في استمرار للمحاولات الحثيثة لعسكرة الدولة وبذل كل الجهود لإقناع الجميع بحتمية الاستسلام للانقلاب العسكري على الشرعية، أصدرت مجلة سمير الشهيرة عددها الصادر حديثا بنكهة عسكرية بامتياز، وذلك بإقناع الأطفال من قُرَّاء المجلة التربوية بأن الانقلاب العسكري في مصر هو عمل وطني. وأظهرت المجلة، في عددها الحديث، عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، بأنه قام بعمل بطولي وليس خيانة للقسم، وتشويه كل من يعارض الانقلاب بوصفهم عناصر تخريبية مأجورة، ووصف من يتصدون لهم بأنهم شعب مصر وليس عناصر من البلطجية. فخرج غلاف العدد بشخصية المجلة الرئيسية وهو "سمير" يرتدي ملابس جنود القوات المسلحة، وهو محمول على الأعناق من باقي شخصيات المجلة، ومكتوب على الغلاف عبارة "الله يا بلادنا الله.. على جيشك والشعب معاه"، وداخل العدد صورة لطفل وهو يقبل الدبابة، وفي الصفحتين 4 و5 تظهر شخصيات المجلة وهم يعقدون اجتماعا ويتفقون على القيام بعمل خدمي، ثم يغنون الأغنية الرسمية للانقلاب "تسلم الأيادي"، ويظهر أحد شخصيات المجلة وهو "تهتة" يشاهد صورة السيسي على التلفزيون. وفي الصفحة 11 نشر موضوع بعنوان "مسيرات الإرهاب بلا أنياب" في إشارة إلى المسيرات الداعمة للشرعية، ويصف المشاركون فيها بالمخربين والمأجورين، كما تضم أيضا خبر قيام حاكم الشارقة الإماراتية ببناء مسجد لكل شهيد من جنود رفح، في إشارة إلى شكر الإمارات على دعمها للانقلاب، ما يعد تحريضا على الكراهية لمعارضي الانقلاب. ولم تستثن من هذا أيضا صفحة الألعاب، حيث تم نشر صورة تضم جندي جيش وعسكري شرطة ومواطنا بلباس مدني، في لعبة "أخرج الفروق بين الصورتين". وفي نفس السياق ادعت الدكتورة شهيرة خليل، رئيسة تحرير المجلة في تصريحات لجريدة الشروق، بأن هذا تم بناء على رغبة القراء، مدافعة عن إقحام السياسة في المجلة، مؤكدة أن المجلة تقدم السياسة بشكل مبسط للأطفال. وأضافت "شهيرة" بأنها تلتقي الأطفال من مختلف الأعمار كل يوم سبت بمكتبها؛ لسماع اقتراحاتهم حول المضمون الذي سينشر بالمجلة، وادعت أنه لو حضر أطفال من مؤيدي الشرعية فسيتم وضع آرائهم في الاعتبار، مشيرة إلى أن هذا لم يحدث حتى الآن، مؤكدة أن المجلة لكل الأطفال.