ترزح مصر الثورة تحت انقلاب عسكرى بغيض ما يقرب من 6 شهور، لم تجنِ البلاد منها سوء الفقر وانتشار العنف والإرهاب، والقتل والحرق والدمار، وانتهاك حقوق الإنسان وحرياته، وسط آمال متصاعدة مع التصعيد الثورى السلمى أن تطوى هذه الفترة سريعا وأن يصبح عام 2014، هو عام الحسم الثورى والاستقلال الوطنى وعام السواد على الانقلابيين من عملاء أمريكا والكيان الصهيونى. لقد دفع أنصار الشرعية الدستورية ورافضو الانقلاب الثمن غاليا على مدار هذه الأشهر الستة ولا يزالون، حيث استشهد على يد ميليشيات الانقلاب ما يقرب من 6 آلاف مناهض للانقلاب وأصيب 10 آلاف واعتقل ما يقرب من 12 ألف معتقل سياسى، كما -وللمفارقة الفاضحة- كان من بين الضحايا كذلك عدد من مؤيدين للانقلاب ومحايدين وقفوا على الحياد، منهم صحفيون ورجال أمن! ومثلت محرقة رابعة العدوية والنهضة التى حدثت خلال هذه المدة الصعبة من عمر الوطن تحت حكم الانقلابيين، أنينا إنسانيا خاصا وملحمة صمود أسطورية، ستظل شاهدة على جريمة إبادة بشرية لم ترَ مصر مثلها من قبل ولن ترى، ورسالة لكل الطغاة أن الإرهاب لا يكسر الأحرار وأن العنف لا يهز الثوار. وكانت الستة أشهر فاضحة للكثيرين، ففيها سقطت نخب يسارية وليبرالية وإسلامية عفنة، واتضح أعداء المؤسسة العسكرية الذين يريدون غمس الجيش بالسياسية لمصالحهم الشخصية الفاسدة، واتضح أعداء الأمن الذين يريدون إفساد الشرطة أكثر وإسقاطها تماما، وظهر محبو هدم المؤسسات الدينية سواء الأزهر أو الكنيسة، وسقط القناع عن عصابة مبارك فى الدولة العميقة الفاشلة، وبات اللعب على المكشوف بين ثوار أحرار يريدون الحرية والتحرر الوطنى والشرعية والكرامة والعدالة الاجتماعية وفاسدين أشرار يريدون القمع والدماء والمذلة والتمييز واستعباد الفقراء والتبعية. وفى هذه الأشهر الأليمة والفارقة قارنت قطاعات كبيرة من الشعب المصرى بين الانقلاب العسكرى وملامح العام الأول من رئاسة الرئيس المنتخب المختطف الدكتور محمد مرسى، وعرفت ضرورة الحسم الكامل لثورة 25 يناير، وحتمية العودة للمسار الديمقراطى والشرعية والحرية لإقرار الاستقلال الوطنى والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والعيش الكريم، وانضمت للثورة، ولا يزال البعض يراجع نفسه والبعض فى غيّه يسير. إن كثيرين تحدثوا عن أن الانقلاب العسكرى الدموى يعيش فصله الأخير، وأنه فى النزع الأخير، وثقتنا كبيرة بنصر الثورة قريبًا، رغم تهديدات الانقلابيين بالفوضى وبحور الدماء وارتكاب مجازر جديدة، فلجوء مبارك للفوضى كان المسمار الأخير فى نعش رحيله ولجوء عصابته الانقلابية لنفس الجريمة سيكون بإذن الله القاصمة. نتوقع ألا يعيش الانقلاب العسكرى الدموى، مثلما عاش، ولعل استمرار طرح رؤى خاصة بمرحلة ما بعد إسقاط الانقلاب، من الأهمية بمكان، فإسقاط الانقلاب بإذن الله قاب قوسين أو أدنى، والمهم هو الاستعداد لمعركة طويلة مع بقايا الانقلاب من أبناء مبارك والنخبة السياسية الفاشلة الانقلابية وعملاء الصهيوأمريكية، لتمكين ثورة 25 يناير والقصاص للشهداء منذ 25 يناير حتى الآن وإسعاد المصريين ودعم ثورات الربيع العربى ودعوات التحرر الوطنى. اللهم اجعله عام النصر والحسم. ____________________ منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح