فى الوقت الذى وجهت الجمعية العامة للأمم المتحدة صفعة قوية لضغوط دولة الاحتلال والرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب ضد وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وصوتت بأغلبية كاسحة لصالح تجديد ولايتها لثلاث سنوات إضافية وحصد القرار تأييداً تاريخياً من 151 دولة عضو، ليؤكد بذلك الإجماع العالمي أن الوكالة هي العمود الفقري لتقديم المساعدات الإنسانية لنحو 5.9 مليون لاجئ، وأن دورها لا يمكن الاستغناء عنه. فى المقابل كشفت مصادر مطلعة أن مسئولين في إدارة الرئيس ترامب يجرون مناقشات متقدمة حول فرض عقوبات متعلقة بالإرهاب على الأونروا واعتبارها كيانا إرهابيا وهو ما يثير قلقًا واسعًا داخل وزارة الخارجية الأمريكية بسبب ما قد يترتب عليه من تداعيات قانونية وإنسانية خطيرة من جهة وما قد يترتب عليه من انتقادات دولية للإدارة الأمريكية التى أصبحت تمارس الإرهاب والبلطجة ضد الدول والمنظمات والمؤسسات وضد الأفراد فى مواقف تمثل انتهاكات غير مسبوقة للقانون الدولى .
مجاملة وقحة
هذا التوجه الذى يأتى فى سياق مجاملة وقحة من جانب ترامب لدولة الاحتلال يتجاهل اتفاق وقف اطلاق النار والخطة التى وضعتها الإدارة الأمريكية بنفسها وفرضتها على كل الأطراف -حتى الوسطاء – الذى يقضى ضمن بنوده بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وهو ما يعنى دخول منظمات الإغاثة ومن بينها الأونروا وممارسة نشاطها بحرية لخدمة أهالى غزة وانقاذهم من الفقر والجوع والمرض الذى تسبب فيه الحصار الصهيونى طوال الفترة الماضية خاصة خلال حرب الإبادة. يُشار إلى أن الأونروا تعد شريانًا أساسيًا للمساعدات في غزة والضفة الغربيةولبنانوالأردنوسوريا، وتقدم خدمات التعليم والرعاية الصحية والإغاثية والمأوى لملايين الفلسطينيين. ووصف مسئولون كبار في الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي الوكالة بأنها العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، الذي يشهد كارثة إنسانية نتيجة حرب الإبادة المستمرة من جانب دولة الاحتلال منذ أكثر من عامين على قطاع غزة .
حركة حماس
ورغم هذا الدور، تتهم إدارة ترامب الوكالة بالارتباط بحركة حماس ، وهي مزاعم رفضتها الأونروا بشكل قاطع. وكانت الولاياتالمتحدة —أكبر مانح للوكالة تاريخيًا— قد أوقفت تمويلها في يناير 2024 بعد اتهامات دولة الاحتلال بمشاركة نحو 12 موظفًا من الأونروا في هجوم 7 أكتوبر 2023. وفي أكتوبر الماضي، صعّد ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الاتهامات لوكالة الأونروا، وزعم أنها أصبحت تابعة لحماس، المصنفة أمريكيًا منظمة إرهابية منذ عام 1997 وفق تعبيره . وتشير التطورات الجارية إلى احتمال اتخاذ واشنطن إجراءات غير مسبوقة بحق الوكالة، في وقت تعتمد فيه ملايين الأرواح على خدماتها اليومية.
التعليم
هذه التطورات تكشف عن تجاهل الإدارة الأمريكية الواقع الإنسانى المرير فى قطاع غزة وأنه على مدار سبعة عقود عكفت "الأونروا" منذ تأسيسها في 8 ديسمبر 1949 على تقديم كل وسائل الدعم والخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين، وفي السنوات الأخيرة كرست جهودها لدعم قطاع التعليم والرعاية الصحية والإغاثة الطارئة، عبر مناطق عملياتها الخمس "الأردن، لبنان، سوريا، غزة، والضفة الغربية". ودعمت الأونروا التعليم في مناطق عملها حيث استحوذ على 58٪ من ميزانيتها اعتبارًا من عام 2019، حيث تقدم الوكالة التعليم الأساسي للاجئين الفلسطينيين لمساعدتهم على تطوير المعرفة والمهارات اللازمة لسبل العيش.
الرعاية الصحية
وبالنسبة للرعاية الصحية توفر الوكالة خدمات الصحة الأولية، بما في ذلك رعاية الأمومة والطفولة، وتنظيم الأسرة، والتحصين ضد الأمراض، لمساعدة اللاجئين على التمتع بحياة صحية، جنبًا إلى جنب مع الإغاثة والخدمات الاجتماعية، التي تشمل توفير المساعدة النقدية الطارئة لدعم الأسر الأكثر ضعفاً، خاصة في أوقات الأزمات والصراعات، فضلاً عن تحسين البنية التحتية للمخيمات وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي. كما دعمت "الأونروا" الفلسطينيين عبر الاستجابة لحالات الطوارئ، حيث لعبت دوراً حاسماً في الاستجابة للأزمات الإنسانية، لا سيما في قطاع غزةوسوريا، من خلال توفير المساعدات الغذائية والمأوى والخدمات الأساسية الأخرى للنازحين والمتضررين من النزاع، فضلا عن الحماية والتمويل الصغير حيث تعمل الوكالة على توفير فرص مستدامة لإدرار الدخل من خلال برامج التمويل الصغير، بالإضافة إلى جهود الحماية لضمان تمتع اللاجئين بحقوقهم الإنسانية.