"غوانتانامو مصر.. المقبرة".. هذه بعض أوصاف سجن العقرب شديد الحراسة والتي يطلقها عليه ذوو السجناء السياسيين القابعين بالسجن والذي يضم العديد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ورموز ثورة يناير ورؤساء الأحزاب والإعلاميين المناهضين المعارضين لحكم العسكر. السجن شديد الحراسة من الخارج شهد خلال الفترة الماضية تشديد من نوع آخر علي السجناء داخل زنازينهم خاصة منذ تولي مجدي عبد الغفار حقيبة وزارة الداخلية ، حيث تم التضييق علي المعتقلين فيه بشكل كبير من خلال منع الزيارات عنهم وتقديم القليل من الطعام والشراب اليهم ووضعهم في زنازين إنفرادية وممارسة ابشع اصناف التعذيب بحقهم، وتعمد ترك اماكن تواجدهم دون نظافة ، فضلا عن حرمان المرضي منهم من العلاج ،الأمر الذي تسبب في وفاة عدد من المعتقلين خلال الاشهر الماضية كان آخرهم الشيخ مرجان الجوهري. بداية تشكو د.علا رافعي زوجة الدكتور مجدي قرقر، أمين حزب الاستقلال، والمعتقل في سجن العقرب، ما يتعرض له زوجها وباقي المعتقلين السياسيين بالمعتقل من قتل بطيء، وقالت -في مداخلة مع قناة "الجزيرة مباشر"-: "إن الزيارة ممنوعة عن زوجي منذ أكثر من شهرين مثله مثل بقية المعتقلين في سجن العقرب، مؤكدة أنهم تعرضوا خلال آخر زيارة التي سبقت عمليات منع الزيارة، قيام الضباط بالاستيلاء على تصاريح الزيارة الصادر من النيابة وقيل لهم بعد انتظار دام أكثر من 5 ساعات تخلله توجيه الشتائم والإهانات لهم: "مفيش زيارة واللى عايز يحط أمانات يقعد واللى مش عايز مفيش زيارات، مشيرة إلى أن ذلك الوضع تكرر أكثر من مرة، وفي كل مرة تمنع الزيارة ويتم تسجيل تصاريح الزيارة دون السماح للأسر المعتقلين بالزيارة، وينتهي الأمر بإخراج أهالي تحت تهديد القوات الخاصة والأمن المركزي. وعن الظروف الصحية للدكتور مجدي قرقر، قالت: "كان يعاني من مشاكل طبية في الظهر منذ عام 2009 والأمر يحتاج رعاية خاصة، إضافة إلى أنه مصاب بالضغط ولديه مشاكل في القلب وفيروس سي، والنقرس، وحساسية فى الصدر، ونتيجة منع التريض داخل السجن أصيب بهشاشة فى العظام، وخشونة فى المفاصل ، مشيرة إلى أنه ومنذ قدوم وزير داخلية الانقلاب الجديد "مجدي عبد الغفار"، تم منع الأدوية عنهم بشكل نهائي، وهو يحتاج إلى دواء الكبد لإصابته بفيروس سي، كما تم إغلاق "الكنتين" طوال شهر رمضان، في ظل عدم وجود وجبات آدمية من السجن، ومنع المياه النظيفة، وحتى الساعات، حتى لا يتعرف المعتقلون على مواعيد الإفطار والسحور، ما أدى لانخفاض وزنه ما يقرب من 25 كيلو جراما. وقالت عائشة الشاطر –نجلة المهندس خيرت الشاطر- ذهبت أسرتي لزيارة أبي وأخي وزوج أختي وتمكنوا من رؤيتهم بعد قرابة أربعة شهور من انقطاع عن أخبارهم أو معرفة أي شيء عنهم، وعلى الرغم من أنهم فقدوا من أوزانهم أكثر من 30 كيلو مما يتسبب في هبوط حاد لوالدي مع كبر سنه وأمراض القلب والسكر والضغط التي يعاني منها، وعلى الرغم من أن الزيارة كانت ثلاث دقائق إلا أننا وجدناهم صابرين وثابيتن، مشيرة إلى أنه على الرغم من أنهم نالوا من أجسادهم إلا أنهم لم يتمكنوا من النيل من إرادتهم. وأضافت –عبر صفحتها على "فيس بوك"- قائلة: "فعندما تسمع فقط أن أبي الحبيب دونا عن غيره يأتي خصيصا له مساعد وزير الداخليه ورئيس مصلحة السجون وتشكيل كبير من اللواءات وقيادات الداخلية فقط لإخراجه من زنزانته وحضور زيارته، على الرغم من أنه مقيد اليدين بالكلبشات وبزنزانة انفرادية منقطع عن اي اخبار خارجية، ورغم ذلك يهيبونه ويخافونه.. كل هذا الخوف، ومع كل هذا يسير بينهم في عزة وثبات.. تراه سيدا عزيزت بينهم.. واثق الخطي يسير في طمأنينه وهم في قلق واضطراب يتباهون بأصواتهم العالية وهم ينادون بوضع الكلبشات في يديه في تلك الدقائق وهو يري أسرته من وراء الحائل الزجاجي.. فما يكون منه إلا أن يضعها غير مبال بفعلهم.. و يدخل مبتسما على أسرته منحنيا لمحاولة الإمساك بالسماعه والتواصل مع أهله.. ظنوا أنهم حجبوا التقاء الأجساد وحتى إشارات اليد التي تنقل حرارة الأشواق ولكن مهما فعلوا او ظنوا فلن يستطيعوا حجب وصال بالأرواح يكون.. أو تسمع كلمات أخي الحبيب عن ان الحمد لله، رغم كل هذه التضييقات فالحمد لله إننا في معية الله في صف الحق لا الباطل وأحسن ما نبقي بره في فتن الدنيا وتشكو إيمان محروس –زوجة الصحفي أحمد سبيع– تفاجئها عند لقاء زوجها بعد أكثر من 3 شهور من منع الزيارة، بفقدان أكثر من نصف وزنه وبطول شعره ولحيته، مؤكدة في الوقت ذاته تأكيده علي تمتعه بروح معنوية مرتفعة وثقته في نصر الله.
وتروي والدة المهندس جهاد الحداد –عبر فيس بوك– جانبا من معاناة نجلها، قائلة: "آخر مرة رأيت ابني جهاد الحداد كان منذ شهرين وكان قد فقد 25 كيلو من وزنه بسبب سياسة التجويع التي يمارسها سجن العقرب مع المعتقلين السياسيين، حيث طعامهم الوحيد المتاح هو ما يعطونهم من طعام السجن وأضافت: "أنا لا أتحدث عن رائحته الكريهة، أو منظره في الجرادل القذرة، أو لونه البنى الباهت، أو عدم وجود أى ملح فيه فضلا عن عدم وجود أى مادة سكرية على مدار 3 شهور الآن، ولكن حتى الكمية لا تكفي إطعام طفل صغير، ولو أعطوهم خبز صالح للأكل لكفاهم.. لا ماء ولا ملابس إلا ما عليهم فقط ولا صابون لغسل وجوههم حتى منذ 3 شهور. وتابعت قائلة: "أن تفقد 25 أو 30 كيلو من وزنك رغم أنك مسجون فى قبر 1,7 متر فى 2 متر.. و لا مجال لأي حركة لأن باب الزنزانة الانفرادى لا يفتح أبدا، فهم لم يخرجوا منها منذ النطق بالحكم آخر شعبان.. الهدف المعلن صراحة هو قتلهم و قد قالوها لهم مرارا.. والله .. لولا الله لما تحملوا كل ذلك منذ سنتين ..أتعلمون من يمنعكم؟.. مالك الملك من بيده الخلق والأمر .. هو حسبنا ونعم الوكيل". واشتكت أسرة الدكتور باسم عودة -وزير التموين في حكومة هشام قنديل- من منع الزيارة عنه، وقال شقيقه بهاء عودة ، -عبر صفحتة على فيس بوك-: "ذهبت الأسره لزيارة أخي فقاموا بإدخال 3 زيارات ثم منعوا الباقين بعد ذلك.. الحِجج كتير منها كده كفايه!!! الوقت اتأخر!!!! تعالوا يوم السبت!!.. المُحصله هى العوده بدون رؤية أخى.. لا أجد كلاما أعلق به على ما يحدث من بشر فى القرن الواحد والعشرين".