نفى مصدر أردني رفيع المستوى الأنباء التي ترددت عن عزم بلاده طرد السفير السوري في عمان بهجت سليمان على خلفية كسره قواعد العمل الدبلوماسي برفضه استدعاء وزارة الخارجية الأردنية له بعد سقوط قذائف من جانب الجيش النظامي السوري داخل الأراضي الأردنية أول أمس "الأحد". وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح اليوم "الثلاثاء"، أن ما تردد في هذا الخصوص غير صحيح، مشيرا إلى أن الموقف الأردني كان واضحا في تسليم القائم بالأعمال السوري في عمان رسالة حازمة بعدم تكرار سقوط القذائف من جانب الجيش النظامي السوري داخل الأراضي الأردنية. وقال المصدر:" إنه في حال وجود أي توجه جديد في هذا الخصوص سيتم الإعلان عنه وليس لدينا ما نخفيه"، داعيا وسائل الإعلام المختلفة إلى تحري الدقة فيما تتناوله من أنباء. وكانت صحيفة "المدينة" السعودية قد نقلت، في عددها الصادر اليوم "الثلاثاء" عنمصادر وصفتها بالمطلعة، قولها: "إن الحكومة الأردنية تدرس تخفيض درجة التمثيل الدبلوماسي مع سوريا بعد أن كسر السفير السوري في عمان بهجت سليمان قواعد العمل الدبلوماسي برفضه استدعاء الخارجية الأردنية له بعد سقوط قذائف الجيش النظامي السوري داخل الأراضي الأردنية ، مشيرة إلى أن الحكومة الأردنية تدرس الآن طرد السفير السوري من عمان، واستدعاء السفير الأردني في دمشق مع إبقاء الطواقم الدبلوماسية. وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد استدعت القائم بالأعمال السوري في عمان لتسليمه رسالة احتجاج وذلك بعد أن رفض السفير السوري بالأردن بهجت سليمان الحضور إلى مقر الوزارة بحجة أنه "معطل" وذلك في معرض احتجاج الأردن على قذائف سقطت على منطقة سكنية أردنية على الحدود مع سوريا أول أمس "الأحد" وأصيبت بسببها طفلة أردنية بجروح فيما أدخل إلى المستشفى أربعة مواطنين آخرين مصابين بحالة من الهلع والخوف التي لحقت بهم جراء سقوط القذائف في المنطقة. وكان وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة أعلن، أمس الأول "الأحد"، عن سقوط أربع طلقات وقذائف من داخل الأراضي السورية على الأراضي الأردنية نتيجة اشتباكات بين القوات النظامية السورية وقوات المعارضة داخل الأراضي السورية. وتكررت في الفترة الماضية عملية سقوط قذائف وأعيرة نارية على البلدات الأردنية المتاخمة للحدود بين البلدين نتيجة الاشتباكات بين القوات النظامية وقوات المعارضة في سوريا، كما شهدت الحدود الأردنية -السورية مؤخرا حوادث إطلاق نار جراء إطلاق الجيش السوري الرصاص على لاجئين يحاولون اجتياز السياج الحدودي إلى الأردن فرار من العنف في بلادهم فيما يطلق الجيش الأردني الرصاص أحيانا لتسهيل وتأمين عبور هؤلاء اللاجئين. يذكر أن تقارير إعلامية تحدّثت عن اشتباكات وقعت مؤخرا بين قوات الجيشينالأردني والسوري في المنطقة الحدودية بين البلدين من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا في الجانب الأردني، غير أن الحكومة الأردنية نفت باستمرار وقوع مثل تلك الاشتباكات. وتشهد المنطقة الحدودية للأردن مع سوريا والتي تمتد لأكثر من 375 كيلو مترا حالة استنفار عسكري وأمني من جانب السلطات الأردنية عقب تدهور الأوضاع في سوريا.