رغم الزيارات التى قام بها الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب إلى دول الخليج وحصوله على 3 تريليونات دولار من أموال الخلايجة إلا أن موقف ترامب من حرب الإبادة الجماعية التى تقوم بها دولة الاحتلال فى قطاع غزة لم يتغير ولم يفكر حتى فى ممارسة ضغوط على بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال من أجل السماح بادخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين . فى هذا السياق قالت صحيفة الجارديان البريطانية : الرئيس ترامب خلال زيارته الى قطر طرح مجددا فكرة أن تسيطر الولاياتالمتحدة على غزة وتحولها لما أطلق عليه "منطقة حرية"، بعد أن فشلت جهود إدارته لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 وتسببت في استشهاد عشرات الالاف ودمار تام في القطاع. وقال ترامب : لدي تصورات جيدة جدًا لغزة وجعلها منطقة حرية، والسماح للولايات المتحدة بالتدخل .. سأكون فخورًا لو امتلكتها الولاياتالمتحدة، وتولتها وجعلتها منطقة حرية وفق زعمه.
إدارة مؤقتة
وكشفت صحيفة آراب ويكلي، التي تصدر في لندن، نقلا عن مصادر مطلعة إن الولاياتالمتحدة بقيادة الإرهابى ترامب ودولة الاحتلال ناقشتا إمكانية أن تتولى واشنطن إدارة مؤقتة في غزة بعد الحرب. وقالت المصادر إن المشاورات رفيعة المستوى تركزت حول تشكيل حكومة انتقالية برئاسة مسؤول أمريكي تشرف على غزة حتى يتم نزع سلاح المقاومة ولحين تشكيل إدارة فلسطينية قابلة للحياة. وأوضحت الصحيفة أنه وفقا للمناقشات لن يكون هناك جدول زمني محدد للمدة التي يمكن أن تستمر فيها مثل هذه الإدارة التي تقودها الولاياتالمتحدة، وهو ما سيعتمد على الوضع على الأرض.
وأشارت إلى أن هذا الاقتراح شبيه بسلطة التحالف المؤقتة في العراق التي أنشأتها واشنطن عام 2003، بعد وقت قصير من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة والذي أطاح بالرئيس صدام حسين ثم تولى بول بريمر ، الدبلوماسي الأمريكي المتقاعد، قيادة سلطة التحالف المؤقتة من مايو 2003 إلى يونيو 2004، في أعقاب غزو العراق عام 2003.
قوة احتلال
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر أمريكية بأن العراقيين كانوا ينظرون إلى السلطة باعتبارها قوة احتلال، وقد قامت هذه الادارة بنقل السلطة إلى حكومة عراقية مؤقتة في عام 2004 بعد فشلها في احتواء التمرد المتنامي. وحذرت من أن السلطة المؤقتة، وفقا لتصورات الولاياتالمتحدة في غزة من شأنها أن تجر واشنطن إلى عمق أكبر في الصراع الفلسطيني الصهيوني ، وأن تمثل أكبر تدخل لها في الشرق الأوسط منذ غزو العراق. وقالت المصادر إن مثل هذه الخطوة قد تحمل مخاطر كبيرة من رد فعل عنيف من جانب الحلفاء والخصوم في الشرق الأوسط، إذا تم النظر إلى واشنطن على أنها قوة احتلال في غزة.
دول أخرى
وكشفت أنه سيتم دعوة دول أخرى للمشاركة في السلطة التي تقودها الولاياتالمتحدة في غزة، دون تحديد هويتها. مشيرة إلى أن الإدارة ستستعين بتكنوقراط فلسطينيين، لكنها ستستبعد حركة حماس والسلطة الفلسطينية، التي تتمتع بسلطة محدودة في الضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت المصادر أنه لا يزال من غير الواضح إمكانية التوصل إلى اتفاق. مشددة على أن المناقشات لم تتقدم إلى حد تحديد من سيتولى الأدوار الرئيسية ولكن خلف الأبواب المغلقة، يدرس بعض المسؤولين الصهاينة مقترحاتٍ حول مستقبل غزة . وقالت إن حكومة الاحتلال تفترض عدم حدوث نزوح جماعي للفلسطينيين من غزة ، كما هو الحال مع الإدارة المؤقتة بقيادة الولاياتالمتحدة موضحة أن من بين هذه المقترحات، حصر إعادة الإعمار في مناطق أمنية محددة، وتقسيم القطاع، وإنشاء قواعد عسكرية دائمة.
الإفراج عن الرهائن
من جانبه رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على ما إذا كانت هناك مناقشات مع دولة الاحتلال بشأن سلطة مؤقتة بقيادة الولاياتالمتحدة في غزة، قائلا إنه من غير الممكن التحدث عن المفاوضات الجارية. وأضاف المتحدث نريد السلام والإفراج الفوري عن الرهائن مشددا على أن ركائز النهج الأمريكي تظل ثابتة: الوقوف مع دولة الاحتلال، والدفاع عن السلام وفق تعبيره.
فترة انتقالية
وقال وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر إنه يعتقد أنه ستكون هناك "فترة انتقالية" بعد الصراع حيث ستشرف هيئة دولية من الأمناء، تضم دولا عربية معتدلة، على غزة مع عمل الفلسطينيين تحت إشرافها. وأضاف : لا نسعى للسيطرة على الحياة المدنية لسكان غزة. مصلحتنا الوحيدة في قطاع غزة هي الأمن، دون أن يُسمّي الدول التي يعتقد أنها ستشارك في الأمر.
الشعب الفلسطيني
فى المقابل رفض إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة ، فكرة وجود إدارة بقيادة الولاياتالمتحدة أو أي حكومة أجنبية . وشدد الثوابتة فى تصريحات صحفية على أن الشعب الفلسطيني في غزة هو من يقوم باختيار حكامه.