للمرة الرابعة على التوالي تخلو اللجان الانتخابية في انتخابات برلمان "الدم" من الناخبين المصريين في الداخل والخارج؛ حيث زادت حدة المقاطعة في جولة الإعادة من الانتخابات البرلمانية عما سبقها من جولات ومراحل. وجرت انتخابات برلمان العسكر على مرحلتين شملت كل مرحلة "جولة إعادة وجولة الإعادة"، إلا أن مقار اللجان الانتخابية بمختلف المحافظات المصرية ال13 التي جرت فيها جولات الإعادة للمرحلة الثانية والأخيرة من تلك الانتخابات باتت شبه خاليه من الناخبين. وجاء الإقبال ضعيفا على مقار اللجان الانتخابية بكافة دوائر القاهرة، وفي محافظاتالقليوبية والشرقية والدقهلية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد، في المقابل كثّفت قوات أمن الانقلاب من وجودها أمام اللجان، وقامت بوضع الحواجز الحديدية على مداخل الشوارع، الأمر الذي أثار استغراب الأهالي من زيادة التأمين وسخرية البعض من زيادة الإجراءات في ظل عدم وجود مرشحين. قاض يسخر: مش ملاحقين على الناس وسخر المستشار فخر الدين عبدالتواب، رئيس اللجنة الفرعية رقم "9" ب15 مايو، من عزوف الناخبين عن المشاركة في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية قائلاً: "مش ملاحقين على الناس والدنيا زحمة". ولفت إلى أن الناخبين المصوتين خلال الساعات الأولى لم يتجاوزوا العشرة، فيما قال المستشار مختار زكي، رئيس لجنة 3 بمدرسة سعد زغلول الثانوية- تعليقًا على هدوء اللجنة وعدم الإقبال-: "الناس شكلها لسه نايمة"، بحسب "الشروق". خروقات بالجملة وبحسب متابعين فقد واصل مندوبو المرشحين اختراقهم الصمت الانتخابي أمام المقار الانتخابية علناً أمام قوات أمن الانقلاب. فيما انتشرت الرشاوى الانتخابية بأشكالها المختلفة أمام اللجان، حيث قام معاونون للمرشحين أمام اللجان الانتخابية يوجهون الناخبين، واﻵخرون قاموا بتوزيع الأموال لانتخاب مرشحهم، وتم توزيع المأكولات والرشاوى المالية والمياه المعدنية على بعض الناخبين أمام اللجان. ورصدت الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي من خلال 1600 مراقب لها في 13 محافظة مصرية انتشار العديد من المخالفات الانتخابية، من بينها اختراق الصمت الانتخابي من خلال الدعاية الانتخابية والتأثير على الناخبين. ورصدت الجمعية، في تقرير لها، افتقار الدعاية للبرامج السياسية والرؤى المستقبلية سواء للأزمات التي تمر بها البلاد، أو رؤية الناخب نفسه لحل المشكلات التي تواجهها البلاد، مؤكدة أن الانتخابات البرلمانية في المرحلة الثانية أسوأ من المرحلة الأولى بكثير. عربيات الجيش تدعو الناخبين فيما جابت سيارات الشؤون المعنوية التابعة للقوات المسلحة عددًا من شوارع القاهرة لحثّ المواطنين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية واستكمال خارطة الطريق بإذاعة عددٍ من الأغاني الوطنية، كما تأخرت بعض اللجان ما بين 30 دقيقة و45 دقيقة.