رغم فشل نظام الانقلاب في مواجهة فيروس كورونا وتوغل الفيروس وانتشاره فى محافظات الجمهورية وإصابة ملايين المصريين به، ورغم انهيار المنظومة الصحية وعدم تخصيص موازنة كافية للعلاج وإنقاذ المرضى إلا أن نظام الدكتاتور عبد بالفتاح السيسي يزعم أنه سوف يسجل "صفر كورونا" خلال أيام! وبحسب مراقبين فإن هذه التصريحات تكشف عن جهل النظام العسكري ومسئوليه؛ لأن الهيئات الصحية والأطباء فى العالم كله يؤكدون أن فيروس كورونا لن يختفى، وأنه سوف يصبح مثل الانفلونزا العادية بمجرد التوصل إلى علاج فعال له. كان الدكتور شريف وديع، مستشار وزيرة صحة الانقلاب للطوارئ والرعاية العاجلة، قد زعم أن عدد المترددين على مستشفيات العزل التي تقدم الخدمة الصحية لمرضى كورونا بدأ يقل بنسب ملحوظة. وقال وديع فى تصريحات صحفية، إن هناك انخفاضا ملحوظا في منحنى الموجة الثالثة لفيروس كورونا، وانخفاض عدد الوفيات زاعما أنه سيتم تسجيل صفر كورونا قريبا.
غير وارد فى المقابل اعترفت الدكتورة نهى عاصم، مستشار وزيرة صحة الانقلاب للأبحاث، بأن الوصول إلى صفر إصابة بفيروس كورونا أمر غير وارد على الإطلاق متوقعة أن يصبح الفيروس مثل الإنفلوانزا الموسمية. وقالت نهى عاصم فى تصريحات صحفية، إنه من الوارد أن تحدث تحورات للفيروس في مصر، مشيرة إلى أن التحورات الموجودة حتى الأن ليست ذات أهمية. وأضافت: كل ما نحتاجه حاليا هو خفض أعداد الإصابات بالفيروس بالشكل الذي لا يجعلنا نشعر بمشكلات في المستشفيات، زاعمة أن أعداد الإصابات سوف تنخفض بسبب اللقاحات.
سلالات كورونا وحذر الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس، من خطورة سلالات كورونا الجديدة ومنها «الدلتا» والسلالة الفيتنامية على زيادة الإصابات، مشيرا إلى أن هناك زيادة في إصابات كورونا على مستوى العالم خاصة في 80 دولة بعد انتشار سلالة كورونا الجديدة «الدلتا». وقال عقبة فى تصريحات صحفية، إن سلالة الدلتا الجديدة تصيب الأطفال وصغار السن ولديها قدرة كبيرة على الانتشار السريع، خاصة مع عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية الخاصة بكورونا. وكشف أن هناك أعراضا جديدة للسلالات الجديدة لفيروس كورونا مثل ضعف السمع، خلاف أنها تتشابه في أعراض كورونا السابقة في ارتفاع درجة الحرارة، وظهور علامات جلدية، موضحًا أنه من الوارد أن تكون هذه السلالات قد دخلت مصر. وأضاف عقبة، أن تحور الفيروس في الهند وغيرها من الدول ينذر بقدومه إلى مصر، وهو الأمر الذي يحدث في كل التحورات الخاصة بالفيروس، وهو ما حدث في البداية من فيروس كورونا عندما ظهر في الصين وانتشر في كافة دول العالم. وقال: «معندناش نقطة على وجه الكرة الأرضية محصلش فيها إصابة بفيروس كورونا». وأوضح عقبة أن معدل الإصابة وزيادة الأعداد يتسبب فيها التحورات الفيروسية والمواطنين وإجراءاتهم والحكومة وتصرفاتها وإجراءاتها الاحترازية كمنع مناطق التجمعات للحد من انتشار فيروس كورونا بين المواطنين، مشددا «علينا كمواطنين الالتزام بالتباعد والحفاظ على غسل اليدين». وطالب بضرورة حصول نسبة كبيرة من المواطنين على لقاحات كورونا، مؤكدا أن ذلك يؤدي إلى محاصرة الفيروس وعدم تفشيه وتحوره، حيث إن أخذ اللقاح يؤدي إلى مناعة مجتمعية، وهذا يحدث عند تلقيح ما يقارب من 60 ل70% من المواطنين، كما طالب بضرورة تحري المصادر الرئيسية والسليمة حيال لقاحات فيروس كورونا. وأرجع عقبة سبب زيادة مصابي فيروس كورونا إلى زيادة التحورات الجينية الخاصة بالفيروس وعدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية والوقائية، أو عدم التزام الدولة بمنع التجمعات فيما بين المواطنين، مشددا على أنه كلما زاد عدد الحاصلين على لقاح كورونا ساعد ذلك في هبوط الأعداد بشكل كبير.
تحور مستمر فيما حذر الدكتور محمد عزالعرب، استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد، من تزايد الإصابات خاصة ونحن مقبلون على موجة رابعة لفيروس كورونا، مؤكدا أن صفر إصابات أمر غير وارد بالمرة. وقال عزالعرب فى تصريحات صحفية، إن هناك تحورات حدثت في كورونا، موضحًا أن الفيروس التاجي من نوع الفيروسات التي تنتمي إلى فئة «rna»، وتتميز الأخيرة بسرعة تحورها، فهي صفة واردة وأصيلة بها، وسبب حدوث التحور المستمر هو انتقال الإنسان من مكان لآخر ما يخلق سلالة جديدة. وأوضح أن التحور يحدث بسبب انتقال الفيروس من عائل إلى آخر، فكل خلية في جسم إنسان عندما يتكاثر بها «كوفيد 19»، يحدث بها تفاعل مع الأحماض الأمينية، وبالتالي تتغير تركيبة الفيروس الجينية ما يخلق سلالات جديدة وطفرات متعددة نتيجة لتغير خصائص الفيروس نفسه. وأضاف عزالعرب: الانتقال بين الأجناس العرقية وتغيير الأماكن يغير من الفيروس، وبالتالي يحدث تحور مستمر وطفرات جديد، مشيرا إلى أن سلالة ووهان لما انتقلت لأمريكا وأوروبا حصل فيها تحور بسبب عنصري المكان والزمان. وعن إمكانية ظهور أعراض جديدة، أكد أن ذلك الأمر لا علاقة له بالتحور بل مرتبط بشكل وثيق بمناعة الشخص؛ موضحا أنه عندما يتفاعل الفيروس مع مناعة الجسم نفسه.. ساعتها هنا ممكن ناس متظهرش عليهم أعراض، وناس تانية تحصلهم مضاعفات، وفيه ناس بتبقى الأعراض عندهم عبارة عن طفح جلدي.