في واحد من ردود فعل علماء الأمة علي تصريحات منسوبة للدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق بأن جماعة الإخوان من الخوارج، قال الدكتور حسين حلاوة - الأمين العام للمجلس الأوربي للإفتاء وأحد علماء الأزهر- أن:"حديث د.علي جمعة بهذا لا يؤيده لا الكتاب ولا السنة ولا الواقع المشاهد، وإذا كان الدكتور جمعة قد اعتبر جماعة الإخوان التي هي فصيل هام من الشعب المصري، اعتبرهم من الخوارج، فإني أدعوه إلي أن يقرأ ويدرس من جديد ليعلم من هم الخوارج، فمن المعلوم أنهم فصيل قد خرج علي الخليفة الأصلي الشرعي –وهو الإمام علي بن أبي طالب-، أما ما نراه من واقع في مصر،فالحاكم الشرعي والقانوني هو الرئيس الدكتور محمد مرسي، والذي أخذ البيعة القانونية والشرعية من الناس، ويؤيده غالبية جماهير الشعب المصري، ولذا فالذين خرجوا عليه وسجنوه هم الخوارج". وتابع د.حسين في حديث له بقناة الحوار اللندنية:"كنت أتمني من الدكتور جمعة ومن علي شاكلته من الذين أيدوا الانقلاب أن يستغفروا الله سبحانه وتعالي، وأن يعودا إلي رشدهم ليجمعوا الأمة خلف الحاكم الذي اختارته، وفي هذا الإطار لا أريد أن يكون حديثنا عن جماعة الإخوان، فالحقيقة أن القضية قضية الشعب بأكمله الذي اختار من يحكمه، ثم بوغت بمن يخرجون علي النظام والشرعية ويصادرون علي حق الشعب في الاختيار، ولذا يجب هنا أن نتنبه بأن هناك من يريد أن يجعل القضية ويصورها علي أنها بين إخوان وشعب، وهي بالطبع ليست كذلك بل هي قضية الشعب الذي اختار نظاما وحاكما ودستورا ومجلسا نيابيا، ثم جاءت زمرة من الانقلابيين الذين رسبوا في الصناديق، ولم يرتضي بهم الشعب، فأرادوا الوثوب علي السلطة فوق أظهر الدبابات، ثم جاء د.علي جمعة ليشرع لهم هذا". وشدد د.حسين بأنه إذا صح ما سمعناه من إفتاء الدكتور علي جمعة للضباط والجنود بقتل الإخوان والمعتصمين، فإنه وأمثاله يتحملون في رقابهم تلك الدماء التي أريقت، لأنهم بذلك يكونوا قد أعانوا علي قتل نفس بغير حق. وأضاف:"أدعو الدكتور جمعة إلي التوبة والاستغفار من هذا الفعل المشين الذي قسّم الأمة وسفك الدماء، وكنت أظنه وقد غادر المناصب أن يعيد الآن النظر في فتاواه السابقة جمعيها، وأن يبرأ إلي الله تعالي من كل ما كان منها لا يرضي الله تعالي، لا أن تصدر عنه فتوي كتلك، وهو الآن قاب قوسين من لقاء ربه وسوف يُسأل عن هذا كله". وردا علي سؤال حول مصداقية الدكتور علي جمعة وقد كان من قبل ضد ثورة 25 يناير، ومن الداعمين لنظام مبارك حتي اللحظة الأخيرة، أجاب د.حسين:"للأسف أمثال هؤلاء فقدوا المصداقية عند الشعب، والشعوب تعلم بيقين من هم العلماء الربانين ". واختتم –حلاوة- بالتأكيد علي أن رسالة العلماء الأصل فيها أنها لبيان الحق ولسنة النبي-صلي الله عليه وسلم- دون خوف أو وجل أو عمل لحساب أحد سوي الله عزوجل، وهناك للأسف في المقابل علماء معروف أنهم "علماء السلطان"، أو أنه لم يُحصّل العلم إلا ليقال عنه أنه عالم. كذلك ندد د.حسين حلاوة بما فعله الانقلابيون في مصر من جرائم يندي لها جبين الإنسانية جميعها، حتي أنهم لم يرحموا المصابين والجرحي، بل قاموا بحرقهم هم وجثامين الشهداء.