لم تمض أيام قليلة على تعيين مفتي العسكر "علي جمعة" رئيسًا لقناة الناس بعدما قام رجل الأعمال محمد الأمين الموالي للانقلاب ورئيس مجموعة قنوان" السي بي سبي" بشرائها مؤخرًا إلا وصدر قرار متزامن معه بتعيين جمعة لمنصب رئيس مجلس إدارة المراكز الطبية بفروعها المختلفة عبر محافظات، التي استولى عليها الانقلاب في إطار حملته الممنهجة لنهب ممتلكات ومشروعات جمعيات الإخوان الخيرية. هذه المناصب هي مكافآت صريحة حصدها مفتي العسكر جرّاء مواقفه وفتواه الخادمة للانقلا ب وقادة العسكر، والتي بلغت حد تبرير القتل واستباحة دماء المعارضة. فتاوى تأييد العسكر توالت مواقف علي جمعة "مفتي العسكر" لتأييد كل ما يصدر عن الانقلاب العسكري، فدعا المصريين للتصويت ب«نعم» بكل اللغات في استفتاء الدم، قائلًا: «من سيخرج للتصويت فالله يؤيده، سنقول نعم يعني (YES) لمن لا يعرف العربية". وفي فترة الانتخابات الرئاسية، قال علي جمعة -خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر حملة دعم السيسي للانتخابات الرئاسية، الذي أقيم بالحديقة الجانبية لقاعة المؤتمرات-: "إننا نختار بقلوبنا وليس بأصواتنا فقط الفارس النبيل عبد الفتاح السيسي". نفاقه لمبارك بنفس نهج الرياء والنفاق الذي مارسه مفتي العسكر في ظل دولة الانقلاب، وحصل بمقتضاها على أطماعه في التقرب من السلطة وحصد المناصب؛ حيث يتوقع البعض حصوله على منصب شيخ الأزهر. مارس أيضًا جمعة النهج نفسه في عهد مبارك؛ حيث كانت له فتاوى مأسورة تكشف حجم ريائه، كان أبرزها "حسني مبارك هو ربّ الأسرة المصرية"، "مبارك هو القائد الفارس النبيل"، "علاء مبارك وزوجته وابنُهما سيَدخُلون الجنة". وفي الثورة خرج يحرم الخروج على الحاكم، بل أمر المصريين بصلاة الجمعة في منازلهم تحت زعم درء الفتنة. تولى جمعة عدة مناصب في عهد مبارك؛ أبرزها: عضوية مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وهيئة كبار العلماء، وتعيينه بمنصب الإفتاء بمصر من 2003 حتى 2013. غضب العلماء أثارت تجاوزات مفتي العسكر غضب العلماء والدعاة على المستويين المحلي والدولي؛ حيث قال عنه الشيخ "القرضاوي" الشيخ علي جمعة لا يعتمد على ما يعتمد عليه العلماء، بل يعتمد ما يعتمده البلطجية.. إنه يؤيد أهل القوة على أهل الحق، ويؤيد الجنود على العلماء، ويؤيد العسكر على الشعب.. ويؤيد السيف على القلم.. ويؤيد السلطان على القرآن، والدولة على الدين". وفي السياق نفسه، أكد الدكتور حسين حلاوة -رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء وأحد علماء الأزهر- أن الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عالم سلطان، واتهامه للمعارضين للانقلاب أنهم خوارج هو دليل على جهله بمعنى الخوارج، فالخوارج هم من خرجوا على الحاكم الشرعي وليس من أرادوا عودة الحاكم الشرعي. وطالب "حلاوة" علي جمعة بمراجعة نفسه؛ لأنه سيترك المناصب ولن ينفعه سلطان ولا جاه يوم القيامة، ويجب أن يتبرأ من هذه الأفعال المشينة التي سفكت الدماء. وتساءل "حلاوة" عن تناقضه في موقفة من مبارك الذي حرّم الخروج عليه، وبين مرسي الذي أباح الخروج عليه، على الرغم من أن الأول حاكم مزور والثاني منتخب.