د.عصام عبد الشافي: مجازر الفض نقلت مقاومة الانقلاب من رابعة والنهضة لمعظم ميادين الجمهورية. طارق الملط: المسيرات تستمر بقوة وزخم وينضم إليها عناصر جديدة لمقاومة الانقلاب. بعد مرور شهر على مجازر الفض الوحشية لاعتصامي رابعة والنهضة نجح رافضو الانقلاب العسكري في الحفاظ على سلميتهم بحرص شديد، ونجحوا في استمرارية حراكهم الشعبي اليومي ما اعتبره محللون ل"الحرية والعدالة" أهم ما تحقق، حيث انتقلت المظاهرات من ميداني رابعة والنهضة إلى معظم ميادين الجمهورية وشوارعها، بزخم وقوة وانضم لهم عناصر جديدة، وأصبحت رابعة رمزا عالميا للتحرر، مطالبين بالوقت نفسه بتطوير آليات وأدوات التصعيد السلمي، ميدانيا، والتنسيق بين القوى الرافضة للانقلاب وكشف فشل سلطة الانقلاب في جميع المجالات. يرى د.عصام عبد الشافي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية - أن استمرارية المظاهرات الرافضة للانقلاب لفترة شهر كامل بعد فض الاعتصامات بشكل متواصل ويومي رغم المجازر الوحشية للفض والقمع والحرب النفسية هو بحد ذاته أهم مؤشر إيجابي يوحي بالتفاؤل، لكن هذه الفعاليات التي تنظمها حركة مناهضة الانقلاب تحتاج لتطوير وتحتاج المزيد من آليات وأدوات التصعيد، ويساهم في ذلك بقوة الرهان على بداية العام الدراسي وما يمكن أن تشكله من حشود ضخمة للطلاب، والتي تواجه تحديات أمنية استباقية في ظل تصعيد الإجراءات الأمنية والضبطية القضائية للأمن الإداري بالجامعات. ويعتبر "عبد الشافي" في حديثه ل"الحرية والعدالة" أن أهم أدوات وآليات التصعيد هو البحث عن أدوات إعلامية للتواصل مع الجماهير، وذلك لمواجهة حملات التشويه والحصار والإغلاق للقنوات والمنابر واحتكار الصورة، موضحا أن حركة الانقلاب لابد أن تملك قنوات للتواصل مع الشارع وتبحث كيفية تحقيق ذلك لأن الإعلام يوفر القدرة على التعبئة والحشد على نطاق واسع وبوقت قصير. وتابع "عبد الشافي": أيضا تتضمن آليات التصعيد تحرك الرموز بحركة مناهضة الانقلاب بشكل أوسع ميدانيا وعلى الأرض، وتشكيل فرق عمل للتنسيق بين كل الأطراف الرافضة للانقلاب، مطالبا بالمزيد أيضا من التفعيل لدور "جبهة الضمير" وكذلك المزيد من التفعيل ل"التحالف الوطني لدعم الشرعية" بحيث تكون هذه القوى الوطنية أكثر فعالية في الحركة والأداء. ورصد "عبد الشافي" إيجابيات هامة بعد مرور شهر على مجازر الفض أهمها خروج الاعتصامات والمظاهرات من التركيز على ميداني رابعة والنهضة إلى معظم ميادين الجمهورية حتى وإن كانت بأعداد أقل نسبيا إلا أنها تثبت بقاء واستمرارية رفض الانقلاب، وأصبحت "رابعة" رمز عالمي للصمود والتحرر بالداخل والخارج. وأكد "عبد الشافي" أن من أهم الإيجابيات حفاظ رافضي الانقلاب على سلميتهم برغم ما يتكبدونه من تضحيات غالية إلا أن لديهم حرص شديد على التمسك بالسلمية سواء قبل مجازر الفض أو بعدها معتبرا ذلك تحديا نجحوا فيه رغم السياسات القمعية المتصاعدة. وبعد شهر من مجازر الفض نبه "عبد الشافي" إلى أن الانقلاب يعاني تدهورا مستمرا في الصورة الداخلية والخارجية له نتيجة الممارسات الإجرامية التي استخدمها في فض الاعتصامات وهو ما أدى لآلاف القتلى والمصابين. وحول الأبعاد الخارجية بعد مجازر الفض كشف "عبد الشافي" إلى أن الخارج يبحث عن مصالحه فقط ولا تعويل عليه. من جانبه يرى طارق الملط - عضو الهيئة العليا لحزب الوسط - أن الشيء الإيجابي بعد مرور شهر على مجازر الفض استمرار المظاهرات والمسيرات بقوة وزخم وانضمام عناصر جديدة لحركة مناهضة الانقلاب وإلى تحالف دعم الشرعية من أجل الانقلاب على المسار الديمقراطي بل كان لهم مطالب ليس من بينها دخول الجيش في العملية السياسية ولا عودة الاعتقالات ولا الدولة البوليسية. وتابع "الملط" في حديثه ل"الحرية والعدالة" أن أهم ما تحقق استمرارية المسيرات برغم كل ما تواجهه من عنف ودماء تسيل واعتقالات عشوائية واعتقال رموز سياسية. وطالب "الملط" بضرورة أن يسير بشكل متوازي المسار الاحتجاجي بالتوازي مع المسار السياسي وليس فقط المسار الثوري وحده، بحيث يكون هناك قيادة سياسية تطرح مبادرات وحلول سياسية، فالمسار السياسي يترجم جهد المسار الاحتجاجي لنتيجة ويخدم عليه، فالمسار الاحتجاجي لابد أن يؤدي لورقة ضغط تقع في يد المفاوض السياسي بالنهاية. وذكر "الملط" أنه دشن على حسابه الخاص على تويتر ما أسماه "انقلاب ميتر" على وزن "مرسي ميتر" مقترحا في هذه الفكرة أن يتم رصد أداء سلطة وحكومة الانقلاب من قبله كمواطن عادي وليس سياسي بما يكشف أن جميع الأسباب والمبررات التي ساقتها سلطة الانقلاب والتي من أجلها وقع الانقلاب لم يتحقق منها أي شيء على الإطلاق، وأن ما وصفه شيخ الأزهر بأخف الضررين وحقن الدماء لم يتحقق بل سقط شهداء وجرحى ومصابين بالآلاف فهل حقق الانقلاب المرجو منه الإجابة لا؟ وبحسب "الملط" ما يعرف ب"خارطة الطريق" لم تنجز شيئا بل تزداد الأمور سوءا والمواطن العادي لم تتحسن أحواله المعيشية التي قال الانقلاب بأن هدفه تحسينها ونعيش انفلات أمني وعدم استقرار وتدهور اقتصادي وانهيار السياحة. ويكشف الواقع وحياة المواطنين حقيقة أن الانقلاب الذي يمتلك جميع المؤسسات التي لم تتعاون مع الرئيس المنتخب فشل في ملفات حيوية للغاية ونجد عودة استيراد القمح بعد أن دشن الوزير الشاب باسم عودة منظومة جديدة للخبز وقاوم الفساد وأوقف الاستيراد ودشن مشروع الاكتفاء الذاتي من القمح، كذلك على مستوى الصناعة حاتم صالح وزير أعد مناطق صناعة ومشروع سامسونج وغيره من مشاريع عملاقة تنهي حالة التبعية الاقتصادية على طريق يضمن استقلالية القرار. بينما الآن بعد الانقلاب لم نسمع تدشين مصنع جديد أو ضخ استثمارات جديدة بحسابات أولية بحتة دون أي تأثر بآراء سياسية، وبالورقة والقلم وخسائر متتالية كذلك بملف النقل والسكك الحديد المتوقفة والمتضرر هو المواطن البسيط.