نعت نقابة الأطباء، الشهيد الدكتور محمد محمود حسن، مدير المركز الطبى بالعدوة سابقا، والذى توفى إثر الإصابة بفيروس كورونا ليصبح الشهيد رقم (415) بين صفوف الأطباء منذ تفشي الجائحة. وأمام تكريس الطبقية والتمييز والعنصرية من جانب نظام الطاغية عبدالفتاح السيسي، يواصل الأطباء هجرتهم للخارج؛ بعدما فقدوا الشعور بالأمن والأمان، وفقدوا الأمل في إقامة العدل والمساواة في ظل نظام يدمن التمييز والعنصرية ولا يمنح المزايا إلا للعسكر واللواءات ومن يطوف حول السلطة ويجعل منها قبلة لها يتقرب إليها بالتزلف والنفاق وتقديم كل أشكال الولاء والقربان. كما أن الإهمال والعجز المستمر في الأجهزة والأدوية والأدوات التي توفر الوقاية للطواقم الطبية تساهم في هجرة الأطباء الذين لا يجدون في بلدهم تقديرا وهم يتقدمون الصفوف في مواجهة الجائحة. مصادر طبية في أحاديث لها أشارت إلى أن هجرة الأطباء بعد أزمة الفيروس ليست مرتبطة بتكوين ثروة كما كان معتادا في السابق، داعية للنظر في حلول عاجلة لهذه الظاهرة المقلقة والمضرة بالمجمتع. وقبل أيام، أصدر المركز المصري للدراسات الاقتصادية، دراسة تضمنت تحليلا لأثر جائحة فيروس كورونا على قطاعات الاقتصاد المصري المختلفة، وكان من أبرز ما أظهرته وجود نقص كبير بالقطاع الطبي في مصر. وأرجع المركز هذا النقص إلى هجرة الأطباء للخارج والتي تزايدت عقب الموجة الأولى لفيروس كورونا، وقدر عددهم بنحو 7 آلاف طبيب، فضلا عن وفاة نحو 276 طبيبا جراء الإصابة بالفيروس خلال الموجة الأولى، وهو ما ارتفع إلى 286، في أحدث إحصائية لنقابة الأطباء المصرية. ولا يزيد راتب الطبيب المصري عند بداية التعيين على 2500 جنيه ، يرتفع عند الحصول على درجة الماجستير إلى 4 آلاف جنيه ، بينما يحصل بعد الدكتوراه على نحو 5 آلاف جنيه. وفي مارس من العام الماضي، طالبت النقابة العامة للأطباء، الحكومة برفع قيمة بدل العدوى للأطباء، خاصة أنهم الأكثر عرضة لعدوى "كورونا"، لكن دون استجابة، ويتقاضى الطبيب المصري بدل العدوى 19 جنيها شهريا ، بينما تقرر مؤخرا صرف زيادة لهم تحت مسمى "بدل المهن الطبية" بقيمة 500 جنيه. والمثير أن فئةً مثل القضاة تتقاضى 3 آلاف جنيه شهريا كبدل عدوى، رغم أنها ليست معرضة لهذا الخطر مثل الأطباء. معاش كورونا فى سياق متصل، وبعد جهد طويل من المباحثات والإجراءات والأوراق، تم بدء صرف معاش الوفاة الإصابية مع المعاش العادى لعدد 6 أسرمن شهداء أطباء محافظة الغربية، بنسبة 145 % من الأجر الشامل وسيتم الصرف من أول إبريل القادم. وقال د ابراهيم الزيات، عضو مجلس النقابة ومقرر اللجنة النقابية الوزارية، أنه تقرر صرف معاش الوفاة الإصابية والذى يعد إنجازا كبيرا وحقا أصيلا لشهداء الفرق الطبية، سعت النقابة لتحقيقه مع كل الجهات عبر الشهور الماضية منذ اعتبار كوفيد 19 مرض مهنى والوفاة به وفاة إصابية بالقرار 145لسنة 2020م. ومن خلال المتابعة المستمرة مع اللجنة الطبية العليا برئاسة الدكتور أيمن الأمين وهيئة التأمينات الاجتماعية، تم تذليل كثير من العقبات وصدور شهادات الوفاة الإصابية لعدد 91 شهادة وفاة إصابية من الأطباء، بالإضافة إلى باقى الفريق الطبى، وتعتبرهذه الشهادة شيك بنكى يصرف بها المعاش الاستثنائى للوفاة الإصابية والمعاش العادى بنسبة 145 % من الأجر الشامل. أطباء فى المنفى ومنذ محنة كورونا، يتعرض أطباء في مصر لصعاب عديدة بسبب فيروس كورونا المستجد، هذه الصعاب دفعت بعضهم لانتقاد حكومة الانقلاب، متهمين إياها بالتقاعس، ما أدى لزج عدد منهم في السجن. ويقول المحامون، وفق تقرير هيومن رايتس ووتش، إن الاتهامات الموجهة لهم هي نشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانضمام لتنظيم إرهابي، والأخيرة تهمة كثيرا ما تستخدم في القضايا السياسية. تعديلات جديدة على قانون الطوارئ المثير للجدل في مصر منحت المنقلب عبدالفتاح السيسي صلاحيات أوسع بذريعة السماح له باتخاذ تدابير لمكافحة انتشار فيروس كورونا. تقول منظمة الصحة العالمية إن حوالي 11 في المئة من المصابين بالفيروس في مصر من العاملين في قطاع الرعاية الصحية، غير أنه مع انتشار الفيروس أبدى بعض الأطباء في المستشفيات العامة قلقا متزايدا وقالوا إنهم لم يحصلوا على الوسائل اللازمة لمحاربة الفيروس. وخلال الأشهر الماضية، تصاعدت موجة من الغضب والاحتجاجات بين الأطباء بعد تفشي العدوى بينهم، واتهموا الحكومة بالتقصير بشأن توفير الإمدادات الطبية اللازمة لحمايتهم، وبحسب بيانات نقابة الأطباء المنشورة على موقعها الرسمي، فقد توفي نحو 415طبيبا بعد إصابتهم بالفيروس أثناء عملهم.