فضيحة جديدة تضاف إلى سجل فضائح الانقلاب العسكري الدموي؛ وهي المقاطعة الشعبية غير المسبوقة من الشعب لانتخابات "برلمان الدم"، والعزوف الجماهيري الواسع الذي كشف عورة الانقلاب، وأظهر اللجان خاوية على عروشها إلا من أفراد قليلة لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة. هذه المقاطعة ليست رأيا أو انحيازا لهوى، ولكن اللجنة العليا لانتخابات الدم أثبتت ذلك صراحة عبر تأكيدها أن نسبة المشاركة حتى الساعة ال3 من عصر اليوم الأحد بلغت 2.27%، وهي نسبة متدنية للغاية، تشير إلى أن نسبة المشاركة الإجمالية لن تزيد عن 10% في أحسن الأحوال. وتبدو الفضيحة جلية عند مقارنة هذه المهزلة بانتخابات 2011 التى فاز الإخوان المسلمون بها، والتى تباهي الجميع بنزاهتها وشفافيتها وطوابيرها الممتدة لمئات الأمتار أمام معظم اللجان بجميع المحافظات وسط مشاركة من جميع الأحزاب والقوى السياسية، دون إقصاء لأحد، فكان الاختيار متاحا أمام الجماهير بين الإخوان أو حزب النور أو الكتلة المصرية أو الوفد أو حتى الفلول، الذين شاركوا بعشرات المرشحين ونجح بعضهم في دخول برلمان الثورة، الذي كان معبرا بحق عن جميع أطياف الشعب المصري. في هذا التقرير نقارن بين طوابير انتخابات 2011 ولجان 2015 الخاوية، موثقين ذلك بالصوت والصورة اللذان يكشفان رفضًا شعبيًّا عارمًا لمسار 3 يوليو الدموي، الذي انقلب على ثورة يناير وأول تجربة ديمقراطية حقيقية في البلاد، وأدخل بلادنا في دوامة لن تنتهي إلا بزوال الانقلاب والقضاء على آثاره الكارثية على المجتمع والشعب والدولة. الدقي بالجيزة انتخابات 2011 أسيوط 2011