فى الأيام القليلة الباقية من شهر رمضان، تستعد ربة المنزل إلى شن حملة نظافة شاملة وإعادة ترتيب وتعديل لأثاث المنزل لاستقبال العيد، وتحرص ربات البيوت على إدخال التغيير على المنزل بما يبعث الراحة والسعادة. ويحدثنا تامر البنا -خبير التنمية البشرية- عن أن ترتيب الأثاث فى المنزل وحالته والألوان المستخدمة فى الديكور الداخلى وفى الإضاءة لها أثرها على أفراد الأسرة ومزاجهم العام ومن ثم على العلاقة فيما بينهم. ويقول إن التغيير فى حد ذاته من أبسط القواعد التى تعطى طاقة إيجابية داخل المكان؛ من خلال تبديل أماكن الأشياء وإضافة لمسات ديكورية بسيطة، فضلا عن أهمية التخلص من قطع الأثاث الزائد. أما عن الألوان، فيفضل البنا استخدام الفواتح مثل الأبيض والسماوى والوردى، كذلك للإضاءة دور كبير، فالإضاءة الضعيفة تبعث طاقة سلبية فى المكان ويمكن تجنبها باستخدام الستائر الخفيفة فى النهار بالإضافة إلى أهمية الورود والنباتات فى المنزل. تخلصى من "الكراكيب" ويقدم سامح مختار خبير التنمية البشرية بعض النصائح التى يمكن لربة المنزل أن تضعها فى الاعتبار أثناء ترتيب منزلها وهى: - أهمية التخلص من الأغراض القديمة والأثاث المزدحم، خاصة فى الغرف الضيقة من المنزل، فكثرة الأثاث تمنع التوزيع الجيد للإضاءة فى الغرفة، ويفضل الاعتماد على الإضاءة الطبيعية كلما أمكن ذلك. - قطع الأثاث فى مدخل البيت يجب أن تكون أقل ما يمكن، لتعطى الشعور بالرحابة والاتساع. - وفى غرفة النوم ابتعدى عن المرايات المتعددة خاصة أمام السرير؛ فالبعض قد تسبب له الأرق. - بالنسبة للإضاءة، يفضل أن تكون طبيعية فى حجرات المعيشة وأماكن العمل؛ لأن ضوء النهار الطبيعى يساعد على النشاط والحيوية، على العكس من غرف النوم التى يفضل فيها الابتعاد عن مصادر الضوء القوية والمباشرة والاعتماد على الإضاءة الخافتة الهادئة؛ لأنها تساعد على استرخاء الأعصاب. - وبالطبع وجود النباتات الخضراء فى المنزل يساعد على زيادة الأوكسجين وتجديد الهواء، ولكن لا يفضل أن توضع فى غرف النوم، وإنما فى الأماكن التى نقوم فيها بأعمال ونشاطات مختلفة، مثل غرف المعيشة والمداخل والممرات. - الصور الفوتوغرافية لأفراد من العائلة أو الأصدقاء، سواء كانت معلقة على الحائط أو موضوعة فى إطارات على الطاولات تساعد على تقوية الروابط الأسرية، لذا يفضل فيها الابتعاد عن الصور الفردية واستبدالها بصور ثنائية أو جماعية لذكرى مناسبة سعيدة؛ لأن رؤية هذه اللحظات باستمرار ينعكس فى شكل طاقة إيجابية على الشخص. - الحرص على إصلاح أى أشياء مكسورة مثل الأثاث أو الأبواب أو الخزائن، وأى شىء تعطل مثل صنبور مياه أو مقبض الباب أو الشباك أو جدار مشروخ، مع التخلص من الأتربة فى الأركان والأسقف، فهذه الأمور كلها تعيق الأفكار وتشوش الذهن. غرف المنزل ويشرح خبير التنمية البشرية بعض الخصوصيات فى ترتيب كل غرفة على حدة حسب طبيعة استخدامها: - فبالنسبة لغرف النوم: وهى من الغرف التى ينبغى أن يتم الاعتناء بها؛ لأن الإنسان يقضى فيها وقت راحته واسترخائه الذى يعينه على بدء يوم جديد، لذا يجب أن تكون بها فراغات ومساحات رحبة تساعد الشخص على الراحة، فالأثاث المكدس يجثم على صدور الأشخاص، كما يفضل عدم تشويش أجواء الغرفة بوضع جهاز تليفزيون أو كمبيوتر، وإذا كنت بحاجة إلى ذلك فحاول تغطيته فى المساء، كذلك إذا كان الحمام داخل غرفة النوم، فيجب الحرص على إبقاء بابه مغلقا. - المداخل: الباب الرئيسى للمنزل هو مصدر الفصل بين العالم الخارجى وعالم البيت، وهو مصدر للتيارات الهوائية التى تدخل وتخرج فى هذه النقطة، فمثلا المدخل الذى يقع فى الاتجاه الذى تدخل منه الشمس فى الصباح هو الأكثر جلبا لروح التفاؤل من الآخر الذى يبدو مظلما فى الصباح، كذلك المدخل الذى يطل على حديقة أو أشجار مزهرة سيكون أكثر تأثيرا على نفسية ساكنى المنزل من مدخل يطل على منطقة تتراكم فيها المخلفات. - الممرات: وهى أشبه بالشرايين بالنسبة للإنسان، لذا يجب أن تكون مضاءة بشكل معقول، ويفضل ألّا تكون ضيقة جدا أو طويلة بإفراط ما لم يكن هناك العديد من الغرف على طول الممر، ففى هذه الحالة، يجب أن تبقى أبوابها مفتوحة لتوحى بالحركة والحياة والطاقة فى المكان، كما أن الألوان الفاتحة ستكون أفضل للممرات لتعطى إحساسا بالراحة، مثل الأبيض والعاجى. - غرفة المعيشة: وهى مكان الاسترخاء والتسلية وتجمع للعائلة، ومن ثم فإن ديكورها يؤثر على صحة ساكنيها ويساعد على التواصل بينهم وتوطيد العلاقات الاجتماعية، مثلا يمكن وضع شجرة من نباتات الظل، بعض قطع الكريستال بأشكال مختلفة كديكور، أو برواز على الحائط يعكس الضوء عليها وتعتبر درجات الأصفر والبرتقالى من الألوان المثالية فى غرف المعيشة. - غرفة الطعام: وهى تماثل غرفة المعيشة، ولكن هناك أشخاص لا يستخدمون غرف الطعام بدرجة كبيرة أو لا يستخدمونها على الإطلاق ويتناولون طعامهم أمام التليفزيون فى غرفة المعيشة، ولكن فى حالة وجودها يفضل أن تطل نافذتها على منظر جميل، وتكون ألوان الستائر مشرقة، كما أن وجود عناصر طبيعية فى المكان كالزهور والنباتات وربما إناء به أسماك ملونة يضفى حالة من الحيوية التى تنعكس على شهية الإنسان. - المطبخ: هو وقود البيت، ويمكن أن يكون رمزا للرخاء أو العكس، فالطعام هو مصدر الطاقة للإنسان، ولذلك فالمكان الذى يتم إعداده فيه لا بد أن يتسم ببعض السمات مثل استخدام الألوان الهادئة مثل درجات الأصفر والأبيض، وتجنب تكديسه بأشياء لا داعى لها، كما أن وضع باقة من الزهور ستنعكس فى شكل طاقات إيجابية كبيرة على المكان.