د. قرقر: تهالك الطرق وغياب التخطيط يزيد الأزمة د. حزين: الطرق السريعة الأكثر خطورة مرورية د. فرج: بنية تحتية فقيرة وصيانة غائبة دائما باتت حوادث الطرق والسكك الحديدية من أكثر الحوادث دموية والتى لا يكاد نزيفها يتوقف بين الحين والآخر. وطبقا للإحصاءات الرسمية فإن هناك أكثر من 12 ألف قتيل و40 ألف مصاب سنويا بسبب حوادث الطرق والسكك الحديدية لأسباب متعددة. وطالب خبراء بضرورة اتخاذ إجراءات تنفيذية للحد من خطورة هذه الحوادث، مشيرين إلى أن شبكات الطرق البرية والسكك الحديدية بحاجة إلى تطوير حقيقى، باعتبار أن تهالك الشبكات أحد أسباب هذه الحوادث. ويقول الدكتور حزين أحمد حزين، أستاذ الطرق والمرور بهندسة القاهرة، إن السبب الرئيسى والعامل الأكثر انتشارا فى أغلب حوادث الطرق هم سائقى النقل، خاصة على الطرق السريعة، فدائما ما يعملون وسط ضغط عصبى وتعب وإرهاق، والكثيرون منهم يكونون تحت تأثير المخدرات. وأضاف أن هناك جانبا فنيا أيضا يتسبب فى الحوادث يتمثل فى الطرق والأخطاء التى يرتكبها القائمون على إنشائها وخاصة الطرق السريعة. وأشار إلى وجوب إلغاء ظاهرة المقطورات، موضحا أن مصر هى الدوله الوحيدة فى العالم التى يوجد بها مثل هذه المقطورات التى تتسبب فى كثير من الحوادث المرورية، إضافة إلى أن السائق يزيد من حمولتها، مما يؤدى إلى وقوع حوادث ورفع الأحمال على الطرق مع العلم بأن مثل هذه الطرق تكون مصممة بأحمال معينة. وتابع أن هناك أكثر من 120 طريقا سريعا فى مصر، تعتبر من أكثر الطرق خطورة، ومنها طريق مصر- إسكندرية الصحرواى وطريق مصر- السويس. وفى هذا السياق، قال الدكتور مجدى قرقر، أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة: إن الطرق متهالكة ولا تخضع لمعايير التخطيط والتصميم والتنفيذ والصيانة. وأوضح أن هناك عوامل جودة محددة تخضع لها عملية تنفيذ الطرق وترتبط بكثافة الحركة عليها، فضلا عن نوعية التربة ونوعية النقل إذا كان شاحنات أو نقلا عاديا. وأضاف أن مصر تحتل مرتبة متقدمة عالميا من حيث أعداد القتلى فى حوادث الطرق، وكذلك من حيث بشاعة تلك الحوادث، مشيرا إلى أن الطرق فى مصر تعبر عن أزمة حقيقية فى التخطيط العمرانى؛ فالنقل الثقيل يسير فى الطرق نفسها التى يسير بها النقل الخفيف وهو ما يؤدى إلى أكثر من نصف الحوادث التى تحدث بالطرق. صيانة السكك الحديدية وبدوره، أكد الدكتور أحمد فرج، أستاذ هندسة النقل بجامعة القاهرة أن البنية التحتية للسكك الحديدية فى مصر فقيرة ومتهالكة أيضا؛ بالإضافة إلى أن العاملين فى هيئة السكك الحديدية فى مصر لم يتلقوا دورات تدريبية حديثة على التعامل مع القطارات، وكذلك فترات الصيانة والتى من المفترض أن تكون دورية. وقال إنه لا أحد يهتم بالصيانة الاهتمام الكافى لتجنب الحوادث، علاوة على عدم وجود أجهزة "التراسونيك" لقياس الشروخ الموجودة فى العجلات، كما لا توجد أجهزة لقياس درجات الحرارة فى المحركات، أو أجهزة صيانة أو قطع غيار حديثة. وأضاف أنه من المسببات التى لها دور فى وجود حوادث كثيرة فى السكك الحديدية هو عدم العزل المتقن لكابلات الطاقة بين العربات وهو السبب الرئيسى فى اشتعال بعض عربات القطارات. وأشار إلى أن تجربة قطارات مترو الأنفاق من أنجح التجارب الخاصة بموضوع القطارات، وأن دراسة وجوده فى عدد أكبر من محافظات مصر فكرة ناجحة؛ خاصة أن خدمة مترو الأنفاق باتت هى الوسيلة الأكثر راحة وأمانا للمواطن المصرى ويستخدمه أكثر من مليون مواطن عبر تحركاتهم اليومية فى القاهرة الكبرى. النقل النهرى ومن جانبه، رأى الدكتور مصطفى صبرى، أستاذ النقل بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أنه يمكن تقليص حوادث الطرق من خلال التوسع فى النقل النهرى ومد خطوط مترو الأنفاق إلى أماكن مختلفة من أجل تقليل حدة المرور وتخفيض أعداد الحوادث على الطرقات. وأشار صبرى إلى أن من يستخدمون السكك الحديدية والنقل النهرى لا يتعدون ال5% من مجمل مستخدمى وسائل النقل والباقى يستخدم الطرق البرية، مما يؤدى إلى انهيارها بصورة أسرع مما هو مخطط لها.