روى الدكتور مصطفى حسنين -أحد أطباء المستشفى الميدانى فى اعتصام رابعة العدوية قصة حقيقية- شاهدها خلال أيام الاعتصام لتضيف دليلا جديدا إلى السجل الذى عرفه الناس عن اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، الذين تعرف الناس خلالهما على المئات من قصص التضحية والثبات والرجولة.. وفيما يلى ما كتبه الطبيب: "فى بدايات الاعتصام ولحد ما كان ليا دور طبى فى المستشفى الميدانى الرئيسى فى رابعة حصل معايا موقف خيالى.... دخل المستشفى... لابس قميص وبنطلون وكوتشى... خاسس ومتبهدل وصحته عدمانة.... قالى عايزك يا دكتور فى موضوع شخصى.... بدأت أحضر ردود عشان أمشيه... متوقع أنه يطلب فلوس أو مساعدة والمستشفى مبتقدمش أى إعانات مادية ولا عينية..... لقيته بيقولى.... أنا شغال محاسب فى فندق فى الغردقة من 5 سنين.... عملت كل حاجة تتخيلها.... مبركعهاش ولا بصوم.... التامول والترامادول والأفيون والحشيش مبيفارقوش جيبى... مضيت على تمرد ونزلت مخصوص يوم 30 يونيو عشان أخلع مرسى..... ونزلت احتفلت يوم خلعه وكنت طاير من الفرحة..... قبل ما إجازتى تخلص قولت أروح أبص على الأشكال اللى فى رابعة دول.... جيت ولقيت نفسى قاعد يوم والتانى والتالت.... دخلنا فى رمضان.... أول مرة أصوم من سنين.... حسيت إنى كنت عايش فى جاهلية يا دكتور.... والله أنا كنت كافر..... بعض الإخوة بيعلمونى كل يوم أقرأ قرآن.... الناس هنا بيعاملونى أحسن من أهلى..... بس أنا محتاج حاجة.... عايزكم تعالجونى من السموم اللى فى دمى يا دكتور أبوس ايدك.... كل شوية بدوخ وأقع من الناس واحنا بنصلى أو فى وسط اليوم.... ساعدونى والنبى..... طبعا أنا ده كله منطقتش كلمة ومعرفتش أرد ولا اعمل إيه... قولتله ثانية واحدة.... وجيبت طبيب متخصص فى الموضوع ده تعامل معاه واتطمنت عليه بعد ما خلص معاه..... بعدها بكام يوم وأنا باخد جولة فى الميدان لقيت واحد بينده عليا و بيجرى... قعد يبوس فيا ويحضن فيا ويدعيلى ويقولى انا مش راجع شغل السياحة تانى ومش ماشى قبل ما مرسى يرجع.... كان لابس عصابة على راسه مكتوب عليها كلمة الشهادة..... بعدها بأسبوع أو 10 أيام تقريبا جالى المستشفى وبرضه لابس العصابة ومصمم ياخدنى يورينى حاجة..... تحت ضغطه وإلحاحه خرجت معاه للميدان..... لقيته واخدنى لمراسلة لقناة روسية كانت بتدور على أى حد بيتكلم روسى عشان تسجل معاه.... قالى أنا بتلكم روسى أحسن من العربى من كتر السياح الروس فى الغردقة بس حلقت ما حسجل معاها إلا وانت معايا..... طبعا مرضيتش أسجل بس وقفت معاه اتفرج وهو بيسجل..... ما شاء الله كان متفاعل معاها جدا.... الراجل ده بقى واقف على بوابات التأمين ناحية مدخل يوسف عباس.... كل ما أعدى من هناك ألاقيه قاعد لابس العصابة وماسك العصاية.... الراجل ده استشهد يوم مجرزة رابعة على مدخل الاعتصام فى يوسف عباس برصاصة قناص فى رقبته....." واختتم الطبيب روايته قائلا : قصة خيالية....صح!!!!!! "أنا لحد دلوقتى والله مش عارف أصدق اللى حصل..... الناس اللى بتحصل تحولات دراماتيكية فى حياتها دى فى أيام بتبقى ايه؟؟؟؟ إيه اللى بينه وبين ربنا من زمان خلاه يبعد ويجيبه تانى ويموت الموتة دى؟؟؟؟؟ والله حتى ما أعرف اسمه.... ربنا يتقبله من الشهداء".