أكد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية أن الحركة ستعود إلى الحكم بعد الانتخابات القادمة "أقوى" مما كانت عليه. وقال في كلمة له أمس الأحد أمام أنصار الحركة بمدينة صافقس ونشرت على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "صحيح خرجنا من الحكومة ولكن عندنا ثقة أننا سنرجع أقوى مما كنا إن شاء الله"، وأضاف: "ثقتي في الله كبيرة في ذلك". ومضى الغنوشي قائلا: "إننا في النهضة لسنا خائفين (من الخروج من الحكم وخوض الانتخابات)، والمهم إنقاذ تونس العزيزة، وألا نكون سببا في خرابها". وكانت حركة النهضة قد قبلت شروط المعارضة في الحوار الوطني، بعد اغتيال النائب محمد البراهمي الصيف الماضي، بالخروج من الحكم وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة تدير البلاد إلى حين تنظيم انتخابات عامة نهاية العام الجاري. وبالفعل تم قبل عدة أسابيع اختيار حكومة تكنوقراط برئاسة مهدي جمعة، خلفًا لحكومة علي لعريض (المنتمي للنهضة)، بعد توافق من القوى السياسية، وبوساطة من الرباعي الراعي للحوار الوطني بين تلك القوى، وبذلك خرجت النهضة من دائرة الحكم في تونس باستثناء أعضائها في المجلس التأسيسي. وبيّن الغنوشي أن "النهضة غادرت الحكومة إنقاذا للبلاد، وهي بذلك محل إكبار داخل البلاد وخارجها؛ لأنها ضحت من أجل المصلحة العامة"، بحسب قوله. من جهة ثانية اعتبر الغنوشي في كلمته أنّ حركة النهضة "ليست في حالة حرب أو تحالف مع أي حزب في تونس". ويرى المتابعون للوضع السياسي في تونس أن حزب "حركة نداء تونس" الذي تأسّس بعد الثورة يعتبر من أكبر المنافسين القادرين على منافسة حركة النهضة في الانتخابات المنتظرة نهاية العام الجاري. وأشار الغنوشي إلى أن النهضة تتعاون مع الجميع من أجل "استقرار البلاد" بعد الأزمات التي عرفتها خاصة العام الماضي و"التي كادت تسقط البيت على الجميع" بحسب وصفه. وعرفت تونس خلال 2013 اغتيالات سياسية لحقت بكل من المعارض السياسي شكري بلعيد في 6 فبراير ثم تلاه النائب في التأسيسي محمد البراهمي في 25 يوليو من نفس السنة، لتتعرض البلاد إلى أزمة سياسية، لكنها سرعان ما استطاعت الخروج من تلك الأزمة، عبر إحداث بعض التوافقات بين أحزاب الائتلاف الحاكم والمعارضة، أفضت إلى تشكيل حكومة جمعة.