أثارت التفجيرات التى أعلنت عنها داخلية الانقلاب صباح اليوم الكثير من الجدل فى الشارع المصرى، خاصة أنها جاءت بعد أيام من إعلان الجماعة التى تطلق على نفسها " أجناد مصر" عن أماكن وجود القنابل التى كان من المقرر أن يتم تفجيرها، إلا أنها رأت أن تفجيرها يضر بالمدنيين وفقا للبيان الذى أصدرته، وهو البيان الذى يحتوى على أماكن وجود القنابل بالتفصيل. المثير أن داخلية الانقلاب بدأت تبحث عن القنابل بعدد هذه الأيام، حيث صدر بيان "أجناد مصر" يوم 27 يونيو الجارى، حيث نشر الحساب الخاص للجماعة على "تويتر" بيانا أعلنت خلاله تفاصيل زرع عبوة ناسفة في محيط قصر الاتحادية، لاستهداف اجتماع لقيادات أمنية مسئولة عن تأمين القصر وعبوات أخرى تم زرعها بالمنطقة المحيطة لاستهداف القوات التي ستنتقل إليه عقب التفجير الذي تم التخطيط له، حسب ما ورد في البيان. وأضاف البيان أن "قوات الأمن التي مشطت محيط القصر لم تكتشف كل العبوات، وحذر البيان المواطنين من وجود عبوتين ناسفتين في محيط القصر"، حيث تم ذكر مكان العبوتين في فقرة كتبت باللون الأحمر. جاءت كما يلي: «توجد عبوتان ناسفتان في الزراعات الموجودة بزاوية القصر عند المدخل إلى شارع الأهرام من طريق الميرغني»، وهو بالتحديد موضع الانفجار الذي حدث اليوم. المثير للدهشة هو أن كل المواقع الإخبارية نشرت بيان "أجناد مصر" منذ ثلاثة أيام، والذي بلا شك وصلت نسخة منه للأجهزة الأمنية التابعة للانقلاب العسكري، إلا أنه بع هذه الأيام تهتم داخلية الانقلاب العسكري بالأمر – اليوم- وتذهب بالتحديد للمكان الذي أشار إليه بيان "أجناد مصر" لتبحث عن القنبلة المزروعة ثم تنفجر القنبلة في خبير المفرقعات. فتحت تلك الحادثة باب التساؤلات على مصراعيه حول كيفية وصول هذه الجماعة إلى قصر الاتحادية، وزرع مجموعة من القنابل بمحيط القصر، ولماذا لم تنفجر تلك القنابل إلا بعد أيام من زرعها وتحديدا بالتزامن مع ذكرى مرور عام على 30 يونيو؟!، ولماذا لم تتخذ الأجهزة الأمنية احتياطاتها وهي تقوم بإيقاف مفعول تلك القنابل؟! ومن هو المستفيد من تلك التفجيرات التي تقع قبل يومين فقط من انتفاضة شعبية كبرى يدعو إليها رافضو الانقلاب العسكرى للمطالبة بإسقاطه؟! من جانبه أشار الكاتب والمحلل السياسى محمد جمال عرفة إلى أنه من الوارد أن تظهر مجموعات مسلحة ردا علي بطش وعنف الشرطة، إلا أنه أبدى دهشته من أن التفجيرات التي وقعت اليوم قرب قصر الاتحادية وقتل فيها ضابطان عقيد ومقدم، أعلن تنظيم "أجناد مصر" أنه تم زرعها يوم 18 يونيو، أى منذ 12 يوما بالضبط، حسب البيان الذي أصدروه. وطرح عرفة الاحتمالات التى يمكن اللجوء إليها لتفسير سبب التفجيرات؛ حيث أشار إلى أنها قد تكون تفجيرات حقيقية من مجموعات مسلحة غاضبة على القتل والتعذيب المستمر من السلطة واستباحة أعراض فتيات الأزهر وغيرهم، أو من تدبير أجهزة أمنية في ذكرى 30 يونيو لتحقيق تعاطف مع الانقلاب بعدما زادت الانتقادات للحكم، وأيضا لإجهاض مظاهرات 3 يوليو المقبل وجلب تعاطف مع الشرطة كي تقتل مزيدا من المتظاهرين.