قيام نشطاء من البلدة بتحطيم الأسلاك الشائكة المكونة لجدار الفصل العنصري المقام على أراضي بلدة جيوس. وأشارت المصادر إلى أن الشبان هاجموا جدار الفصل العنصري، وأحدثوا ثغرة فيه؛ تعبيرا عن عدم الاستسلام للأمر الواقع الذي يفرضه الجدار، وهو ما يستفز قوات الاحتلال. تنكيل مستمر إلى ذلك، صعّدت قوات الاحتلال الصهيوني من إجراءات التنكيل بحق المواطنين على طريق نابلس- قلقيلية شمال الضفة الغربية، والذي شهد في الأيام الأخيرة إقامة بوابات حديدية للتحكم فيه. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال أغلقت مساء أمس الثلاثاء، البوابة التي أقامتها قرب مدخل عزبة الطبيب، وعرقلت حركة السير لقرى عزون والبلدات المحيطة بها. كما اشتكى الفلسطينيون من "مزاجية" جنود الاحتلال عند البوابة الحديدية التي أقيمت قبل أيام عند مفرق جيت على طريق نابلس -قلقيلية. وذكرت مصادر محلية أن جنود الاحتلال انتشروا على الطريق، وأوقفوا المركبات، ودققوا في هويات المواطنين؛ ما يتسبب بمعاناة كبيرة لسكان المنطقة والعابرين. يذكر أن قوات الاحتلال قامت يوم الاثنين الماضي بتركيب بوابة حديدية على مدخل بلدة عزبة طبيب شرق مدينة قلقيلية، على بعد مئات الأمتار عن بلدة عزون، وتعد هذه الطريق المخرج الوحيد المتبقي لحركة المواطنين في بلدة عزون والقرى المجاورة لها، وبذلك فقد أحكمت السيطرة على كافة المنافذ لتلك البلدات. وكانت قوات الاحتلال أقامت بوابتين جديدتين قبلها بأيام على الطريق الفاصل بين محافظتي قلقيلية ونابلس شرق بلدة جيت، في ظل تخوفات من بوابات إضافية تقام مع مرور الوقت. يذكر أن عدد البوابات الحديدية المقامة على أراضي محافظة قلقيلية بلغ 27 بوابة عسكرية.