جاءت أول زيارة لنتانياهو للرئيس الأمريكي ترامب، لتزيد مخاطر محدقة بالشرق الأوسط، في ظل المخططات الصهيوأمريكية التي تدور حول المنطقة. واستقبل ترامب، أمس الثلاثاء، في البيت الأبيض، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإجراء محادثات بشأن الاتفاق مع حركة حماس في غزة وسط آمال في أن تؤدي إلى وضع حد للحرب، وقال ترامب الذي ينسب الفضل لنفسه في اتفاق غزة، قبل الاجتماع إنه من المرجح أن يحثّ حليفه على الالتزام بالاتفاق الذي لم يجر الانتهاء من التفاوض على مرحلتيه الثانية والثالثة. وقبل دخولهما إلى الاجتماع المغلق، رد ترامب ونتنياهو على أسئلة الصحفيين، واقترح الرئيس الأميركي تهجير الفلسطينيين "بشكل دائم" من قطاع غزة، قائلاً إن سكانه ليس لديهم بديل سوى مغادرته بعد أن دمرته الحرب الإسرائيلية، وطرح ترامب اقتراح تهجير الفلسطينيين من غزة لأول مرة في 25 يناير من خلال حثّ مصر والأردن على استقبال المزيد من سكان القطاع، وعندما سُئل آنذاك عما إذا كان يقترح حلاً طويل الأمد أو قصير الأمد، قال "يمكن أن يكون أياً منهما". ومنذ ذلك الحين، كرر ترامب هذه الخطة أربع مرات على الأقل، إحداها الثلاثاء عندما قال: إن "الفلسطينيين في غزة يمكنهم الذهاب إلى دول أخرى غير الأردن ومصر أيضاً". وقال ترامب الثلاثاء: "أحس بشعور مختلف تماماً تجاه غزة عن الكثير من الناس. أعتقد أنهم يجب أن يحصلوا على قطعة أرض جيدة وجديدة وجميلة، ونطلب من بعض الناس أن يخصصوا المال لبنائها وجعلها لطيفة وصالحة للسكن وممتعة". وأضاف ترامب عندما سُئل عن ردات فعل الزعماء الفلسطينيين والعرب على اقتراحه "لا أعرف كيف يمكن للفلسطينيين أن يرغبوا في البقاء" وقال ترامب لاحقاً عن اقتراحه: "لن يرغبوا في العودة إلى غزة" وقبل الاجتماع مباشرة، قال الرئيس الأميركي الذي تحدث عن تنظيف القطاع الفلسطيني الذي دمرته خمسة عشر شهراً من الحرب، إن أهالي غزة سيودون بشدة العيش في مكان آخر إذا أتيحت لهم الفرصة، معتبراً مجدداً أن القطاع صار موقع هدم. إيران وفي تصعيد جديد ضد إيران، إذ أكد ترامب أنّ "إيران قوية جداً حالياً ولن نسمح لها بالحصول على سلاح نووي" من جهته، شكر نتنياهو الرئيس الأميركي على جهوده في التوصل إلى اتفاق، وقال إن إسرائيل ستحقق أهدافها في الحرب على غزة، مضيفاً أن "حماس لن تبقى في غزة". وينوي نتنياهو أن يقترح على ترامب، في لقائهما المرتقب، تغيير ترتيب الأولويات في الشرق الأوسط، والدفع نحو هجوم على إيران قبل إتمام الصفقة مع حركة حماس. ووفقاً لمصادر مطّلعة على المحادثات الجارية في البيت الأبيض، تحدّثت للقناة 12 العبرية، الاثنين الماضي، سيطلب نتنياهو من ترامب الموافقة على هجوم على إيران أولاً، وخطوات تؤدي إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، وفقط بعد ذلك إتمام المرحلة الثانية من الصفقة. ويعني مقترح نتنياهو، وفقاً للقناة، تأجيل المرحلة الثانية من الصفقة لبضعة أشهر، وهو ما يعرّض حياة المحتجزين الإسرائيليين الذين لا يزالون في قبضة حركة حماس للخطر. ووفقاً لمصادر القناة، يبذل نتنياهو جهداً كبيراً لإقناع الرئيس الأميركي بذلك، وعند مغادرته إلى واشنطن، يوم الأحد، قال نتنياهو: "يمكننا توسيع دائرة السلام. لحقيقة أن هذا هو الاجتماع الأول لترامب مع زعيم دولة أجنبية، أهمية كبيرة جداً. إنه يشير إلى قوة التحالف والعلاقة بيننا، العلاقة التي جلبت اتفاقات أبراهام التي قادها الرئيس ترامب". وتخشى عائلات المحتجزين الذين لم يُدرجوا في المرحلة الأولى من الصفقة من عدم الوصول إلى المرحلة الثانية. في غضون ذلك، أعلن ديوان نتنياهو، اليوم، أن إسرائيل تستعد "لإرسال وفد من المستويات المهنية إلى الدوحة في نهاية الأسبوع، لمناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بمواصلة تنفيذ الاتفاق" في غزة، جاء ذلك عقب لقاء وصف بالإيجابي بين نتنياهو الذي يجري زيارة إلى واشنطن، ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. التطبيع مع السعودية ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، الثلاثاء، قولهم إنّ رئيس الوزراء قد يتنازل عن ضمّ الضفة الغربية لصالح المضي قدماً في اتفاق التطبيع مع المملكة العربية السعودية، وأعرب المسؤولون، الذين تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، عن اعتقادهم بأنّ نتنياهو قد يستخدم موضوع الضمّ في محاولات إقناع الرياض بالتخلّي عن مطلب قيام الدولة الفلسطينية. وتأتي زيارة نتانياهو، لترامب، وسط سعار الأخير لضم غزة وتوسيع مساحة إسرائيل وتطوير منطقة غزة لتتحول لمرفأ سياحي للصهاينة، علاوة على حلب غاز غزة الذي يسيل لعاب الأمريكان والصهاينة وأطراف إقليمية، لطرد الفلسطينيين من أراضيههم وغرس إسرائيل في الأراضي العربية؟ وهو ما يجعل السنوات الأربع المقبلة الأخطر على الشرق الأوسط والمنطقة العربية.