احتفت فلسطين بصحفييها، اليوم، وذلك عقب تضحيات هائلة قدمها الصحفيون خلال الشهور الثلاثة التي شهدت الاعتداءات الصهيونية الإجرامية على القطاع المحاصر، ما شكل وسيلة هائلة لنقل ما يحدث على أرض غزة إلى العالم، حيث شهد الجميع بأن الحرب الأخيرة تم نقلها للعالم بكل وضوح بشكل أكبر كثيرا مما حدث في الحروب السابقة التي لم تحظ بتلك التغطية الإعلامية الواسعة. وبالتزامن مع إحياء الفلسطينيين "يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني" ودع الصحفيون الفلسطينيون الشهيد رقم 106 من قافلة الحقيقة التي نقلت للعالم إرهاب الصهاينة ومقاومة الشعب الصامد في غزة. وكان الصحفي جبر أبو هدروس، مراسل قناة القدس اليوم الفضائية، الذي قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزله المأهول في مخيم النصيرات (وسط قطاع غزة)، الأحدث في قائمة البطولة التي سطرها صحفيو غزة منذ بداية العدوان الصهيوني على القطاع قبل 86 يوما. لن تنكسر إرادتهم من جانبه أكد إسماعيل ثوابتة مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي أن جرائم قتل الاحتلال "الإسرائيلي" للصحفيين الفلسطينيين واستهدافهم واعتقالهم لن يكسر إرادتهم وسيزيد من عطائهم حتى النصر والتحرير. وقال ثوابتة خلال وقفة نظمها صحفيون في مشفى شهداء الأقصى في دير البلح: تمر علينا ذكرى عزيزة على قلوبنا، وهي ذكرى يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني الذي يصادف الحادي والثلاثين من ديسمبر من كل عام، مضيفا: يأتي هذا اليوم الوطني وفاءً وتقديراً للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين. وأشار إلى أن هذه المناسبة العظيمة على الصحفيين والإعلاميين تأتي في ظروف بالغة القسوة، ووسط حرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على شعبنا الفلسطيني منذ 86 يوماً من الظلم والقتل والتنكيل. وقال: تأتي هذه المناسبة ويأتي معها وقفتنا هذه تقديراً منا للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، هؤلاء الأبطال الذين ما تركوا مواقعهم لحظة واحدة، بل ظلُّوا صامدين ثابتين في تغطيتهم الإعلامية المتواصلة للأحداث على مدار الساعة. وأضاف: مناسبة يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني تُذكّرنا جميعاً أولاً بمسؤوليتنا وواجبنا تجاه قضيتنا الفلسطينية العادلة، وتجاه مظلومية شعبنا الفلسطيني العظيم. وأبرق بتحية إجلال وإكبار واعتزاز وتقدير إلى جموع الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، فرسان الكلمة والحقيقة، هؤلاء الذين نجحوا في تصدير الرواية الفلسطينية الصَّادقة، وكسروا سردية الاحتلال "الإسرائيلي" الكاذبة، حتى بات العالم كله يدرك أن الاحتلال على ضلالة، وأن قادته ملطخةً أياديهم بالدماء والجريمة، هؤلاء الصحفيين الكرام الذين كشفوا عنصرية الاحتلال وإجرامه أمام العالم أجمع، فدافعوا عن فلسطين، وكان منهم الشهداء والجرحى والأسرى. مواجهة آلة الحرب فيما دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى مواصلة فضح جرائم القتل المُمنهج والاعتقال بحقّ الصحفيين الفلسطينيين، والضغط على هذا الاحتلال من أجل حمايتهم وفق القانون الدولي الإنساني، وشدّدت على ضرورة التحرّك العاجل لمحاكمة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية. وأشارت الحركة، في بيان، إلى أنه إلى جانب الشهداء؛ فإن قوات الاحتلال أصابت عشرات الصحفيين الآخرين، وقتلت العشرات من عائلات الصحفيين في محاولة لترهيبهم وإسكات صوتهم. وأكدت أنهم يواجهون بصوتهم وكاميراتهم آلة الحرب الصهيونية، التي جعلت منهم ومن عائلاتهم ومساكنهم وبيوتهم، هدفاً لترويعهم والانتقام منهم، وصولاً إلى إخماد صوت الحقيقة، وتغييب صورة جرائمه ومجازره. وقالت: بات هذا الاحتلال النازي العدوّ الأبرز والأخطر على الصحافة والصحفيين في فلسطين، لأنَّهم كانوا الأداة الفاضحة والكاشفة لجرائمه وإرهابه وعدوانه، على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وأصبحت مصداقية وموضوعية ومهنية سرديتها وروايتها في هذا الصراع المستمر، الأصدق والأمضى في الانتشار والتأثير، عربياً وإسلامياً ودولياً، رغم المحاولات الحثيثة لتغييب صوتها وتشويهها وإخمادها. وشددت على أنَّ 106 من أبطال الأسرة الصحفية في قطاع غزَّة، ارتقوا شهداء خلال 86 يوماً مع العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزَّة، ولا يزال جيش الاحتلال النازي يقمع الصحفيين ويعتدي عليهم بالضرب والتنكيل والاحتجاز والمنع من العمل، ويستهدف حياتهم، في عموم الضفة الغربية ومدينة القدسالمحتلة. استهداف عائلات الصحفيين إلا أن الأكثر مأساوية على مدى تاريخ الصحافة، هو ما قام به العدو الصهيوني من استهداف لصحفيي غزة عمدا، ومنهم صحفيون بعينهم تعلم قوتهم وتأثيرهم، مثل الصحفي مصطفي الصواف، المراسل السابق لعدة محطات أجنبية والمسئول الإعلامي الكبير في غزة. ولم يكتف الاحتلال بقتل الصحفيين، بل استهدف عائلات لصحفيين، وأوضح مثال هو محاولة قتل مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، الذي قتلت من قبل أسرته بالكامل، وقتل المصور سامر أبو دقة عمدا، كنوع من الانتقام، لنقلهم صور جرائم الاحتلال والإبادة الجماعية. الاحتلال عدو الصحافة الأول وكانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أشارت في بيان، إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي هو عدو الصحافة الأبرز خلال عام 2023، حيث أعدم ما يفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا برصاص وصواريخ الاحتلال منذ عام 2000 وحتى تاريخ اغتيال مراسلة قناة الجزيرة "شيرين أبو عاقلة" في شهر مايو 2022 والبالغ عددهم 50 صحفيا، ما يجعله عدو الصحافة الأبرز خلال عام 2023، كما امتد عدوانه ليطال أهالي الصحفيين وبيوتهم. وأوضحت النقابة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "يتمادى في استهدافه المتعمد والممنهج للصحفيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام دون أدنى اعتبار للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية المؤكدة على حمايتهم في مناطق الصراع". بجانب ذلك، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقار العديد من وسائل الإعلام خلال عدوانها الغاشم على قطاع غزة ومنها مقر وكالة الرأي الإخبارية ووكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) وغيرها من المؤسسات الإعلامية بغزة، وسبق ذلك تدمير برج فلسطين وبرج وطن اللذين يضمان العديد من المؤسسات الإعلامية. كما اعتقل جيش الاحتلال عددا من الصحفيين شمال غزة واعتقل ومدد اعتقال آخرين في الضفة الغربية، وذلك في محاولة يائسة لكتم الصوت الفلسطيني وحجب الصورة الفلسطينية والحيلولة دون وصول الرواية الوطنية الفاضحة لجرائم ووحشية الاحتلال. وتساءل "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين" عن جدوى القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية في ظل تغول جيش الاحتلال على حرية الإعلام وقتله بدم بارد لعشرات الصحفيين وتدمير مقار العديد من المؤسسات الإعلامية واستمرار مسلسل اعتقال الصحفيين؟!!