يأتي التصريح الأخير لوزير تموين الانقلاب والذي قال فيه "إن الاكتفاء الذاتي من القمح من الأمور التي تضر مصر وستؤثر على مساحة المحاصيل الأخرى"، مطالبًا بضرورة ألا يكون الاكتفاء الذاتي من القمح هدفًا لمصر، معتبرًا أن المفهوم السائد بخطورة استيراد القمح هو من الموروثات القديمة، وأن الوضع الآن اختلف وأصبح القمح سلعة مطروحة ومتوفرة متى توفرت الأموال المطلوبة".. ليكشف بوضوح عن مدى إصرار الانقلابيين على التكريس لسياسية التبعية والهيمنة الغربية التي أسست لها الأنظمة العسكرية المستبدة عبر ثلاثة عقود متتالية, ضاربين عرض الحائط بطموحات شعب قام بثورة كانت أهم شعاراتها الكرامة الإنسانية، وقافزين على حلم سعى الرئيس المنتخب إلى تحقيقه منذ بداية حكمه؛ وهو امتلاك الدولة المصرية لإرادتها من خلال إنتاج غذائها ودوائها وسلاحها. من جانبهم وصف خبراء سياسيون واقتصاديون هذا التصريح بأنه ليس بالمستغرب على حكومة دأبت منذ اليوم الأول على استنساخ نظام مبارك الذي جعل مصر تتصدر قائمة الدول من حيث التبعية والهيمنة الأمريكية، مؤكدين أنه لا يمكن قراءة هذا التصريح في خارج سياقه الصحيح، وهو تغليب النظام الانقلابي لمصالح جنرلات العسكر الذين يمتلكون أغلب الشركات المستوردة للقمح، معتبرين أن منهج الدولة العسكرية في إدارة الاقتصاد تعتمد على الصفقات، وليس من منهجها تنمية الموارد الذاتية أو تحقيق الاكتفاء من السلع الاستراتيجية لضمان استمرار ولاء الدول المانحة لنظامها القمعي. واقرأ أيضًا: الانقلاب يضرب بسياسة الاكتفاء الذاتي من القمح عرض الحائط باحثة سياسية: الاكتفاء من القمح.. الفارق بين مخطط العسكر وحكم رئيس منتخب خبير اقتصادي: الاكتفاء الذاتي من القمح.. حلم أجهضه الانقلابيون