استمرارا لحالة الرفض العارم من قبل الشباب المصري، لأي أجراءت تقوم بها حكومة الانقلاب العسكري، تطورت حملات مقاطعة الانتخابات من عدم المشاركة والنزول للتصويت، إلى الاصطفاف في طوابير طويلة أمام بعض السفارات والقنصليات الأجنبية بحثا عن هجرة "رمزية" خارج البلاد تخلصهم من حالة القمع والتنكيل والبطش التي تمارسه سلطات الانقلاب ضد الشعب المصري والشباب بوجه خاص. وعبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي أطلقت مجموعة من الشباب حملة تحت شعار "سيبنهالكم" دعوا فيها الشباب للوقوف في طوابير رمزية أمام مقر السفارة الألمانية بجوار حديقة الأسماك بالزمالك، وذلك بالتزامن مع اليوم الأول لمسرحية الانتخابات البرلمانية في مرحلتها الثانية، وذلك لتقديم طلبات هجرة رمزية في إطار رفضهم سياسات النظام الحالي. وأضاف الشباب خلال دعوتهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الهدف هو توجيه رسالة للنظام الذي يسأل أين الشباب ولماذا لم يشاركوا في التصويت، هنقولهم الشباب موجود بس مش موافق ولا عمره هيشارك. الحشد أمام السفارات ومن بين الصفحات التي دعت لتلك الحملة "صفحة حركة شباب 6 إبريل" والتي دعت جموع الشباب الثوري للمشاركة في حملة "سيبنهالكم"، وذلك بالتزامن مع بدء الانتخابات البرلمانية لمرحلتها الثانية في عدد من المحافظات. ودعت الحركة الشباب لعدم الحضور أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم، والتوجه في يومي الانتخابات إلى مقار السفارات لطلب الهجرة كنوع من الاحتجاج على ما يفعله النظام من "حملات اعتقال ومداهمات واختفاء قسرى وغيرها من الانتهاكات". وأضافت الحركة في تدوينة عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "سايبنهالكم"، دعوة لمواجهة النظام بحرب الطوابير، طوابير التقديم للهجرة أمام السفارات، طوابير رمزية للاحتجاج، الطوابير اللي أكيد مش ممنوعة". وأرجع القائمون على الحملة أسباب احتجاجهم على الأوضاع القائمة في مصر، إلى زيادة الأسعار، واستمرار الفساد، وانخفاض الرواتب، واستمرار تحكم الواسطة وقتل المواهب، واستمرار تعيين أبناء القضاة، والزيادات المستمرة لأعضاء الجيش والشرطة والقضاء فقط، وبراءة قتلة المتظاهرين، واستمرار اعتقال الشباب بسبب التعبير عن آرائهم. رسالة محرجة للانقلاب واعتبر العديد من المشاركين في الحملة، أن الهدف منها إيصال رسالة محرجة لنظام الانقلاب العسكري، والذي تخصص في قمع الشباب، وأصبح الآلاف منهم خلف أسوار السجون وآخرون داخل القبور رميا برصاص العسكر، ثم بعد ذلك تتساءل حكومة الانقلاب عن أين الشباب. وبحسب أحد مطلقي الدعوة، والذي رفض ذكر اسمه بسبب الملاحقات الأمنية، فإن إعلام الدولة وجه سبابًا للشباب لمقاطعة الانتخابات في مرحلتها الأولى على الرغم من أن الشعب كله قاطعها ، وقد فكرنا "فى تحويل احتجاجنا السلبي (بالعزوف) إلى احتجاج إيجابي بالدعوة لتجمع شباب مصر أمام السفارات التي تتيح الهجرة أثناء المرحلة الثانية للانتخابات النيابية" نافيًا أن يكون ذلك احتيالاً على قانون التظاهر الذي وصفه بأنه "فشل فى تحجيم التظاهر والاحتجاج". وأوضح أن "الدعوة تمثل رسالة واضحة للنظام أن الشباب كفر بما يحدث فى البلد، مؤكدًا أنها غير موجهة للشباب فقط، بل لكل من رفضوا المشاركة في مسرحية الانتخابات البرلمانية". "فارس جواد" أحد المشاركين في الحملة كتب على الصفحة المخصصة للدعوة قائلًا: "لأن الظلم وصل لقمّته، ولأن القمع وصل لقمّته ولأن السرقة أصبحت جهارًا، ولأن السيسي رئيس الجمهورية، ولأن الزند يرى أن القضاة أسياد البلد، ولأن الشرطة والجيش يرون أن مصر بلدهم ونحن غرباء.. سايبنهالكم". وكانت انتخابات المرحلة الأولى قد شهدت مقاطعة كبيرة من قبل الناخبين، كما شهدت بداية المرحلة الثانية اليوم ضعف إقبال واضح على اللجان، وسط المحاولات المستمرة من اعلام الانقلاب في حشد الناخبين ونزول المواطنين لكن دون جدوى.