قال صالح النعامي الباحث المتخصص في الشأن الصهيوني أن الأيام القادمة ستشهد إقامة شراكة "إسرائيلية" مع دول خليجية لمواجهة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وذلك عقب فوز حزبه "العدالة والتنمية" في الانتخابات البلدية التي عقدت مؤخرا. وأشار النعامي في مقاله المنشور أمس على موقعه الإلكتروني إلى القلق الذي أصاب تل أبيب عقب فوز أردوغان لافتا إلى أن وزير الحرب الصهيوني الأسبق "موشه ارنس" بشر الإسرائيليين بأن الزعيم التركي " سيعود لهوايته المفضلة: استعراض عضلاته علينا". من جانبه علق وزير الشؤون الاستخبارية والعلاقات الدولية "يوفال شطاينتس" على أن فوز أردوغان بأنه " يتحتم على إسرائيل تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع قوى الاعتدال العربية" وأوضح النعامي أن ما صدر عن "شطاينتس" يعكس ما بات يعرف في تل أبيب ب "المأزق المشترك" لكل من إسرائيل والأنظمة العربية، لاسيما في مصر والأردن والخليج، التي تناصب الحكومات ذات التوجه الإسلامي العداء بكل قوة.. وتابع النعامي أن المنطق الذي يحكم "إسرائيل" في توجهها للتنسيق والشراكة مع الأنظمة العربية في مواجهة أردوغان، يرتبط بعاملين أساسيين، وهما، أولاً: الرغبة في عدم التأثير سلباً على البيئة الإستراتيجية للكيان الصهيوني، والتي تحسنت كثيراً في أعقاب الانقلاب الذي قاده السيسي في مصر. ثانياً: تراجع مكانة الولاياتالمتحدة ودورها الدولي والإقليمي مما يزيد من الأعباء على كل إسرائيل والأنظمة العربية. ومما عقد الأمور أمام إسرائيل حقيقة أن تفجر أزمة القرم أسهم في تحسين مكانة تركيا لدى الغرب وتحديداً الولاياتالمتحدة. ونقل النعامي عن المستشرق الإسرائيلي "إليكساندر بلاو" قوله "إدراك أردوغان هذه الحقيقة دفعه لإضفاء تطرف على مواقفه من إسرائيل" على حد زعم "بلاو". ويضيف "بلاو"،الذي يرأس قسم الدراسات الشرقية في جامعة "أرئيل" إلى أن أزمة القرم ضاعفت من أهمية ومكانة تركيا الإستراتيجية بالنسبة للغرب والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص على اعتبار أن تركيا التي تتحكم بالدخول والخروج من البحر الأسود جعلها الدولة الوحيدة التي بإمكانها التحكم في قدرة الروس على الوصول للبحر الأبيض المتوسط.
وأشار "بلاو" إلى أن إدراك الأتراك لتعاظم مكانتهم الإستراتيجية بالنسبة لحلف الناتو يضفي تشدداً على مواقفهم من المصالحة على إسرائيل، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية لم يعد بإمكانها إجبار "أردوغان" على تغيير سلوكه تجاه إسرائيل. وفي ذات السياق، شدد حاييم أسيروفتيس المختص بالشؤون التركية أن تحقيق حزب العدالة والتنمية نجاحات كبيرة في الانتخابات المحلية، لا سيما في المدن الكبرى ستجعل أردوغان يتباهى بأن الشعب التركي منحه تفويض لمواصلة حكم تركيا، بنفس السياسات الخارجية التي تبناها أردوغان خاصة في مواجهة إسرائيل.