رغم أن السيسي يحكم مصر فعليًّا منذ عامين وبالتحديد منذ انقلابه المشئوم على مكتسبات ثورة يناير والرئيس المنتخب فى 3 يوليو ؛2013 إلا أن وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية نشرت اليوم السبت تحليلا عن الوضع السياسي في مصر، بعد عام من حكم قائد الانقلاب خلصت فيه إلى أن السيسي يقتل حلم المصريين فى الحرية والديمقراطية وخلق حالة من التمزق الاجتماعي والانسداد السياسي غير مسبوقة فى تاريخ البلاد. فى البداية ينتقد كاتب التحليل كلمات لمقدم برنامج حواري على قناة روتانا مصرية الموالية للانقلاب، والذي قال: "إما أن نكون مع السيسي أو ضد مصر"، فالسيسي، بحسب المذيع، هو مصر، والوقوف ضده خيانة. ويرى الكاتب أنه "بعد عام على تولي الجنرال، أغلق السيسي المجال السياسي وبات يدير البلاد كعرض لرجل واحد"، بعيدا كل البعد عن صراخ الملايين المطالبة بالديمقراطية، عندما أطاحت بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عام 2011. وراح الكاتب يرصد حالة الانسداد فى كافة المجالات، مشيرا إلى امتناع نظام السيسي عن إجراء انتخابات نيابية، منذ عام 2012، فالأحزاب السياسية، بحسب الكاتب، ساكنة، ما يعني انعدام وجود سجال سياسي حقيقي، إذ يجري الاكتفاء بالقوانين التي يصدرها السيسي. وفى مجال الأمن والحريات يضيف الكاتب، أن الشرطة والأجهزة الأمنية تعمل من دون محاسبة تقريبًا، وسط أحاديث ناشطين حقوقيين عن عودة التعذيب وسوء المعاملة والاعتقال التعسفي بما يتجاوز عهد مبارك، فضلا عن قانون صارم ضد التظاهر يجري العمل به منذ أواخر عام 2013. وعرج الكاتب إلى انعدام حالة العدالة فى البلاد فى ظل حكم السيسي لافتا إلى أن القضاء بعد الانقلاب يساند عنف الأجهزة الأمنية على نحو لم يشاهد حتى في أيام مبارك، نظرًا لأحكام الإعدام الجماعية، فضلاً عن الآلاف الذين يرزحون في السجون، وبينهم مئات العلمانيين واليساريين. ويطرح التحليل تساؤلا حول ما يتردد بأن السيسي يدعم إضعاف المعارضة وإسكاتها أم أنه غير قادر على فرض إرادته على مراكز القوى العديدة في الدولة المصرية، والتي يحتاج إلى دعمها، مثل القضاء والإعلام ورجال الأعمال الأثرياء والوكالات الأمنية. وفيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، يرى الكاتب أن إطلاق هذه "الحرب" على أيدي وكالات الأمن، يغذي الرسالة الشاملة في محطات التلفزيون بأن الوقت ليس مناسباً للمعارضة. أما المنظمات غير الحكومية التي كان متاحا لها مساحة نسبية من العمل في ظل مبارك، فتخضع الآن، لتدقيق أمني شديد، وتوقفت عن أنشطتها المثيرة للجدل كما غادر الكثير من منظمات حقوق الإنسان الدولية البلاد. ويسلط الكاتب الضوء على مظاهر القمع التي باتت سمة لحكم السيسي، ومن بينها رفع علامة رابعة التي ترمز إلى تأييد جماعة "الإخوان المسلمين"، منتقدا هتافات صحفيين مصريين كانوا يرافقون السيسي فى زيارته لألمانيا عندما دافع عن أحكام الإعدام الجماعية وعندنا هتفت طالبة محجبة فى وجه السيسي"أنت قاتل" مرددين "تحيا مصر". ويختم الكاتب تحليله، بما كتبه أحمد عبد ربه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في مقال، قائلا: "لقد اختفت المؤسسة التشريعية في البلاد، وتجمد النشاط السياسي ولم يتبق في المشهد سوى السيسي".