تبددت أحوال السجناء السياسيين والإسلاميين خاصة، منذ تولي اللواء مجدي عبدالغفار وزارة الداخلية خلفا للواء محمد إبراهيم، تلك الأحوال التي كانت سيئة من البداية. وفي تطور سريع للانتهاكات التي تلاحق المعتقلين وذويهم بسجن العقرب، أعلنت مصلحة سجون طره رسميا منع الزيارات بدءًا من أمس السبت، وعدم منح أي تصاريح جديدة لذوي المعتقلين وذلك لأجل غير مسمى. وقالت زوجة الدكتور محمود شعبان، أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر، وأحد المعتقلين الإسلاميين، إن النيابة العامة رفضت منحهم التصاريح، ورفض الزيارات بكل أشكالها. وأضافت ل"المصريون" إدارة سجن طره زعمت الخميس الماضي أن التصاريح التي في أيدي ذوي المعتقلين مزورة، وكانوا يصادرونها منهم. وكانت مصلحة سجون طره، قللت من فترة الزيارة من نصف ساعة إلى عشر دقائق لخمس دقائق، لمنع الزيارات نهائيا مع مطلع الأسبوع الجاري. فيما كان رد فعل النيابة العامة، منذ أسبوع على احتجاجات أهالي المعتقلين، أنها تعلم ما يحدث لهم بالداخل وتوفيق أوضاع السجناء مسألة وقت. وتتكرر الانتهاكات بحق زوجات المعتقلين وكان آخرها محاولة الاعتداء على زوجة نزيل بالعقرب، من قبل عساكر الأمن المركزي، بعد محاولتها رؤية زوجها، وانتظارها أمام السجن حتى عصر الخميس الماضي. وقالت الدكتورة نهى دعادر زوجة "عصام سلطان" نائب رئيس حزب الوسط، إن حالة من التشديد تمارسها إدارة سجن العقرب على زوجها، إذ جردت "سلطان" وكل من في السجن من كل لوازمهم الشخصية بما فيها الأدوية والمصاحف والبطاطين، وكذلك الأطعمة التي دخلت لهم بعد طول كفاح. وأضافت "دعادر" عبر حسابها الشخصي على موقع "فيس بوك": "سلطان ممنوع عنه الزيارات وساعة التريض ألغيت وتم تجريده وكل من في سجن العقرب من كل شيء إلا ملابس السجن الميري الصيفية في زنزانة انفرادية على الأرض حتى الدواء والساعة والمصحف والبطانية الوحيدة التي أدخلتها له بعد كفاح وأي أطعمة من المنزل". وتابعت: "ذهبت لزيارته يوم الخميس الماضي.. بعد شهر كامل؛ لأن الزيارات الاعتيادية التي من حق كل مسجون ممنوعة.. ولابد من تصريح نيابة تتعطف به علينا النيابة كل شهر.. وبعد الحصول على تصريح النيابة مني وتسجيل الزيارة وأخد فلوس للأمانات، وبذلك تم "تستيف" الأوراق والأدلة أن الزيارة تمت ولكن الحقيقة أنه تم تركنا 5 ساعات علي بوابة السجن المشدد ليخرج أحد العساكر في النهاية ليخبرنا أن "مفيش زيارة". وأكملت: "وهذا السيناريو تكرر مع كل من ذهب للزيارة بالمشدد الأربع أيام السابقة لزيارتنا، وبذلك فلا أحد يعلم شيئا عما يحدث داخل العقرب". ومن ناحيته، قال المحامي خالد المصري، عضو لجنة الدفاع عن المتهمين المعتقلين بسجن العقرب، إن النيابة أخبرت أهالي المعتقلين بمنع الزيارة رسميا ورفض التصاريح، لأجل غير مسمى، ومنعت إدارة السجن ذوي المعتقلين من زيارتهم اليوم السبت. ونصح المصري في وقت سابق أسر السجناء والمعتقلين السياسيين بعدم زيارة ذويهم هذه الأيام بسبب التشديد والتصعيد في سجن "العقرب". وكانت إدارة سجن العقرب بأوامر من وزير الداخلية الجديد قامت بالتضييق على أهالي المعتقلين خلال الزيارات، وضربهم داخل عنبر H4، ومنعت الأطعمة والأدوية والكتب والبطاطين، وصادرت متعلقات النزلاء واستبدالها بمتعلقات ميري، ونقلت عددا منهم لعنابر الانفرادي والتعذيب. ولم يكن نزلاء سجن أبو زعبل، شرقي القاهرة، أفضل حالا من أقرانهم المحتجزين بسجن العقرب، والذين يمارس بحقهم أشد وسائل التعذيب والتنكيل، وسط مضايقات لأهاليهم في أثناء الزيارات. وبحسب محمد جلال، القيادي بالجبهة السلفية، فإن المعتقلين بسجن أبوزعبل يواجهون تضييقا أمنيا غير مسبوق، كما نقل 35 واحدا منهم إلى الزنازين الموجودة في بدروم السجن، ذات المساحات الضيقة والحمام المغطي بستارة صغيرة، والممتلئ بكل أنواع الحشرات والفئران. وطبقا لشهادات ذوي المعتقلين، فإن نزلاء أبوزعبل، لا يروون الشمس ولا يسمح لهم بالتريض طوال أسبوع. وتنتشر الأمراض الجلدية بشكل غير طبيعي داخل أبو زعبل بسبب عدم فتح الزنازين، كما نُقلت حالات كثيرة لعنابر العزل الصحي، ورغم ذلك إدارة السجن ترفض علاج المعتقلين. وأشار الأهالي إلى أن السجن يرفض إخلاء سبيل السجناء الحاصلين على عفو صحي من قبل النائب العام، كما تمنع إدارة السجن دخول الأطعمة بكل أنواعها للمساجين. وعلى غرار ما يحدث في سجن العقرب، منعت مصلحة سجون أبو زعبل، دخول الملابس المدنية للمعتقلين، وإجبارهم على ارتداء الملابس الميري. وتتعرض زوجات المعتقلين لمعاملة سيئة خلال الزيارات تصل للتعدي اللفظي والبدني والتحرش بهن وتفتيشهن بطريقة مهينة. ونقل 18 معتقلا منذ يومين دون أسباب لعنبر التأديب. وتشهد السجون المصرية عامة، وخاصة تلك التي تأوي المعتقلين السياسيين، وبالذات الإسلاميين منهم حالة من التشديد والتعسف بحق النزلاء، منذ تولي اللواء مجدي عبدالغفار وزارة الداخلية خلفا للواء محمد إبراهيم، رغم أن حالة السجون كانت سيئة في الأساس.