قال متحدث باسم الجامعة العربية إن وزراء خارجية الجامعة العربية اتخذوا يوم الأحد قرارا بإعادة سوريا بعد أكثر من عشر سنوات من التعليق مما يعزز مسعى إقليميا لتطبيع العلاقات مع الرئيس بشار الأسد. وقال القرار إن سوريا قد تستأنف مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية على الفور ودعا في الوقت نفسه إلى حل الأزمة الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا بما في ذلك هروب اللاجئين إلى الدول المجاورة وتهريب المخدرات في أنحاء المنطقة. والتقطت الصورة في اجتماع مغلق لوزراء الخارجية في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الأسد قد يحضر قمة الجامعة العربية المقرر عقدها في السعودية في وقت لاحق من هذا الشهر "إذا رغب في ذلك". وردا على سؤال حول ما إذا كان الأسد يمكن أن يشارك في القمة المقرر عقدها في الرياض في 19 مايو، قال أبو الغيط في مؤتمر صحفي في القاهرة: "إذا رغب في ذلك، لأن سوريا، بدءا من هذا المساء، هي عضو كامل العضوية في جامعة الدول العربية، واعتبارا من صباح الغد لديهم الحق في شغل أي مقعد". وأضاف: "عندما يتم إرسال الدعوة من قبل الدولة المضيفة، المملكة العربية السعودية، وإذا رغب في المشاركة، فسوف يشارك". وفي حين ضغطت دول عربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، من أجل إعادة تأهيل سوريا والأسد، ظلت دول أخرى، بما في ذلك قطر، تعارض التطبيع الكامل دون حل سياسي للصراع السوري. عملية صعبة وحرص البعض على وضع شروط لعودة سوريا حيث قال وزير الخارجية الأردني الأسبوع الماضي إن إعادة قبول الجامعة العربية لسوريا لن تكون سوى بداية "لعملية طويلة جدا وصعبة ومليئة بالتحديات". وجاء في قرار يوم الأحد أن الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية سيشكلون مجموعة اتصال وزارية للتواصل مع الحكومة السورية والبحث عن حلول "تدريجية" للأزمة. وشملت الخطوات العملية مواصلة الجهود لتسهيل تسليم المساعدات في سوريا، وفقا لنسخة من القرار اطلعت عليها رويترز. دعت سوريا يوم الأحد الدول العربية إلى إظهار "الاحترام المتبادل" بعد تصويت الجامعة العربية. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنه يتعين على الدول العربية اتباع "نهج فعال قائم على الاحترام المتبادل" وشددت أيضا على "أهمية العمل المشترك والحوار لمواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية". وعلقت عضوية سوريا في الجامعة العربية عام 2011 بعد حملة قمع على احتجاجات الشوارع ضد الأسد أدت إلى حرب أهلية مدمرة وسحبت دول عربية كثيرة مبعوثيها من دمشق. وتقاوم السعودية منذ فترة طويلة إعادة العلاقات مع الأسد لكنها قالت بعد تقاربها في الآونة الأخيرة مع إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لسوريا إن هناك حاجة لنهج جديد مع دمشق. وانتقدت الولاياتالمتحدة عودة سوريا إلى الجامعة قائلة إن دمشق لا تستحق إعادتها إلى التنظيم بينما أثارت تساؤلات بشأن استعداد الأسد لحل الأزمة الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا. ومع ذلك، تعتقد الولاياتالمتحدة أن الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الأسد للدفع لحل الأزمة التي طال أمدها في البلاد وأن واشنطن تتماشى مع حلفائها بشأن "الأهداف النهائية"، حسبما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية. وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية في بيان إن الوزارة تدعم دائما كل ما يحقق الإجماع العربي ولن تكون عقبة أمام هذه العملية. وأضاف الأنصاري أن موقف قطر من تطبيع العلاقات مع حكومة الأسد "لم يتغير" وظل مرتبطا بتحقيق تقدم نحو حل سياسي للأزمة السورية.