يرى د. عصام عبد الشافي -أستاذ العلوم السياسية- أنه بعد عام من الانقلاب يمكن توصيف المشهد على النحو التالي، أن في مصر الآن نظاما عسكريا هو الحاكم نظام عسكري قلبًا وقالبًا، فالحاكم في مصر هو المؤسسة العسكرية وهي مصدر القرار. ونخبة اقتصادية مؤثرة ومتفاعلة مع المؤسسة العسكرية بمختلف أجهزتها وهذه النخبة تؤثر في المشهد ولا تظهر في الواجهة بل لها ارتباط قوي بأجهزة صنع القرار. والنخبة الثقافية والاجتماعية التي تلعب أدوارًا مهمة ليس لها مناصب وظيفية ولكنها من الفاعلين الرئيسيين في المشهد المصري.وفيها الأدوات مثل الأمن، والإعلام وغيرها وهي أمور في يد من يتحكم. والبيئة الداخلية والخارجية الداعمة. وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" أن الانتخابات لم تكن أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للمؤسسة العسكرية الحاسمة، لأن قائد الانقلاب لم يكن ينتظر نتائج الانتخابات حتى يثبت أركان حكمه، فهو يهيمن منذ 3 يوليو 2013، لافتا إلى أنه لن توجد معارضة سياسية في مصر يمكنها تغيير ميزان القوى الجديد، وحتى لو وجدت أصوات مناهضة فإنه لن يسمح بها.. بل إنه لن تكون هناك مرونة في التعامل مع المعارضين، حتى الحلفاء السابقين. وأكد "عبد الشافي" أن الهدف الرئيس للانقلاب تجفيف منابع التيارات السياسية ذات المرجعية الإسلامية بآليات منها: وضع اليد على المساجد أو المدارس أو الإعلام، والأحزاب القائمة أحزاب كرتونية لا تمثل أي تهديد للانقلاب. وأشار "عبد الشافي" إلى أن الثورة لم تقم من داخل الأحزاب السياسية بل من خلال قوى غير رسمية، كالشبكات الشبابية وجماعات الضغط المدنية.والمعارضة الصلبة: يمثلها تحالف دعم الشرعية، لكن توجد مشكلتان تواجه التحالف: إشكالية القدرة على التماسك بين مكوناته. وإشكالية توسيع القاعدة الحركية. والمعارضة الشكلية: مثل تيارات من اليساريين والاشتراكيين والقوميين بل والليبراليين ومعهم حزب النور، وهي جماعات فقدت مصداقيتها بسبب موقفها من الانقلاب وتماهيها مع السلطة. والمعارضة الصامتة والساخطة: وتضم جانبا ممن قاطعوا الانتخابات، أو من شاركوا وأبطلوا أصواتهم. والمعارضة المسلحة: وتشمل الجماعات التي تستخدم العنف وتنشط في سيناء أو تتبنى بعض العمليات النوعية والعنيفة داخل المحافظات المصرية. ما يخص السيناريوهات والمسارات أشار "عبد الشافي" إلى أن السيناريو الأول كسر الانقلاب: وهذا يمكن أن يتحقق من خلال مسارين برأيه المسار الأول: كسر الانقلاب سلميًا عن طريق مواصلة الحشد والتعبئة والحراك الثوري، ليس عن طريق جماعة الإخوان فقط ولكن هناك أيضا الحراك الطلابي سواء أكان منتميًا أو غير منتم. فالطلاب في النهاية هم رهان أي تغيير. والمسار الثاني برأيه كسر الانقلاب بمسار عنفي: عبر ظهور بعض الجماعات التي لا يمكن السيطرة عليها تمارس بعض العمليات أو تستهدف بعض الكيانات أو الشخصيات أو المؤسسات لنشر حالة من الاضطراب والفوضى لا يمكن لقادة الانقلاب السيطرة عليها، مع تراجع الدعم الخارجي. ويرى "عبد الشافي" أن السيناريو الثاني هو ما وصفه ب"التوافق الاضطراري" ويرتبط بقبول القوى الرئيسة (الجيش، الإخوان) طوعًا أو كرهًا بما هو قائم والقبول بعدد من الخطوات السياسية ومحاولة الاستفادة من النموذج التركي والعمل على إعادة بناء قدراتها من الداخل. مؤكدا أنه مع تعدد السيناريوهات يبقى الرهان على حركة الشارع فهي من قادت التغيير وهي من سترسم ملامح المستقبل، وهو ما يتطلب الاهتمام ببناء وعي ثوري ناضج مخطط يمتلك من الأدوات والقدرات ما يستطيع به ومواجهة سلطة الانقلاب.