تتواصل حرب الإبادة الصهيونية على كل من قطاع غزةوجنوبلبنان فى ظل انتظار الحكام الخونة لمجئ الرئيس المخلص دونالد ترامب، ويتصور بعض الحمقى منهم أن ترامب سوف يعمل على انهاء هذه الحرب وإنصاف كل من لبنان وقطاع غزة رغم أن كل المؤشرات تشير إلى فشل المفاوضات الحالية التى يجريها الرئيس الفرنسى مانويل ماكرون نيابةً عن لبنان مع قيادات البيت الأبيض برئاسة الرئيس الأمريكي الحالى جو بايدن ورغم أن العرب يعرفون جيدًا أن ترامب صهيونى أكثر من الصهاينة وأنه هو الذى اتخذ قرارات بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبار المدينة المقدسة عاصمة موحدة لدولة الاحتلال كما أنه يتبنى مشروع الشرق الأوسط الجديد "صفقة القرن" والذى يتضمن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء وتهجير أهالى الضفة الغربية إلى الأردن وانهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد بجانب قراره بغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينى في واشنطن، خلال فترة حكمه الأولى. هل يتوقع للمفاوضات الحالية وقف الحرب على لبنان؟ وهل سيوافق حزب الله على تحجيم نشاطه والتخلى عن سلاحه والتراجع إلى ما وراء نهر الليطانى والسماح للصهاينة بمهاجمة لبنان فى أى وقت؟ وهل سيقر بفصل مسار لبنان عن قطاع غزة والغاء فكرة وحدات ساحات المقاومة؟ وهل يدرك الحزب أن الحكام العرب الخونة يقودون الصراع مع الصهاينة إلى تحقيق النصر لدولة الاحتلال والنهزيمة لمحور المقاومة؟
مفاوضات فاشلة
من جانبها أكدت الباحثة في الاقتصاد السياسي الدكتورة زينة منصور، أن الأزمة اللبنانية الحالية لا يمكن فصلها عن المشهد الإقليمي، مشيرةً إلى أن الوضع الداخلي بات دراماتيكيًا، حيث تواجه مساعي المفاوضات الدبلوماسية طريقًا مسدودًا. وأوضحت "زينة منصور"، فى تصريحات صحفية، أن غياب المبعوث الأمريكي آموس هوكستين عن المشهد عقب اجتماعاته في إسرائيل يشير إلى غياب قنوات الاتصال المفتوحة لإبلاغ الجانب اللبناني بإمكانية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وأضافت أن الذكرى ال81 لاستقلال لبنان جاءت في ظل انتهاكات متعددة لسيادته، من الجانب الإسرائيلي، داعيةً إلى ضرورة اتخاذ قرار داخلي لبناني بتنفيذ القرارات الدولية، خاصة القرارات 1559، 1680، و1701، على كامل الأراضي اللبنانية لتحقيق الاستقرار. وشددت "زينة منصور"على أن الوضع الحالي في بيروت يعكس فشل مفاوضات التسوية، مع احتمالية تدهور الأوضاع إذا لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة لإنقاذ الدولة من أزمتها. وأشارت إلى أن حزب الله لن يوافق على التراجع إلى ما وراء نهر الليطانى أو الفصل بين المقاومة فى قطاع غزة والمقاومة فى لبنان وغيرها كما أنه لن يسمح بأى هجوم اسرائيلى دون الرد عليه.
القضية الفلسطينية
وحذر الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج من ضياع القضية الفلسطينية بوصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وقال «فرج» في تصريحات صحفية: أن ترامب لا يؤمن بحل الدولتين ولا يرى إلا دولة واحدة، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أضعف القوة العسكرية لحركة حماس لكنه لم ينجح فى القضاء عليها. وأكد أن نتنياهو لن يوقف الحرب والقتال إلا بعد القضاء على القوة العسكرية لحزب الله؛ لأنه هو أكبر تنظيم له قوة عسكرية في العالم ومن غير دولة ولديه آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة في مخازنه. وأوضح «فرج» أن صداقة ترامب ونتنياهو لن تؤثر على وقف إطلاق النار في قطاع غزةوجنوبلبنان، ولكن قد يكون هناك هدنة مؤقتة في غزة لتبادل الرهائن. وأشار إلى أن حكومة الاحتلال لن تنفذ أي اتفاق سلام في لبنان إلا بعد القضاء على القوة النارية لحزب الله، موضحًا أن إسرائيل كعادتها ستدخل المفاوضات، وفي آخر لحظة سيختلق نتنياهو أي حجج لإجهاض ما توصلت إليه هذه المفاوضات.
نفوذ حزب الله
وأكد المحلل السياسي اللبناني أحمد مرعي أن الشروط الإسرائيلية الواردة في الورقة الأمريكية تهدف إلى تقويض دور حزب الله المقاوم وإضعاف نفوذه السياسي داخليًا وإقليميًا. وأضاف مرعي في تصريحات صحفية أن هذه الشروط تشمل السيطرة على المرافق الحيوية اللبنانية مثل الموانئ والمعابر الحدودية، بالإضافة إلى منح إسرائيل حرية التدخل العسكري في لبنان متى رغبت، وهو ما يرفضه حزب الله بشدة. وأشار إلى أن مثل هذه الشروط تمثل انتهاكًا واضحًا للسيادة الوطنية اللبنانية وتهدد استقرار البلاد، مضيفًا أن حزب الله لن يوافق على هذه الشروط التي تقطع خطوط إمداده وتحاول إنهاء دوره كقوة مقاومة، مما يضع مستقبل المفاوضات في خطر.
مطالب الصهاينة
وقال الباحث في العلاقات الدولية عمرو حسين، أن لبنان وافق سابقًا على تطبيق القرار الدولي 1701 دون زيادة أو نقصان، ولكن أي محاولة إسرائيلية لتعديل أو توسيع بنوده قد تؤدي إلى رفض الورقة الأمريكية بالكامل. وأضاف حسين في تصريحات صحفية أن مطالب الصهاينة تشمل نزع سلاح حزب الله وفرض رقابة جوية إسرائيلية على جنوبلبنان، وهو ما يرفضه الحزب كليًا. وأشار إلى أن هذه المواقف المتباينة تعقد المفاوضات، خاصة في ظل دعم إيران لحزب الله عبر زيارة علي لاريجاني، مستشار الرئيس الإيراني، إلى لبنان مؤخرًا والتي تحمل رسائل واضحة عن موقف إيران الثابت في دعم المقاومة اللبنانية.
دوائر صنع القرار
في المقابل قال الدكتور أيمن البراسنة، نائب عميد كلية الأمير الحسين للعلوم السياسية والدراسات الدولية بالجامعة الأردنية، إن دونالد ترامب كان قد وعد بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هذا قد يدفعه إلى اتخاذ موقف أكثر حسمًا لوقف الحرب في غزةولبنان في أقرب وقت ممكن. وأضاف البراسنة فى تصريحات صحفية أن الحرب الإسرائيلية على غزةولبنان أبرزت دعم الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن لإسرائيل، من خلال تقديم الغطاء السياسي والإعلامي والعسكري الذي ساعد حكومة الإحتلال على تمديد فترة الحرب.
وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة في عهد بايدن تشهد حالة عداء غير مسبوقة في الشرق الأوسط، بسبب انسجام الحزب الديمقراطي مع الأهداف الصهيونية، فضلًا عن المواقف المناهضة للحرب التي أظهرتها الجاليات الإسلامية والعربية في الولاياتالمتحدة، وكذلك الطلاب في الجامعات الأمريكية، وتوقع البراسنة أن تؤثر هذه العوامل في سياسة ترامب تجاه القضية الفلسطينية، خاصةً في ظل تحولات الرأي العام في الولايات المتأرجحة التي كانت تدعم بايدن في انتخابات 2020، ولكنها أظهرت تأييدًا لترامب في الانتخابات الأخيرة.
وأوضح أن هذا التحول قد يعكس رغبة الجاليات العربية والإسلامية في إنهاء الحروب في المنطقة، حيث يرى كثيرون في ترامب القيادة الأمريكية التي قد تساهم في وقف هذه الحروب. وأكد البراسنة أن دوائر صنع القرار في واشنطن تدرك أن استمرار النزاع في المنطقة سيؤثر سلبًا على مصالح الولاياتالمتحدة، مما سيدفع ترامب إلى الضغط لوقف الحرب، مع الحفاظ على الدعم لإسرائيل ولكن بعيدًا عن لغة التهديدات.