التهديدات المتواصلة من جانب الرئيس الأمريكى الارهابى دونالد ترامب ضد ايران رغم توقف الحرب مع الكيان الصهيونى واضطرار الولاياتالمتحدة لعدم التصعيد عقب قصف ايران قاعدة العديد الأمريكية فى قطر ردا على قصف مفاعلاتها النووية تهدد باندلاع حرب اقليمية تحول دون تحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط . ايران من جانبها أعلنت أكثر من مرة أنها ستواجه أى اعتداء عليها سواء من الكيان الصهيونى أو من الولاياتالمتحدة برد قاس لا يتوقعه الصهاينة ولا الأمريكان كما تدرس طهران اغلاق مضيق هرمز فى حالة أى عدوان مستقبلى وهو ما يهدد بأزمة اقتصادية عالمية وارتفاع أسعار البترول بشكل جنونى . كان الرئيس الارهابى ترامب قد هدد يتوجيه ضربات جديدة لإيران اذا لم تقبل بوقف برنامجها النووى وفرض قيوم على برنامج الصواريخ البالستية وهو ما يشير إلى تصاعد الصراع واستمراره لفترة أطول مما كان ترامب يتصور .
أطراف ثالثة
حول هذه التطورات أكد الخبير الاستراتيجي والعسكري الدكتور طارق العكاري، أن التصعيد المتواصل بين إيران والكيان الصهيونى لم يكن مفاجئًا، مشيرًا إلى أنه حذر منذ السابع من أكتوبر 2023 من تطور المواجهة إلى صراع إقليمي مفتوح. وأوضح "العكاري" فى تصريحات صحفية أن خطورة التصعيد تكمن في زيادة وتيرة الهجمات، سواء من الجانب الصهيونى تجاه إيران، أو من خلال الصواريخ الإيرانية التي تستهدف الأراضى المحتلة، إلى جانب دخول أطراف ثالثة مثل الولاياتالمتحدة، وهو ما ستكون له تداعيات تتجاوز المنطقة لتؤثر على العالم بأسره. وأشار إلى أن دولة الاحتلال لا تمتلك عمقًا استراتيجيًا أو تعدادًا سكانيًا يؤهلها لتكون قوة إقليمية تقليدية، لكنها تُصنّف كقوة نوعية تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي، ولا تستطيع تحقيق نصر حاسم دون هذا الدعم. وحذّر "العكاري" من أن إيران قد تلجأ إلى رد انتقامي كبير يشمل ضربات على قواعد أمريكية أو تعطيل الملاحة في المضايق، وذلك بهدف الحفاظ على صورتها الداخلية وعدم الظهور بموقف الضعيف أمام شعبها، خاصة إذا ما اضطرت للتخلي الكامل عن مشروعها النووي تحت الضغط الأمريكي. وشدد على أهمية مراقبة الموقف الصيني، خاصة أن الصين تعتمد بنسبة كبيرة على النفط الإيراني، ولن تتنازل بسهولة عن مصالحها في هذه المنطقة المتوترة.
استنزاف متبادل
وقال خبير العلاقات الدولية الدكتور أحمد سيد أحمد، إن المواجهة العسكرية بين دولة الاحتلال وإيران شهدت، ما يُعرف ب«الاستنزاف المتبادل»، بعد أن بدأت دولة الاحتلال الهجوم فجر يوم الجمعة، 13 يونيو، بضربات مباغتة استهدفت قيادات وعلماء ومواقع نووية إيرانية، ظنًا منها أن الحسم سيكون سريعًا وسهلًا. وأضاف سيد أحمد فى تصريحات صحفية ، أن طهران نجحت في استعادة توازنها بعد الضربة الأولى، واستطاعت أن تمسك بزمام المبادرة من جديد، حيث وجهت ضربات مؤلمة وموجعة لدولة الاحتلال ، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى الصهاينة ومئات الجرحى. وأشار إلى أن الهجمات الإيرانية شملت مناطق متفرقة الأراضى المحتلة، من الشمال في حيفا، إلى الجنوب في بئر السبع والنقب، مرورًا بتل أبيب ومنطقة الوسط، إلى جانب استهداف مواقع عسكرية حساسة. وواصل سيد أحمد أن جيش الاحتلال تكتم على حجم الإصابات والخسائر داخل صفوفه، تحت رقابة عسكرية صارمة، واكتفي بالإعلان عن الأضرار في المنشآت المدنية، في محاولة لاستعطاف الرأي العام الدولي، وإظهار أن إيران تستهدف المدنيين. وتوقع أن يتجدد الصراع من جديد خاصة أن ايران لن تنسى الضربات الأمريكية للمفاعلات النووية الايرانية مؤكدا أن الصراع سوف يتسع ليشمل القواعد الأمريكية إلى جانب دولة الاحتلال .
تداعيات العدوان
وحذر حسن عز الدين عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» بلبنان، من أنّ أمريكا وحلفاءها لن يكونوا في مأمن من تداعيات العدوان على ايران وتكبد خسائر مادية ومعنوية، حيث سيفرض على الشعوب والحكومات والقوى السياسية اتخاذ موقف واضح إلى جانب الحقّ والمقدسات. وأكد عز الدين فى تصريحات صحفية أنّ إيران اليوم، هي قوية ومقتدرة، وتدافع عن الأمة جمعاء، وعن الشعوب المظلومة، وعن الأمن والسيادة في المنطقة، كما أنّها لا تُدافع عن نفسها فقط، بل عن فلسطينولبنان وسوريا والعراق واليمن، وكل مواقع المقاومة والكرامة. وقال ان حزب الله يقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي لم تتخلَّ يوماً عن لبنان، محذراً من أنّ انخراط أمريكا في العدوان إلى جانب العدو الصهيوني سيؤدي إلى تصعيد كبير، ويضع المنطقة بأسرها على صفيحٍ ساخن. وأوضح عز الدين، أنّ التهديدات الأمريكية التي تُطلق بوجه إيران وقيادتها، هي تهديداتٌ موجهةٌ للمنطقة بأكملها، لا للجمهورية الإسلامية وحدها، داعياً الشعوب الحرّة إلى الوعي لخطورة هذه المواجهة، وأن تقف بثبات إلى جانب الحق.
استنزاف متبادل
وحذر حسين موسويان، المفاوض النووي الإيراني السابق والمقيم حاليًا في نيوجيرسي، من أن استهداف مفاعل فوردو قد يدفع إيران إلى التحول الكامل نحو إنتاج القنبلة النووية . وقال موسويان في رسالة مفتوحة الى الرئيس الأمريكي الارهابى دونالد ترامب على منصة: X قد لا تكون مسؤولاً فقط عن قرار إيران ببناء القنبلة، بل عن إدخال أمريكا في حرب عواقبها أخطر من أفغانستان والعراق. وأكد أن إيران تملك المعرفة والقدرة لإعادة بناء البرنامج من جديد، وكل ما ستفعله الضربة هو تأخير المشروع، مع تضخيم دوافع إيران نحو امتلاك السلاح النووي.