المصريون بالخارج يواصلون الإقبال على لجان التصويت في انتخابات النواب 2025    محمد عبد اللطيف يكلف التربية والتعليم بتولي إدارة مدرسة سيدز الدولية    الوطنية للانتخابات: استئناف التصويت لليوم الثانى ب105 مقرات انتخابية حتى الآن    جامعة القاهرة تطلق أول دليل مؤسسي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي    الرئاسة في أسبوع.. السيسي يفتتح محطات بحرية.. يشارك في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة.. يوجه تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات.. ويستقبل رئيس كوريا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فليخسأ المتقولون !?    أسعار الخضراوات والفاكهة في سوق الجملة اليوم السبت    أسعار الحديد اليوم السبت في محافظة الغربية    الدولار يسجل 47.50 جنيه في 5 بنوك صباح اليوم السبت    سعر الدولار اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 أمام الجنية المصري    معهد بحوث الصحة الحيوانية ينفذ حملات لحماية الثروة الداجنة من أمراض الشتاء    سعر كرتونة البيض في بورصة الدواجن والأسواق اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 فى المنيا    أيمن عاشور يعقد اجتماعًا مع مجموعة خبراء تطوير التعليم العالى    رئيس الوزراء يصل إلى مقر انعقاد قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرج    أوكرانيا تدرس خطواتها في ظل ضغط ترامب للقبول بخطة السلام مع روسيا    وزير الخارجية يتلقى مع مستشار الأمن القومي البريطاني    الدفاع الروسية: تدمير 69 مسيرة أوكرانية خلال ال 24 الساعة الماضية    اليوم.. مؤتمر صحفي لأحمد عبد الرؤوف وعمر جابر قبل لقاء الزمالك وزيسكو    مواعيد مباريات اليوم السبت 22- 11- 2025 والقنوات الناقلة    سيناء تستقبل أول أفواج رحلات «شباب مصر» لتعزيز الانتماء ودعم الوعي التنموي    الأهلي وشبيبة القبائل.. مواجهة القوة والطموح بافتتاح مجموعات دوري الأبطال    ليفربول يستضيف نوتنجهام فورست في الدوري الإنجليزي    شيكو بانزا يظهر فى مران الزمالك الأخير استعدادا ل زيسكو بعد وفاة شقيقه    حركة سير هادئة وانتشار أمني لتأمين الطرق في القاهرة والجيزة    بدء محاكمة رمضان صبحي في قضية التزوير    إصابة 4 أشخاص في تصادم بين سيارة نقل أموال وملاكي بالشيخ زايد    موعد تطبيق منظومة السيارات الجديدة بديلة التوك توك فى الجيزة    إصابة 28 عاملًا وعاملة في إنقلاب سيارة ربع نقل ببني سويف    النشرة المرورية.. انتظام حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    فوز «كلب ساكن» بجائزة أفضل فيلم في مسابقة آفاق السينما العربية    نقابة الموسيقيين تقرر وقف مطرب المهرجانات كابونجا عن الغناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    الصحة: اعتماد 4 وحدات رعاية أولية جديدة وفق معايير «GAHAR»    «الصحة»: اعتماد 4 وحدات رعاية أولية جديدة وفق معايير «GAHAR»    مخاطر صحية.. 4 أسباب لعدم تأجيل تطعيمات طفلك    منظمة الصحة العالمية: أكثر من 16.5 ألف مريض بغزة في انتظار الإجلاء الطبي    «قنديل» يتفقد مستشفى الشروق المركزي ومركز طب أسرة "63 مترا" ويوجه بإجراءات عاجلة    سعر الجنيه الإسترلينى اليوم السبت فى البنوك 22-11-2025    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    فرنسا لمواطنيها: جهزوا الطعام والماء لحرب محتملة مع روسيا    عمرو أديب: هو إحنا مانعرفش نعمل انتخابات بما يرضى الله.. اجعلوها شريفة عفيفة    حين صدحت مصر بصوتها.. حكاية «دولة التلاوة» كما رواها الناس    الاتحاد الأوروبى يدعو طرفى القتال فى السودان لاستئناف المفاوضات    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    مفاجآت جديدة في قضية سارة خليفة: تنظيم دولي مش جريمة فردية    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    أحمد حسن يكشف أسباب عدم ضم حجازى والسعيد للمنتخب الثانى بكأس العرب    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحزاب الكرتونية.. الخادم المطيع للانقلاب العسكري على الثورة

· تجمعات أفراد وعائلات يسعون وراء مصالحهم السياسية بحثًا عن المال والشهرة والنفوذ
· رفضت الديمقراطية التي تشدقت بها وانقلبت عليها عندما فشلت في الانتخابات
· يعشقون الاستبداد فرفضوا دعوات الحوار الوطني وارتموا في أحضان العسكر
· دعوا لإلغاء الأحزاب الإسلامية الحائزة على ثقة الشعب بخمسة استحقاقات انتخابية نزيهة
خبراء: أحزاب تسلقية لا يهمها مصلحة الوطن وتسعى للوصول للسلطة بأي ثمن
أكد خبراء سياسيون أن الأحزاب السياسية المؤيدة للانقلاب العسكري الدموي على الشرعية الدستورية والقانونية، هي نفسها "الأحزاب الكرتونية" الشكلية التي صنعها النظام الفاسد للمخلوع مبارك لكي يجمّل صورته ليدعي أن هناك حياة حزبية ديمقراطية، مشيرين أن هذه الأحزاب ميتة وأصابها الركود بسبب أنها انفصلت عن المجتمع وقواعده الشعبية، وعملت فقط من أجل مصالحها الخاصة النخبوية، وتضع عينها على المقابل في شكل مناصب بمؤسسات الدولة ونفوذ سياسي وشبكات مصالح اقتصادية أيضا.
وأوضح الخبراء في تصريحات ل"الحرية والعدالة" أن هذه الأحزاب هي أحزاب "اللافتات" و"المقرات" و"الجرائد"، فهي لا تتخطى مقراتها أو جرائدها وتتبنى أيديولوجية فوقية لا تمت للمجتمع بصلة، ووجدت مصالحها مع الاستبداد لأنها تخشى من الديمقراطية والصناديق حيث إنها بلا قواعد أو تأييد شعبي، وأثبتت التجربة بعد ثورة 25 يناير فشلهم الذريع، واختيار الناس للتيار الإسلامي الذي يعبر عن هويته، فقامت الأحزاب الكرتونية التي لا يعرف الناس أسماء بعضها، ومنها حزب الجيل والتجمع والوفد وشباب مصر والخضر والسلام والناصري والكرامة، وساعدت العسكر للانقلاب على نتائج الصندوق لأنه لم يأت بها.
وشددوا على أن هذه الأحزاب تمارس مع الانقلاب الدور نفسه الذي مارسته مع المخلوع مبارك، وزاد على ذلك أنها أصبحت جزءا من منظومة الانقلاب وخارطته لتلعب دور الخادم والمؤيد والداعم للانقلاب الذي أقصى منافسيها الإسلاميين في السجون.
تجمعات مصالح
في البداية أكد محمد كمال جبر -الباحث المتخصص في العلوم السياسية- أنه يصعب وصف هذه التجمعات الكرتونية المعارضة بنظام المخلوع حسني مبارك وحتى الآن بأنها أحزاب.. فهي تجمعات لأفراد يسعون وراء مصالحهم السياسية بحثا عن المال والشهرة والنفوذ، ولا ينطبق عليها تعريف الحزب الذي هو: "مجموعة مواطنين يجمعهم رؤى فكرية ومصالح اجتماعية واسعة وتوجهات سياسية، ولهم برنامج سياسي يسعون لتحقيقه من خلال الوصول للحكم وصندوق الانتخابات".
وقال "جبر": "أما هذه الأحزاب الكرتونية فهي تجمعات مصلحية شخصانية تضم أفرادا وأقارب وأصدقاء تجمعهم مصالحهم هم فقط، واستخدمها المخلوع مبارك بنظامه، والآن يسعون كخدم للانقلاب، فقد وظفهم مبارك ليلعبون دور المحلل والديكور للادعاء بأن هناك هامشا للديمقراطية والحياة الحزبية، والآن هم أيدوا الانقلاب ودعموه ويسعون لممارسة دور الخدم للانقلاب".
واستشهد بأن المنطق الحزبي يقول إن الحزب يسعى لحصد مقاعد بمجلس الشعب ومن ثم تفضل الأحزاب النظام الانتخابي بالقائمة على النظام الفردي، فيما هذه الأحزاب الكرتونية تتبى العكس أي إجراؤها بالفردي، أيضا المنطق الحزبي يقول أن تكون الانتخابات البرلمانية أولا قبل الرئاسية ليكون للحزب دور في تزكية مرشح من داخل الحزب أو خارجه، فيما هم يطالبون بالعكس نظام فردي وانتخابات رئاسية أولا.. مما يثبت أنهم فقط يعبرون عن مصالحهم الشخصية فقط.
وأضاف -الباحث المتخصص في العلوم السياسية- أن هذه الأحزاب الشكلية قبلت دور المحلل بنظام مبارك والخادم بالنظام الانقلابي مقابل الحصول على مناصب شخصية بالبرلمان والحكومة وامتيازات اقتصادية، لافتًا إلى أن هذه الأحزاب الكرتونية تتنافس الآن على لعب دور الظهير السياسي للانقلاب؛ لأن هذا طبعهم وديدنهم في النظام السابق؛ وهو المشاركة في كعكة السلطة دون تعب وفي حصد وتوزيع الغنائم بعد أن تستتب الأمور للسلطة الانقلابية كما يتوهمون.
ونبه إلى أن هذه الأحزاب لا يهمها الوطن ولا المجتمع بل فقط السلطة، وهم يعلمون جيدا أنهم سيفشلون في أي انتخابات حقيقية، وقد فشلوا بالفعل في نظام مبارك وفشلوا بعد الثورة، ويعلمون أنهم لن يحصدوا كراسي السلطة بالصندوق أبدا، لأنهم بلا تواجد شعبي، فهم فقط "أحزاب مقرات" و"أحزاب جرائد" ومعظمها ليس لها مقار خارج العاصمة ليس لضعف قدرتها المالية بدليل أن هناك تيارات إسلامية رغم التضييق والملاحقة الأمنية لعقود استطاعت خدمة الناس اجتماعيًا وصحيًا وتواصلت معهم، ما انعكس على نسب تأييد عالية لها بالانتخابات بعد الثورة.
وأشار "جبر" إلى أن هناك عددًا من أحزاب مبارك انضمت لما يمسى ب"تيار الاستقلال" لا تعلم الناس حتى أسماءها، أما حزب الوفد فقد خسر كل رصيده، كذلك حزب التجمع كان مجرد ديكور لنظام مبارك، وبعد الانقلاب ساندوه وبرروا القتل والاعتقالات والمصادرة، وهذا النوع من الأحزاب دعت لإلغاء الأحزاب الإسلامية الفائزة والحائزة على ثقة الشعب بخمسة استحقاقات انتخابية حتى تخلو لهم الساحة الانتخابية بلا منافسين أصلًا، وذلك مقابل امتيازات منها عضوية مجلس النواب ومصالح مادية ونفوذ.
وأوضح أنه انكشفت حقيقة هذه الأحزاب؛ فهي لا تؤمن حقيقة بالقيم الديمقراطية والليبرالية ولا الحرية ولا العدالة الاجتماعية، وسلوكهم ومواقفهم تخالف ما يدعونه، ولأنهم بلا رصيد شعبي أو مجتمعي يخشون أي منافسة مفتوحة نزيهة للجميع لذا يفضلون مناخ الاستبداد وبيئته، وإن حصلوا على بعض ما يريدون بالأجل القريب، إلا أنهم على المدى الطويل ليس لهم أي مستقبل حقيقي لأنهم لا يراهنون على المجتمع بل على صاحب السلطة أي الانقلاب.
ولفت "جبر" إلى أن أحزاب نظام المخلوع مبارك تعاونت مع الانقلاب واستمروا في تدعيمه لأن دورهم ومصالحهم مرتبطة بالانقلاب، فالانتخابات لن تأتي لهم بشيء ولذلك طيلة الوقت بعهد الرئيس الشرعي محمد مرسي رفضوا دعوات الحوار الوطني ورفضوا خارطة الرئيس المتضمنة إجراء الانتخابات البرلمانية، لأنهم يكرهون الصندوق ويخافون الشعب ولم يقدموا له شيئا يذكر.
انفصال عن الشعب
من جانبه يرى مدحت ماهر -الباحث المتخصص في العلوم السياسية- أن نشأة الأحزاب الكرتونية والشكلية المعارضة في مصر لا شك أنها جاءت غير طبيعية سواء ما نشأت وقت الاستعمار أو فيما سمي بالحقبة الليبرالية، أو بفترة الأحزاب منذ منابر الرئيس الراحل أنور السادات، ومعروف طبيعة نشأة الأحزاب في الدولة القومية.
وقال "ماهر" إن النشأة الطبيعية لم تعرفها الأحزاب المصرية الكرتونية بفترة ما قبل الثورة، فالطبيعي أن تنشأ الأحزاب نتاج حالة اجتماعية يراد لها أن تمثل سياسيا لشرائح مجتمعية مثل الفلاحين والعمال والشباب، وتعبر الأحزاب في المعتاد عن أيديولوجيات ما اشتراكية أو ليبرالية أو غيرها بحيث يتكتل المتوافقون فيها على آراء متقاربة وتشكل كيانات تسمى ائتلافات أو تجمعات ثم يراد لها أن تتحول لأحزاب لتمثيلها سياسيا.
وأضاف أن الحاصل في مصر وفي كثير من الدول المتخلفة سياسيا هو العكس حيث تأتي فيها نشأة الأحزاب بالمعكوس، حينما تقرر نخب ذات مصالح تريد الحفاظ على وضعها ومصالحها فتدعم إنشاء أحزاب تمثلها في مؤسسات الدولة بحيث يكون لها نصيب في مناصبها وهيئاتها بما يحفظ وجودها ومصالحها الضيقة ولا تعبر عن شرائح أو قواعد مجتمعية قاعدية، بل عن نخبة فوقية جاءت من أعلى وليس من القاعدة، ولذلك لا تتمتع بأي تأييد شعبي وليس لها قواعد بالشارع أصلا على مر الأنظمة لطبيعة نشأتها الفوقية.
وتابع أن الحاصل أن الأحزاب الكرتوينة نشأت من أعلى، والنسخة الأخيرة منها "أحزاب منابر السادات" التي نشأت بمبادرة منه وتكليف، أما أن تأتي حركات أو أحزاب حقيقية من داخل المجتمع ذات الشعبية والجماهيرية فوجدت صعوبات شديدة ووجدت مقاومة من نظام المخلوع مبارك والنظام الانقلابي القائم الآن وتم مواجهتها بشكل عنيف، مشيرًا إلى أنه نتيجة هذه النشأة مع الوقت ومع عدم السماح للأحزاب ومع عدم القدرة بالوقت نفسه من الالتقاء بالناس أصبحت هذه الأحزاب كرتونية شكلية ومجرد ديكور لتجميل وجه النظام سواء نظام المخلوع مبارك أو النظام الانقلابي، وتمارس الدور ذاته باستمرارية الدور نفسه الذي رسمته لنفسها.
وأكد -الباحث المتخصص في العلوم السياسية- أن انفصال هذه الأحزاب الكرتونية صناعة الأنظمة ذاتها أسهم فيه أن أفكارها مبنية على أيديولوجيا مستوردة أكثر منها كونها ثقافة سائدة عند الشعب، ودليل ذلك ما يسمى بحزب التجمع بأنه قمة التيار اليساري كحزب شيوعي سابق معدل بعد سقوط الاتحاد السوفيتي حاول إجراء مراجعات داخله إلا أنه حزب لديه أزمة وهي أن فكره بعيد جدا عن الثقافة السائدة، خاصة عند الذين يتكلمون عنهم وباسمهم من عمال وفلاحين، فهذه الشرائح في مصر لديهم قيمهم وثقافتهم وطريقة تفكيرهم النابعة من الحضارة العربية الإسلامية، وبالتالي لا يمكن قبولهم بتنحية الدين وفصله عن الحياة التي يقوم عليها فكر حزب التجمع، ومن ثم الحزب يدافع عن فلاح هو منفصل عنه ولا ينصهر معه.
ودلل على ذلك بأنه من الأمور الكاشفة والمضحكة عند انتخابات 2011 أول انتخابات نزيهة بعد ثورة 25 يناير بشعب الأغلبية الساحقة فيه من العمال والفلاحين لم تنتخب حزب التجمع اليساري ولم تنتخب الأحزاب الكرتونية المنفصلة عن الشعب ثقافيا ومجتمعيا، بل انتخبت تيارًا آخر لديه قيم أصيلة وينتمي لحضارة عربية وإسلامية فاختاروا التيار الإسلامي بخمسة استحقاقات انتخابية، لأنها متصلة بهذه الشرائح وتعبر عن موروثها القيمي والحضاري.
وكشف "ماهر" أن الأحزاب الكرتونية نشأت لتأييد الاستبداد قبل وبعد الثورة ولا تجد مصالحها إلا مع الاستبداد ولا تجدها مع الديمقراطية؛ نظرا لطبيعة النشأة والفكر والنظام السياسي وعلاقتها بالجماهير، ولأنها بينها وبين الجماهير فجوات ومسافات بينية واسعة، والأخطر هو قضية عن أي مصالح تتكلم هذا الأحزاب؟ فهي تتحدث عن مصالح خاصة بها لا تقنع الجماهير، ولم تقنعهم هذه الأحزاب بأنها تمثلهم أو تدافع عن مصالحهم بل إن أعضاءها بمجلس الشعب لا يتواصلون بالناس إلا أثناء الدعاية الانتخابية فقط وأعرضوا عن الجمهور فقابلهم إعراضا بإعراض ولم يمنحها جماهيرية أو رصيدا شعبي.
ولفت إلى تراجع حزب الوفد كثيرا بعد أن سيطر عليه رجال الأعمال وخرج من يد الأرستقراطيين وآل سراج الدين، ووضع بيد الرأسماليين أمثال السيد البدوي فزاد انغلاقا وانشقاقات وتسريبات، وواقعيا لا يقدم الحزب للمجتمع أي شيء مفيد وليس لديه تواصل مع الناس.
وحول دور أحزاب المعارضة الكرتونية سواء في عهد مبارك أو بعد الانقلاب أوضح "ماهر" أنها تقوم بالدور نفسه ومستمرة فيه، وهو دور ذاتي أي الحفاظ على وجودها الكرتوني الشكلي وعلى شبكة المصالح التي تمثلها وتجميل السلطة الحاكمة، أيضا دور "التأييد بالمعارضة" وهي ظاهرة ممتدة منذ عهد المخلوع، أي أن الأحزاب تعارض كديكور لإكمال المنظر.. فيما هي في جوهرها أحزاب مؤيدة للنظام الحاكم وتابعة له، وحقيقة هي ليس لديها أي إشكالية أو أي خلاف مع النظام، لدرجة أن أحد قيادات الحزب الوطني وهو زكريا عزمي قال إنه "معارض داخلي"، وانتشر هذا المفهوم وقتها، مما يكشف انعدام وجود أي معارضة فعالة بل فقط معارضة مستأنسة تمثل مصالحها وتدافع عنها وديكور تجميلي للنظام.
ونبه -الباحث المتخصص في العلوم السياسية– إلى أن هذه الأحزاب المعارضة بعضها يستقوي بالخارج لحصد مكاسب أكثر من النظام وابتزازه، فبعض رؤساء أحزاب تنتمي للتيار القومي والتيار الناصري ذهبت في وفد زار سوريا لتأييد بشار الأسد، هناك أيضا أحزاب ليبرالية مرتبطة بالغرب وبعضها قام بدبلوماسية شعبية للترويج للانقلاب في الخارج، وباقي تيار اليسار انفتح على روسيا بعد الانقلاب وهناك ما يسمى ب"أحزاب السبوبة" بالإمارات.
وشدد على أن توزيعة العلاقات الخفية لهذه الأحزاب مع المجتمع الخارجي تحتاج وقفة، والمقابل الذي تحصل عليه هذه الأحزاب متعدد، منها أن النظام الانقلابي ضعيف فيفتح لهذه الأحزاب مجال تأييد وحماية خارجية، وتمكن هذه العلاقات مع الخارج هذه الأحزاب من ممارسة ضغوط على السلطة لأن هذه الأحزاب تحتاج مساحة لحوار العسكر، ويعد حضورها الخارجي ضمانة لإدارة هذا الحوار وحصد مكاسب وهي عملية تدار بشناعة، فهذه الأحزاب تحصد مقابلا، في ظل نظام مبارك كان المقابل أن تعبر عن شبكة مصالح وتتواجد بالنظام السياسي بعلاقة مع الدولة، بعد أن أماتت السياسة أي بحالة موات تامة وحولتها لشئون خاصة عائلية مقدسة ومكدسة.
وتابع "ماهر" أما المقابل الذي تحصده هذه الأحزاب الكرتونية بعد تأييدها الانقلاب هو كما يرى الجميع الاقتراب من العسكر وشعورها بأن ذلك أمان ودفء، وهي بذلك لا تحمل قيمة فكرية ولا حقوقية، وهذه الأحزاب كانت جزءا من جبهة الإنقاذ التي انقلبت على الرئيس الشرعي ودعمت العسكر وتحالفت معهم مقابل أن تكون هذه الأحزاب النخبوية الفوقية بديلا سياسيًا للتيار الإسلامي وفي مقدمته جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، الذي حاز الأكثرية عبر صندوق انتخابات نزيهة.
وأكمل أنه بسبب عجز هذه الأحزاب التابعة للنظام عن الوصول للسلطة بالصندوق انقلبوا على نتائجه ويوجدون الآن كواجهة ديكورية تنفذ الأوامر ولا تملك قرارًا أو دورًا فعليًا من أجل استمرار الحفاظ على مصالحهم، وهي مصالح مادية تتعلق بالبيزنس ومصالح اقتصادية ومصالح عائلات وصفقات، أي أنها تقوم بالدور نفسه أيام المخلوع مبارك وتتواصل فيه مع العسكر، ولا جديد في هذا الدور إلا أنها أصبحت تمارسه الآن بنوع من الفجور في النفاق السياسي، وكانوا معارضين لنظام مبارك، الآن دورهم التهليل للنظام الجديد، والمقابل في ظنهم أنهم سيكونون بديلا للإخوان وسيشكلون الحكومة ولهم أعضاء بالبرلمان وما وراء ذلك؟
ونبه "ماهر" إلى أن هذه الأحزاب الكرتونية ترى أن مصالحها دائما مع النظام المستبد، وكان نظام مبارك يستعملهم كغطاء يغطي استبداده وفساده السياسي والمالي، وبعد الثورة رفضت هذه الأحزاب فرصة ديمقراطية حقيقية، لأنهم وجدوا أن حالهم بالاستبداد مع مبارك أفضل لهم من حالهم مع الشعب بعد الثورة، فالحكم المستبد يمنحهم بعض حقوق ومصالح وامتيازات وتواجدًا ما، أما الديمقراطية وحكم الشعب وخياراته التي رفضتهم ولم تأت بهم للسلطة تسبب في تآكل جزء من مصالحهم.
وأشار إلى أن هناك أيضًا العامل الأيديولوجي؛ فأصحاب هذه الأحزاب يقبلون الاستبداد العلماني ويرفضون الديمقراطية إذا أتت بالإسلاميين، هم يريدون ديمقراطية بلا إسلاميين إن وجدت وإلا فالاستبداد أفضل لهم، وكشفت التجربة حقيقتهم؛ فقد كانوا يشتكون من نظام مبارك واستبداده وأنه السبب في جعلهم أحزابًا شكلية، ولكن بعد 3 سنوات بعد الثورة ظلت كما هي هامشية وشكلية ولم يتحولوا إلا لأحزاب خادمة ستنفجر من داخلها لأنها تشهد صراع أجيال، كما أنها تتحول لمجموعة منتفعين مخلصين للمنافع الخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.