قال الدكتور محمد محسوب - نائب رئيس حزب الوسط والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، إن السيناريو الجزائري الذي يتحدث عنه الكثيرون غير قابل للتطبيق في مصر، حيث إن المصريين الثائرين في الميادين والشوارع أفشلوا مخطط الأوربيين بجر البلاد إلى نفس سيناريو الجزائر لإفشال الثورة. وكشف محسوب في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنه خلال شهر يوليو الماضي كلما قابل دبلوماسيًا أو مسئولًا أوربيًا، قال إما تقبلوا خارطة طريق الانقلاب أو ستذهبون للسيناريو الجزائري، قلت لهم: "ولما تستبعدون السيناريو الإيراني مثلًا، ثورة شعبية سلمية عدة شهور تُسقط النظام على غير ما تتمنون وتتوقعون، ثم علاقات متوترة بيننا وبينكم عشرات السنين، هذا لأنكم لا ترغبون في هذا السيناريو فيستبعده عقلكم الباطن". وأضاف :"أقول لكم، مصر لن تقع في الفخ المسمى السيناريو الجزائري، شباب يحملون السلاح في الجبال والأحراش والسلطة تحاربه، وتقتله بدعوى الإرهاب في ظل تأييد أعمى من الغرب"، مؤكدا أن "الشعب المصري أسقط دعوى الإرهاب بسلوكه وسلميته، وستتواصل ثورة شعبية سلمية حتى تنتصر". وأوضح - نائب رئيس حزب الوسط- أنه قابل بعضهم هذه الأيام، فقال:"تحقق ما توقعته أنت وفشل السيناريو الجزائري، وها أنتم على طريق السيناريو الإيراني، لا أحد في الغرب الآن يُصدق دعاوى السلطة العسكرية أنها تواجه إرهابًا، على العكس أصبح لقاء أي مسئول غربي بأي من مسئولي الانقلاب أمرًا مخجلاً، الجميع أصبح متفقًا على أن مصر بها انقلاب تواجهه ثورة شعبية سلمية". وتابع محسوب: "قلت له أنا فقط ذكرت السيناريو الإيراني على سبيل الاستدلال، لكن المصريين لهم ذوقهم الخاص في ثورتهم، وما تتابعونه هو فصول ثورة مصرية راقية تستعيد الإعجاب والاندهاش الذي حازته في 18 يوما خلال يناير 2011". وتساءل محسوب: "هل هناك من يشك في انتصار تلك الثورة، ذكر لي الرجل وهو خبير في شئون الشرق الأوسط ومصر تحديدًا، لا شك أنها ستنتصر وتُسقط الانقلاب، لكن أطرافا إقليمية ودولية تعمل الآن على تحضير بديل ثالث لا هو الانقلاب ولا هو انتصار كامل للثورة". وأكد محسوب أن "البديل الثالث الذي تسعون له يحتاج لظهير شعبي، وأنتم تحاولون استمالة الثوريين من غير التيار الإسلامي بدعوى أن الإسلاميين إذا انتصروا سيكونون إقصائيين، وهو طرح قائم على أن الإسلاميين فقط في الشارع، والحقيقة أن جموع الشعب المصري هي من تصنع الثورة الآن، وربما ابتدأها الإسلاميون لكنها تحولت لثورة عامة فيها كل أطياف الشعب المصري، حتى المسيحيين الذين حاول الانقلابيون استمالتهم ونجحوا في اللحظة الأولى، فها هي الكنيسة الرسمية تعاني من تمرد شبابها عليها وانضمام مزيد من إخواننا المسيحيين إلى صفوف الثورة". مشيرا إلى أنها تحولت لثورة مطالبة بالحرية والديمقراطية للجميع وليس لاستئثار فصيل بشئ، فليس لدى مصر ما يمكن لفصيل أن يستأثر به، لديها فقط مستقبلا واعدا سيعم خيره على الجميع، خصوصا أن الشعب اكتشف ما يقدمه الانقلاب له، وهو عبارة عن قهر وفساد وفشل على كافة المستويات واستعادة لعصر المخلوع مبارك الذي جرف مصر. ونبه محسوب إلى أن المترددين تحت تأثير الإعلام الموجه يعيدون التفكير يوميا، ولا يستريحون لرائحة الدم التي صارت تزكم الأنوف والتي يُصر الانقلابيون على أنها دماء إرهابيين، بينما هي دماء جيران وأصدقاء مصريين لا يختلفون عن أي مصري. مشدداً على أن "البديل الثالث محكوم عليه بالفشل في ظل استمرار الشعب في ثورته وفتح نقاش سلمي مع المختلفين مع الثورة ومواجهة الانقلابيين في كل حارة وكل شارع". واختتم محسوب تدوينته بالقول: "الأولى بهم الإقرار بأنها ثورة شعبية وهي لا تحتاج لدعم أحد، وإنما عليكم الوفاء لمبادئكم الديمقراطية بأن تكفوا عن التعامل مع الانقلابيين تحت المائدة".