الاعتداء على نزلاء وينج H4.. تجريف الزنازين بالكامل.. ونقل عدد منهم لأماكن مجهولة.. منع الزيارة عن البلتاجي وتدهور حالة «شعبان» بالتزامن مع تولي اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، خلفًا للواء محمد إبراهيم، بدأت إدارات السجون حملة تضييق وتعذيب على المعتقلين وخاصة سجن طرة، وتحديدًا النزلاء السياسيين بسجن العقرب "شديد الحراسة". وفي حديث ل"المصريون" مع رابطة أسر معتقلي طرة، قالوا إن زيارة المعتقلين بالعقرب، قبل إقالة وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم كانت تستمر لما يقارب من نصف ساعة، مع عدم منع دخول أية كميات من الأطعمة أو الأدوية والملابس والبطاطين، وذلك حتى يوم الاثنين الماضي. وأضافوا أن مع بداية تولي اللواء مجدي عبدالغفار، الوزارة، استمر التفتيش في سجن العقرب ثلاثة أيام متواصلة بداية من الاثنين حتى الأربعاء، في عنابر إتش 1 و2 و3 و4، وقامت إدارة السجن بمصادرة كل البطاطين التي تم إحضارها من أسر المعتقلين لذويهم، وكذلك من الدواء عنهم، وإدخال عينات بسيطة وقليلة جدًا من الأطعمة بعد أن كان مسموحًا بإدخال أية كمية. وأشاروا إلى أن الزيارات بدأت إدارة السجن في منعها تمامًا، مع دخول وجبات لا تكفي سوى طفل رضيع، وأن في آخر زيارة تم منع دخول وجبة من 15 كيلو سمك على غرار نظام "الطبلية" المتبع من أسر المعتقلين، وتم إدخال ثلاث سمكات فقط، ونظام الطبلية نظام يطبقه أسر المعتقلين، بحيث تعد إحدى الأسر وجبات لتجمع من المعتقلين خلال كل زيارة، وذلك بالتناوب فيما بينهم. ولفتوا إلى أن إدارة سجن العقرب قامت بإغلاق "كانتين" السجن، لمنع الطعام المدني والمعلبات والعصائر عن المعتقلين، بالإضافة لاستبدال الملابس المدنية بملابس "ميري"، وملابس الميري معروف عنها رداءتها وبعضها مصنوع من الخيش، لا تقي برودة الشتاء وتسبب أمراضًا في فصل الصيف.
التضييق على ذويهم في الزيارات وبشأن مدة الزيارة، قالت رابطة أسر معتقلي طرة، إنه بعد أن كانت الزيارة تصل للنصف ساعة تم اقتصارها على خمس دقائق فقط، مع منع الأطفال دون الرضع من رؤية آبائهم، وآخرها منع طفل ثلاث سنوات تعلق برجل والدته رغبة في رؤية والده المعتقل، حتى سقط من سلم داخل مكان الزيارة وأصيب بكسور في جسده. كما منعت إدارة السجن دخول أطعمة خاصة بأحد السجناء، وسمحت فقط بإدخال ثلاث ملاعق رز وقطعتين كفتة، مع سحب تصريح الزيارة من صاحبتها بعد اعتراضها على منع دخول الوجبات. وأكدت الرابطة أن إدارة السجن أدخلت على نزلاء إتش 4 وينج 4 عساكر لضربهم بالعصيان وإهانتهم، ومن يعترض على ذلك يتم وضعه في عنابر التعذيب والانفرادي. ناشدت رابطة أسر معتقلي سجن العقرب جميع الجهات القانونية والحقوقية ووسائل الإعلام والأفراد الأحرار بتصعيد قضية المعتقلين بسجن العقرب، وإبلاغهم بالإجراءات اللازمة لحماية المعتقلين مما يتعرضون له في السجن من انتهاكات خطيرة وغير مسبوقة، منذ تولي اللواء مجدي عبدالغفار، وزارة الداخلية. وبلغ التصعيد أشده، الثلاثاء، مع ابتداء تنفيذ قرارات الاجتماع الأمني الكبير الذي انعقد في سجن العقرب، بتجريف زنزانات المعتقلين بالكامل، والتعدي على كل من يعترض من المعتقلين وإدخالهم التأديب، والتجريف هو سحب جميع متعلقات المعتقل، وإفراغ زنزانته من كل ما فيها من أغطية وملابس وطعام وكتب لمن يدرس منهم، وتجريدهم من ملابسهم. كما منع إدخال الأطفال إلى مكان الزيارة برغم إحضارهم لشهادات الميلاد، واضطرت الأمهات لتبادل الجلوس مع الأطفال لحين انتهاء زيارة كل أم، وضجت الاستراحة ببكاء الأطفال وسط صدمة الأمهات من هذا القرار غير المسبوق. ومنعت الزيارة بصورة كاملة عن عنبر h4، وهو أحد عنابر العقرب الأربعة بسبب اعتراض بعض الأسر والمعتقلين على التشديدات الجديدة في الزيارات.
انتهاكات حقوقية المحامي خالد المصري، الناشط الحقوقي، من جانبه قال إنه تم منع كميات الأطعمة من الدخول في زيارات سجن العقرب والاكتفاء بوجبة واحدة فقط بدءًا من الأربعاء، تكفي لشخص واحد فقط، وأن هذا الإجراء دائم ومبرراتهم أنها التعليمات الجديدة طبقًا للوائح مصلحة السجون. وأضاف المصري أن تبني مصلحة سجون عملية تسجيل الزيارات بأولوية الوصول لسجن العقرب وسوف يمنع من الزيارة كل من وصل متأخرًا، وأكد إغلاق "الكانتين" الخاص بالسجن وتفريغ محتوياته بدون سبب معلن على الرغم من أن المحبوسين لهم أرصدة مالية في الأمانات. وأشار إلى أنه مع ذلك تقبل إدارة السجن الأمانات ولا يتم وضعها إلا من خلال التصريح، والجديد هو إعطاء الدافع إيصال استلام بالمبلغ الذي أودعه في الأمانات. وأوضح أن الحملة شملت تجريد العنابر من كل شيء حتى الزيارات عادت بنفس كميات الأطعمة التي دخلت بها ولما سألت إدارة السجن هل الإجراءات هذه دائمة أم مؤقتة قالوا دائمة.
مآسي الإسلاميين وحول أحوال المعتقلين السياسيين بسجن العقرب، نفت السيدة أم معاذ، زوجة الدكتور محمود شعبان، أستاذ الفقه والبلاغة بجامعة الأزهر، وأحد المعتقلين، تحسن حالته الصحية، بعد علاجه بمستشفى ليمان طره. وقالت ل"المصريون"، إن منذ خروج زوجها من مستشفى ليمان طره، لم نقم بعمل أي تحاليل له داخل السجن، على الرغم من عرضنا علاجه على نفقتنا الخاصة إلا أن هناك تعنتًا كبيرًا من جانب مصلحة سجون طره. وأضافت أن زوجها بحاجة ماسة للعلاج الطبيعي، وبعد رفض إدخاله، الآن يقرأ القرآن بنية الشفاء، مع متابعة أطباء محتجزين معه لحالته الصحية. واتهمت زوجة الداعية محمود شعبان، إدارة السجن بالتعنت معها خلال زيارته ومنعها من إدخال الأطعمة والملابس التي أحضرتها له، مشيرة إلى أن الدكتور كتب له "رنين مغناطيسي"، بعد تعرضه لشلل نصفي، داخل المستشفى. وأشارت إلى أن زوجها مصاب بانزلاق غضروفي منذ زمن، ضاعف من إصابته بالجلطة، الأمر الذي يعرضه لآلام شديدة أثناء قضائه حاجته، في غرفة بداخلها ثلاثة معتقلين، على الرغم من كونها لا تصلح سوى غرفة لشخص واحد. وقالت سناء عبدالجواد، زوجة الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إنه منذ إقالة وزير الداخلية محمد إبراهيم ساءت الأمور أكثر مما هي سيئة داخل سجن العقرب، وبدأت التشديدات بطريقة مبالغ فيها، خاصة في الزيارات التي لا تتعدى مرتين شهرين، ولمدة خمس دقائق للزيارة الواحدة فقط. وأضافت "عبدالجواد" ل"المصريون" أن حالة من الاستياء والتذمر سادت بين معتقلي سجن العقرب، الأمر الذي دفهم لإبداء رفضهم واستهجانهم عبر التخبيط على الأبواب، خاصة بعد توارد أنباء عن نقل عدد من المعتقلين من العقرب إلى أماكن مجهولة. وأشارت إلى أنها لم تر زوجها الدكتور محمد البلتاجي منذ ما يزيد على الشهر، كما أن هناك صعوبة في الحصول على تصريح لزيارته. كما رفضت إدارة سجن طره السماح بإدخال الأطعمة والكتب المقدمة لأنس البلتاجي، الذي لم يختلف حاله كثيرًا عن حال والده. وطالبت عبدالجواد المنظمات الحقوقية والقانونية بالتحرك لإنقاذ المعتقلين بسجن العقرب من الممارسات السيئة والانتهاكات التي تمارس بحقهم من قبل إدارة السجن، والتي فسرتها بمجرد الضغوط لإجبار القيادات المعتقلة على الرضوخ والقبول بأشياء معينة.